هو الفنان مجيد الرمح صاحب أغنية "مرت الأيام" الحقيقي ومبتكر هذا الخط الغنائي، وقدم خلاله العديد من الأعمال التي يعتبرها تشبه الفقراء وتحكي معاناتهم.
ومع عودة تلك الأغنيات إلى الساحة الغنائية بشكل كبير مع الفنان وديع الشيخ، أحببنا أن نجري لقاءً مع مجيد الرمح لنتحدث أكثر عن ذلك اللون وعن مشاريعه المستقبلية، ورأيه بأداء الشيخ وغيره من الفنانين الذين يغنون هذا اللون ومدى نجاحهم به.
موقع "الفن" التقى الفنان مجيد الرمح وكان لنا معه اللقاء التالي:
أين مجيد الرمح اليوم ولماذا أنت غائب؟
أحضّر لعمل غنائي ضخم جديد سأصوره على طريقة الفيديو كليب، وهو من اللون العراقي الذي قدمت فيه عدة أعمال مثل "نازل البحر"، وأحببت أن أعيد التجربة اليوم لكن بطريقة "مودرن".
أرقام مجيد الرمح على "يوتيوب" كبيرة، لكن مجيد لا يطل على الإعلام ولا يروج لنفسه وهو مجهول بالشكل ربما لجمهور كبير هل ظلمت نفسك بذلك؟
أنا لم أظلم نفسي، كل فنان يحب الظهور الإعلامي لكي يتكلم عن نجاحاته، وأنا واحد من هؤلاء لكن الإعلام ظلمني وكان بعيداً عني.
هل الإعلام الذي ظلمك أم كان هناك من فنانين يغنون اللون البعلبكي هم من عملوا على التعتيم الإعلامي عليك؟
لا أعتقد ذلك، حتى لو وجدت تلك المحاربة ليس من المفروض على الإعلام أن يلبي طلباتهم، المنبر في لبنان منبر حر ولا أدري لماذا الإعلام لا يضيء على أعمالي، لا أعلم إذا كان هناك أحد يحاربني كي لا أطل على الإعلام.
قبل سنوات أسس مجيد الرمح خطاً موسيقياً مختلفاً ونجح بتكريسه عند شريحة واسعة ربما شعبية وظلت محصورة بين هذه الطبقة، لكن اليوم نرى أن أعمالك يغنيها البعض في الملاهي الليلية ويجني من خلالها المال الوفير، ألا تشعر بالغبن؟
هنا دور الإعلام المفقود، عندما حصل هذا الأمر لم تستدع وسائل الإعلام مجيد الرمح ليتكلم عن هذا الموضوع بل قاموا بإستضافة أناس أخرين.
لكن هذه الأغنيات التي تتردد مثل "مرت الأيام" و"أموت وينشرح صدري" هي ملكك الشخصي ألم تطلب مِن من يغنيها أن يتوقف عن ذلك؟
أنا لا يمكنني أن اطالب بعدم غناء تلك الأعمال، ولا أحد يمكنه أن يمنعني على سبيل المثال أن أغني في سهرة أغنية لجورج وسوف أو غيره، ولو "ضَرَبت بصوتي" على مواقع التواصل الإجتماعي.
لكن مجيد الرمح لديه أرشيف غنائي إذا قدم منه بحفل غنائي وأضاف أغنية لجورج وسوف مثلاً يمكن للموضوع أن يكون عادياً، لكن الفنان وديع الشيخ لا يملك أرشيفاً غنائياً ونجاحه قائم على أغنياتك؟
ضاحكاً..أنا لا أفتح حرباً على أحد، كان على الإعلام أن يستضيفني لكي أوضّح أن هذه الأغنيات لي وليست لغيري، أحد الإعلاميين رفض استضافتي لأن لديه مصالح شخصية لا يريد أن يخسرها.
اذا اتفقنا أن الإعلام مقصّر، أليس من واجب الفنان وديع الشيخ أن يقول إن تلك الأغنيات ليست له ويوجه تحية لكم أنتم أصحابها الحقيقيون؟
أنا أملك فيديو حصلت عليه قبل فترة يظهر فيه وديع الشيخ يقول إن بعض الأغنيات التي قدمها هي لي أنا مجيد الرمح، عتبي كبير على الإعلام، لماذا يبتعد عني ولا يعطيني حقي.
لكن التواصل مع وسائل الإعلام وتنسيق الإطلالات والترويج يحتاج لإدارة أعمال محترفة، ألم تقصّر بهذه الناحية؟
بكل صراحة في بداية ظهوري على الساحة لم يكن لدي إدارة أعمال، لم يكن لدي خبرة، لكن هذا الأمر لا يمنع أن يتواصل الإعلام معي، ولا يلغي أن بعض المقدمين يعلمون أن الأغنيات التي قدمها وديع الشيخ هي لي، فمثلاً هشام حداد يعلم جيداً أن تلك الأغنيات هي لمجيد الرمح ويسمعها بسيارته منذ سنوات.
ما الذي دفع هشام حداد على سبيل المثال أن لا ينصف مجيد الرمح؟
لنكن صريحين هذه البرامج تبحث عن "الأفشة" ويستضيفون أطفالاً صغار بسبب فيديو نشروه على وسائل التواصل الإجتماعي حصد نسب تفاعل كبير، وهدفهم "الرايتينغ" لا إظهار الحقيقة الكاملة.
هل تحزن عندما ترى وديع الشيخ الذي إستخدم أغنياتك يحصد الشهرة؟
كلا، لو لم يستخدمها وديع الشيخ سيأتي أحدهم ويستخدمها، هناك الكثير من الفنانين غنوا أغنياتي، لست حزيناً وأتمنى الخير لجميع الفنانين، ما حصل مع وديع الشيخ "رزقة من رب العالمين"، وديع تعذب لسنوات وأتته الرزقة بأغنياتي، مشكلتي ليست مع وديع لكن المشكلة أنه في لبنان ليس لدينا حقوق، لا يمكنني محاسبة من يغني أعمالنا، وهذا عمل نقابة الفنانين، ولكن للأسف لا توجد مراقبة وحماية للفنانين، ومواقع التواصل تنشر بشكل كبير تلك الأعمال ويصعب إيقاف تداولها.
مجيد هل حققت ثروة كثروة وديع الشيخ؟
أنا شخص كنت أشعر مع الفقير لأنني أغني أصلاً للطبقة الفقيرة التي تشكل 85 بالمئة من الشعب اللبناني، لم أطمح بالمال يوماً، ولله الحمد أعيش بوضع إجتماعي جيد، لكن لا أحب الاستعراضات وأن أستأجر حراساً وأتنقل بموكب سيارات، أنا لست من هؤلاء الناس، أنا أدخل لحفلتي مع شخص واحد فقط يساندني اذا احتجت شيئاً، ليس لدي مشاكل مع أحد ولم أقتل أحداً لكي يكون لدي حراس، بالعكس العالم تحبني وتأتي لتستمع لي، وكلما كنت قريباً من الناس تحبك الناس أكثر.
أنت من محافظة بعلبك الهرمل، تتمتع بشهرة داخل المحافظة أكثر من فنانين آخرين معروفين لبنانياً وعربياً؟
أنا لا احب التكلم عن نفسي، أنا أحب جميع الفنانين وجميعنا محبوبون في بعلبك، أنا وعاصي الحلاني ومعين شريف وملحم زين ومحمد إسكندر وكل فناني بعلبك الهرمل.
قبل سنوات كانت أغنيات مجيد الرمج محصورة بطبقة معينة، اليوم تغنى في ملاهي ليلية تعد للأثرياء، ماذا تغير بعقلية الجمهور؟
الشعب اللبناني أصبح بنسبة 90 بالمئة فقيراً، ومن ليس فقيراً فهو على خط الفقر، أنا بكل تواضع عندما بدأت بهذا اللون كنت أحاكي معاناة الناس بطريقة لم يقدمها أحد، لم أقلد أحداً، لكني جعلت الناس اليوم تقلدني.
هذا اللون قريب من القلب، ويتم حفظه بسهولة، لكن يحتاج الى مساحة صوت كبيرة، لذا من تراهم اليوم يغنون هذا اللون غير ناجحين، مع إحترامي لهم، اذا انتشر لهذا او ذلك فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي وحصد عدد من علامات الإعجاب "لايك" هذا لا يعني أنه ناجح، لأنه يوجد فنان اسمه مجيد الرمح لديه رصيد فني وهو من ابتكر هذا اللون "روحوا شوفوه".
واضيف: "مش إذا رحت على نايت كلوب وغنيت غنيتين من هيدا اللون وجيت نزلتون على السوشيل ميديا يعني أنا ناجح، مش عم احكي عن وديع الشيخ هو لعبها صح وهو ابن بعلبك الهرمل، وبحب أغنية "مرت الأيام" من زمان، الله رزقه، أنا عم إحكي عن الباقيين اللي بغنوا لوني وإمكانات صوتهم ضعيفة، هيدا اللون صعب كتير وخاصة على المسرح، تركوا هيدا اللون للناس لي بتفهم فيه تغنيه".
ماذا تقول لوديع الشيخ؟
أقول له "الله يوفقه، الله رزقه"، صوته جميل.
كلمة أخيرة"
للإعلام أقول "حضرتكم تسمعون هذا اللون في بيوتكم وسياراتكم بصوتي، توجهوا لي واستضيفوني لأحكي عن هذا اللون، وكيف أدخلت هذا اللون على البيوت وكيف حصدت ملايين المشاهدات على يوتيوب بهذا الخط في وقت كانت الناس لا تعرف اليوتيوب قبل عشر سنوات تقريباً"، يجب أن يضيء الإعلام على الشخص الصح.
كما أعد الجمهور بعمل ضخم جديد سأصدره في عيد الفطر.