عُرفت محسنة توفيق بموهبتها التمثيلية العظيمة، فقدمت للفن الكثير من الأعمال الفنية الرائعة، لكن تظل شخصية "بهية" التي أدتها في فيلم "العصفور" للمخرج الراحل يوسف شاهين، هي الشخصية الخالدة في قلوب محبيها، وحاضرة دوماً عند ذكر أعمالها.
نشأتها
وُلدت محسنة توفيق في التاسع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر عام 1939، ونشأت في أسرة متوسطة الحال، لديها شقيقتان الأولى الإذاعية فضيلة توفيق المعروفة بلقب "أبلة فضيلة"، والثانية يسرا توفيق التي كانت مغنية بدار الأوبرا المصرية. وحصلت محسنة توفيق على درجة البكالوريوس في الزراعة عام 1968.
تركت حادثة كوبري عباس ونضال الطلبة عام 1946 أثراً في وجدان الطفلة محسنة توفيق، وعلى الرغم من أنها كانت وقت حادثة كوبري عباس طفلة لا يتعد عمرها الـ 7 سنوات، إلا أنها ظلت تسأل عن تفاصيل وأسباب الحادث طوال الوقت، وأثر ذلك في شخصيتها طوال حياتها.
وعندما وصلت محسنة توفيق إلى سن الـ9 سنوات قادها القدر لطريق الفن، فرغم أنها كانت تغني وتحب الغناء، إلا أن مدرس اللغة العربية إقترح عليها التمثيل، وبالفعل أصبحت "دوبليرة" لبطلة عرض مسرحي أثناء دراستها بالمدرسة، ولكنها أذهلت الجميع بأدائها مما جعل المخرج يسند لها بطولة العمل.
نشاطها الفني
بدأت محسنة توفيق نشاطها الفني عام 1962، خلال دراستها بكلية الزراعة عندما قامت ببطولة مسرحية "مأساة جميلة"، التي إعتبرتها من أحب الأعمال إلى قلبها، ثم توالى تألقها في العديد من الأعمال المسرحية، ومنها "منين أجيب ناس" و"حاملات القرابين" و"الدخان" و"إيرما" و"عفاريت مصر الجديدة".
أعمالها السينمائية
بدأت محسنة توفيق مسيرتها السينمائية عام 1971 بفيلم "حادثة شرف" بدور "مسعدة"، زوجة فرج (شكري سرحان)، ثم لمع إسمها عندما شاركت في بطولة فيلم "العصفور" أبرز أعمال المخرج الراحل يوسف شاهين، فأدت دور "بهية"، التي أصبحت رمزاً للوطنية، بصرختها الشهيرة الرافضة للهزيمة: "لأ.. أبداً، ح نحارب، ح نحارب".
تميزت بأداء سهل ممتنع، يصل إلى القلوب مباشرةً، طاقة تمثيلية جبارة استغلها المخرجون في تقديم الأدوار الصعبة والمركبة. قدمت فيلم "البؤساء" مع المخرج عاطف سالم، "ديل السمكة" مع المخرج سمير سيف، وفيلمي "قلب الليل" و"الزمار" مع المخرج عاطف الطيب، وفيلمي "إسكندرية ليه" و"وداعاً بونابرت" مع يوسف شاهين".
أعمالها الدرامية
قدّمت محسنة توفيق عدداً من الأدوار الهامة في الدراما المصرية، أبرزهم شخصية "أنيسة البدري" في "ليالي الحلمية" للكاتب أسامة أنور عكاشة، والمخرج إسماعيل عبد الحافظ.
كما قدمت أدواراً مميزة في مسلسلات "الوسية" عام 1990، "أم كلثوم" عام 1999، "وجع البعاد" و"حبنا الكبير" عام 2000، وآخر أعمال محسنة توفيق، مسلسل "المرسي والبحار"، الذي عُرض عام 2005، وشاركت أيضاً في مسلسل "أهل إسكندرية" عام 2014، لكنه لم يُعرض لأسباب رقابية.
آخر ظهور وآخر تكريم
حصلت محسنة توفيق على وسام العلوم والفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1967، وشهادات تقدير عن فيلمي "العصفور" و"بيت القاصرات". كما نالت جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2012،
آخر ظهور لها كان أثناء تكريمها في مهرجان أسوان لأفلام المرأة في شباط/فبراير عام 2019، وحرصت على حضور حفل الافتتاح وإلقاء كلمة رغم حالتها الصحية، التي لم تكن في أحسن حالاتها.
وفي تكريمها شكرت محسنة توفيق جمهورها على محبتهم وحسن إستقبالهم لأعمالها الفنية، مشيرةً إلى أن جمهورها هو صاحب الفضل في وصولها لهذه المكانة، وحصولها على هذا التكريم.
مواقفها السياسية
عُرفت محسنة توفيق بمواقفها السياسية منذ أيام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وشاركت في ثورة 25 يناير 2011.
وقالت في إحدى الندوات، التي أقامها مهرجان أسوان إنها "إستبعدت من المشاركات في الأعمال التلفزيونية، بسبب مواقفها السياسية".
وأضافت: "طُلب مني تغيير مواقفي السياسية، لكنني لم أفعل، فقد كنت دائماً أسأل نفسي عن سبب تظاهر العمال والطلبة منذ أن كنت صغيرة، وعرفت أنهم عانوا من الضغط والكبت وسوء المعيشة، وظلت حكايات كتلك تلازمني في حياتي، ودائما أنظر إلى الظروف والأوضاع وآخذ بالأسباب".
وفاة محسنة توفيق
توفيت محسنة توفيق يوم 7 أيار/مايو عام 2019، عن عمر يناهز الـ 80 عاماً، بعد صراع مع المرض.
وتمّ تشييع جثمانها من مسجد السيدة نفيسة في القاهرة، في جنازة إقتصرت على أهلها وأقربائها.