إنها ليلة ساحرة... إبداع ما بعده إبداع... حلم هو أم واقع يشبه الخيال؟... هكذا خرجت أمس تعليقات الجمهور بُعيد انتهاء السهرة الثالثة من النسخة الثالثة من مهرجان كتارا لآلة العود، والذي تنظمه المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا في العاصمة القطرية الدوحة للعام الثالث على التوالي، وبالتعاون مع إذاعة صوت الخليج، وذلك في دار الأوبرا في كتارا.

عشاق آلة العود، ومحبو الموسيقى عامة، عاشوا ليلة طغى فيها صوت الموسيقى على كل شيء، فصمتت الهمسات وارتفع صدى أوتار العود ليشّكل حالة من الانبهار والاستمتاع والسعادة المتوّجة بالشغف مع عزف لعدد من المبدعين العرب والأجانب جاؤوا خصيصاً إلى الدوحة للمشاركة في هذا المهرجان الضخم. فقد شهدت الليلة ما قبل الأخيرة من المهرجان مشاركة كوكبة من أمهر عازفي العود في العالم قدموا خلالها باقة من روائع الموسيقى العربية والشرقية الأصيلة، وفي مقدمتهم الفنان اللبناني المبدع شربل روحانا الذي نقلنا بروعة عزفه إلى عوالم من الإبداع والتفرّد، إلى جانب الفنان الأردني طارق الجندي، والعازف اليمني الشهير عارف جمّن، والعازفة التركية المعروفة أويا، والفنان الكويتي دريع الهاجري، ناهيكم عن عرض لفرقة لينقو فرانسا الموسيقية اليونانية. وقد قام منظمو المهرجان في ختام السهرة بتكريم العازفين المبدعين ومنحهم الدروع التكريمية والتي تتخذ من آلة العود شكلاً لها.

ومن المفترض أن يختتم المهرجان أنشطته وأمسياته الليلة حيث سيتمكن الجمهور من الإستماع إلى جميع العازفين المشاركين في النسخة الثالثة معاً .

والجدير بالذكر، أن مهرجان كتارا لآلة العود يتضمن، إلى جانب الأمسيات الموسيقية، فعاليات عدة خلال النهار يسمح من خلالها للحضور الغفير بالتعرّف أكثر إلى آلة العود من خلال مشاركة صنّاع العود من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى المحاضرات والندوات التي تقام بشكل دوري في المبنى 19 داخل الحي الثقافي نفسه. وقد قدم د. أحمد ترابي أمس ندوة بعنوان "كتابات الكندي في الموسيقى" قام خلالها بتسليط الضوء علىأ مؤلفات الكندي التي كان لها عظيم الأثر في مجال الموسيقى، وعلّق بالقول: "لقد قام الكندي بتأليف ما يقارب العشرة كتب ضاع منها ستة وبقي منها أربعة فقط إلى يومنا هذا". وتطرّق ترابي إلى تفاصل النوتة الموسيقية والمسمّيات التي أطلقها الكندي على أوتار العود، وأشار إلى بعض أسمائها وهي: مثنى، زير ومثلث.

ومن جهة أخرى، يحظى الزائرون لكتارا، وهم من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، خلال أيام المهرجان بفرصة الاستمتاع بالعروض الموسيقية المباشرة لبعض هواة العزف على العود الذين يقومون بدورهم بمشاركة الجمهور أجمل الألحان وأعذبها.