غبريال يمين مسرحي لبناني إستثمر موهبته التمثيلية المميزة والتي جعلته أحد أبرز الوجوه المسرحية في لبنان ولاحقاً في السينما والدراما.
وبعد غيابه العام الماضي عن الشاشة الصغيرة، يعود اليوم بأكثر من عمل، حيث يعرض له الجزء الثاني من مسلسل "آخر الليل" ويشارك في الموسم الرمضاني بعملين هما "الكاتب" و"بالقلب"، فما سبب هذه العودة؟ وما رأيه بما يعرض درامياً اليوم؟ وماذا عن واقع المسرح اللبناني؟ مواضيع أجابنا عليها في هذه المقابلة التي أجريناها معه إضافة إلى مواضيع أخرى.
لماذا كانت هذه الغيبة العام الماضي عن التلفزيون والعودة اليوم؟
لا أستطيع أن أوفّق بين التلفزيون والمسرح والسينما، وأنا فعلياً لم أغب، بل قدمت فيلماً سينمائياً بعنوان "غود مورنيغ".
انت إنتقدت الدراما اللبنانية سابقاً، هل كان هذا الأمر سبباً في غيابك؟
أنا لم أنتقد أي عمل درامي أبداً، لكن التلفزيون بحدّ ذاته لا أؤمن به كثيراً، أي إسم الدراما على التلفزيون ليس مناسباً، بل يمكن تسميته صناعة مثلاً.
فالدراما موجودة في المسرح والسينما، أما على التلفزيون فأنا أقوم بعملي ولكن ليس كدراما، والبرنامج الذي يأخذ الكثير من وقتي في حياتي منذ 20 عاماً إلى اليوم هو برنامج "فتافيت" للطبخ وقليلاً من "Discovery Channel".
ومن هنا فأنا أعرف ظروف من يعملون في الدراما و"كتّر خيرهم" إنهم قادرون على العمل.
بالنسبة للمسرح اللبناني، كيف تراه اليوم؟
هناك أشخاص لا يزالون يعملون في المسرح من "حلاوة الروح" وهم يحاولون العمل والإستمرار ولكن يهيأ لي أن المسرح مثل الديناصورات أي أنه على شفير الإنقراض.
لماذا هذا الواقع برأيك؟ بسبب الجمهور الذي لا يولي إهتماماً للمسرح؟
كنا سابقاً ندعو الناس كي يأتوا لحضور مسرح أي نقدم لهم بطاقات، لاحقاً أصبحنا نقدم لهم بطاقات ونتصل بهم لنقول لهم أنكم مدعوون، بعدها أصبحنا نقدم لهم بطاقات ونتصل بهم ونؤمّن لهم مواصلات، وفي النهاية إضافة إلى كل ما سبق أصبحنا نذهب إلى منازلهم لشدّهم من يدهم للحضور.
هذه الأمور لم تعد جائزة اليوم، فالناس لا تهتم بالمسرح بحسب رأيي.
برأيك هل سبب هذه المشكلة تعود إلى التنشئة منذ الصغر ونتحدث هنا عن دور المناهج التعليمية في المدارس و الجامعات؟
تعود إلى عدم ثقافة الناس، فهم لا يدركون ماذا يفعل المسرح، هي من المفروض أن تكون موجودة داخل الإنسان، في إحساسه، فالإنسان الذي يحس هو من يحضر مسرح.
من برأيك اليوم يقدم أعمالاً مسرحية ناجحة في لبنان؟
جميع الذين يعملون في المسرح، فليس هناك مجال لإنتقادهم أو التمييز بينهم بل "كتّر خيرهم" أنهم يستطيعون اليوم الوقوف على المسرح، ويضحّون بوقتهم ومجهودهم ونحن نقول لهم ماذا أنتم بحاجة إليه لنكون بجانبكم.
مع العلم أنه هناك أشخاص لا أتحملهم على المسرح ولا أستطيع أن أحضر أعمالهم ولكنني مجنّد نفسي لكي أساعدهم في أي شيء يريدونه.
ما هو تعليقك على النسخة الأولى من المهرجان الوطني للمسرح اللبناني الذي أقيم العام الماضي؟
إنه أمر جيد ومهم جداً، حيث أنه يعطي زخماً ودعماً كبيراً جداً للمسرحيين الجدد والقدامى، لكي يكثفوا من أعمالهم لننهض بالمسرح اللبناني ونغيّر قليلاً من عقليات الناس.
ما رأيك بما طالبت به ريما الرحباني بعدم السماح لأحد بتأدية أغنيات والدتها السيدة فيروز أو أي من أعمال الأخوين الرحباني؟
لست مطلعاً على الموضوع، ولكن بالمطلق هناك حقوق للفنان يجب المحافظة عليها.
كيف ترى نجاح المخرجة اللبنانية نادين لبكي الأخير في الأوسكار وكونها ترأست لجنة تحكيم في مهرجان كان؟
نادين تقوم بعمل سينمائي ويجب أن نكون جميعنا إلى جانبها وندعمها.
هل توافق الآراء التي تقول إن نادين هي من تنتج سينما اليوم فقط في لبنان وبقية الأعمال هي مجرد TeleFilm؟
إن أردنا الحديث من الناحية التقنية والفنية، فهناك وجهة نظر في الموضوع، والكثير من الأشخاص في لبنان يفكرون سينمائياً ويكتبون سينمائياً ويخرجون سينمائياً ويمثّلون سينمائياً، ولكن كيفية التنفيذ على الأرض والقدرات التي يمتلكونها، هنا الفرق.
ونادين أعتقد أنها تمتلك القدرة الإنتاجية التي تمكّنها من الذهاب بما تحلم به إلى المكان الذي تريده.
كيف تقيّم واقع الشاشات اللبنانية اليوم وخاصة في ما خص كما يقال "صرعة الرايتينغ"؟
هذا أمر بالفعل موجود، وأعتقد أن سبب وجوده هو أن هذه المحطات ليست مستقلة وليس لها قرار حرّ وتبحث عن الربح السريع كي تستمر، ولكن هذا الأمر ليس مقبولاً.
فنحن مثلاً في المسرح، نضحي من أجل الخروج بأعمال جيدة ولها قيمة ولكن في الوقت نفسه نعلم أن الناس لن تأتي للحضور.
وأيضاً فيلم "غود مورنينغ" قمنا به، ونحن نعلم أنه ليس هذا هو ذوق الناس الذي تعودوا عليه بسبب التلفزيون ولكن أصّرينا عليه، فـ بهيج حجيج قرر أن يقوم بهذا الفيلم ولم يحضره جمهور كبير ولكننا لم نلعن هذه الخطوة، خسرنا طبعاً مادياً ولكن ربحنا مبادئنا.
كلمة أخيرة عبر موقع "الفن".
ندعو جميع الناس أن يصلّوا لنا كي نستطيع أن نستمر وإن كانوا يستطيعون أن يكثروا من ذهابهم إلى المسرح فيكونون يقومون بشيء جيد تجاه أنفسهم ومع أولادهم في المستقبل، كي يتوقفوا عن حمل السلاح.