يعيش الواقع الدرامي والسينمائي اللبناني في الفترة الماضية نجاحات كبيرة، فهناك العديد من الأعمال اللبنانية التي حققت نجاحات استثنائية وتمكنت من حجز مكانة لها، وأظهرت الممثل اللبناني كرقم صعب في التمثيل.
مع هذه النهضة التي تشهدها الساحة الدرامية والسينمائية اللبنانية، يحاول البعض دوماً أن ينكر تعب المنتجين والممثلين والتقنيين اللبنانيين ويجيّرون هذا النجاح أو التطور الملحوظ للممثل السوري الذي يطل في تلك الأعمال، حيث يطلق هؤلاء دوماً جملة "تطور الدراما والسينما جاء بفعل الأزمة السورية وهجرة الممثلين السوريين ومشاركتهم بالأعمال اللبنانية"، تماماً كما الذي كتبته إحدى الصحافيات الزميلات التي استخفت بالدراما اللبنانية والممثل اللبناني فقط ربما لـ "تبييض الوجوه" أمام الدراما السورية والممثل السوري، أو لحجة في نفس يعقوب، مما استدعى ردود فعل من الممثل باسم مغنية حيث أشار الى أن مسلسل "ثورة الفلاحين" هو انتاج لبناني 100% وتم بيعه خارج لبنان ويعرض على "نتفليكس"، كما ردت الممثلة ورد الخال بدورها حيث كتبت : "بعد كل التعليقات العنصرية عن شغلنا كممثلين وعاملين بهذا القطاع (لبناني مش لبناني) والتهميش من قبل البعض (اعلام وغير اعلام)، احلى دعاية التالي: ما تحضروا. وهلأ دعاية أحلى: مسلسل أسود مسلسل لبناني 100 بالـ100 ( وبكل فخر)، اللي بيحبونا كتير كتار ورح يحضرونا ..".
بالفعل نجحت العديد من الأعمال اللبنانية-العربية المشتركة، ونجح فيها الممثل السوري واللبناني والمصري، لكن نجاح أي عمل لا يتوقف على أداء ممثل عربي إن كان لبنانياً أو سورياً، فعوامل النجاح لا تتوقف على النجم فكم من أعمال قامت على نظرية النجم وسقطت أمام الجمهور.
لا علمياً ولا عملياً تبدو نظرية هؤلاء منطقية، فعوامل نجاح الممثل لا تبدأ من الجنسية، بل من القدرات العلمية والأكاديمية والخبرة والتعب والمجهود وكذلك الإمكانات الإخراجية والإنتاجية، وهنا لا بد من الإشارة الى أن الممثل اللبناني أجره لا يقارن بأجر الممثل السوري والمصري والعربي بشكل عام، كما أنه لا يتمتع بأي ضمان صحي أو تعويض يمنح له في نهاية الخدمة، كما علق قبل أيام الممثل مازن معضم عارضاً الإجحاف الذي يتعرض له الممثل اللبناني وقد وصل الى الأوسكار لمرتين على التوالي عبر فيلمين لبنانيين "قضية 23" وفيلم "كفرناحوم"، كما أن بعض الممثلين اللبنانيين اخترقوا الساحات العالمية كالممثل نيكولا معوض الذي تم اختياره من ضمن 1700 ممثل من حول العالم للسفر إلى لوس أنجلوس لتجسيد دور النبي ابراهيم، وهو دور بطولة في الفيلم الاميركي الروائي الطويل His Only Son، والممثلة ريتا حايك التي تشارك بفيلم إيطالي عالمي بدأت بتصويره قبل اشهر. كما اقتحم الممثلون اللبنانيون منذ سنوات ساحات التمثيل السورية والمصرية كالفنانين سيرين عبد النور ونادين الراسي ويوسف الخال ونيكول سابا وغيرهم، وهذا دليل يثبت أن جنسية الممثل لا تصنع النجومية بل الأداء هو من يصنع الفرق.
نعم في لبنان هذا البلد الصغير في المساحة والكبير بالمواهب من المعيب التشكيك بقدرات الممثل اللبناني من قبل صحافيين لبنانيين من دون تقييم حقيقي وعلمي، بل فقط لأنه لبناني "ابن البلد" و"مكسر عصا" ولـ "تبييض الوجوه" أمام ممثلين ونجوم عرب. ولا يحق لأي كان أن يعامل الممثل اللبناني على أنه ممثل "باب ثاني" فقط لأن هذا الشخص الذي يدعي هذه النظرية لديه عقدة نقص وطنية.