هي الجوقة التي لطالما إحتفلنا معها بكل المناسبات الدينية، فنعيش من خلال ترنيم أعضائها كل مناسبة وبمعانيها الحقيقية، المرنمون والمرنمات على درجة عالية من الإبداع، وكيف لا فهم ينتمون إلى جوقة يرأسها الأب مروان غانم الخلاق وتديرها المرنمة المحترفة ريما سعادة الترك، وهذه المرة كانت المناسبة مناسبتين، الأولى عيد الفصح المجيد، والثانية ذكرى سيامة الأب مروان غانم كاهناً، فأحيت جوقة نسروتو-الأناشيد رسيتال "غصة الموت وبهجة القيامة" بإدارة الأب مروان غانم، في كنيسة مار شربل أوتوستراد زحلة، بحضور المطران جوزيف معوض وعدد من الكهنة وفعاليات المنطقة، عزف روجيه كرموش، هندسة صوت ميشال عشقوتي، وبتغطية من موقع "الفن" وتيلي لوميار ونور سات.
قدمت الرسيتال رئيسة التحرير هلا المر، والتي رحبت بالمطران جوزيف معوض، وشكرت الأب موسى عقيقي، رئيس دير مار أنطونيوس الكبير، على إستقبال المرنمين والمؤمنين في دار مار شربل التي يرأسها، ورحبت بالنائب سليم عون وزوجته، النائب جورج عقيص وزوجته، زوجة النائب إدي دميرجيان، وبتيلي لوميير التي أسمتها "رسولة المحبة والسلام"، وقالت :"أسبوع الآلام هو أعظم أسبوع في السنة، وأقدس الأسابيع من الناحية الروحية ومن ناحية العظمة، في القرن الرابع حين أصبح سكان روما كلهم مسيحيين، كانوا يعطون عطلة طوال أيام الأسبوع وليس فقط يوم عيد الفصح، لكي يتأمل الناس ويصلوا ويقوموا بأعمال تقشف، وكانوا يُخرجون المساجين من السجون كعمل رحمة للناس".
وأضافت :"يوم الإثنين من أسبوع الآلام، نقرأ نص الإنجيل الذي يحكي عن أن يسوع لعن التينة، فهو لم يلعن التينة الموجودة في الجل، بل لعن التينة الموجودة في قلوبنا والتي لا تعطي ثمرة، فأتمنى أن نغيّر هذه التينة التي في داخلنا لنعطي ثمرة المحبة".
وتابعت المر :"منذ حوالى الثلاثين عاماً، عندما تعرفت على الأب مروان غانم، عرفت أنه من حبه للكنيسة، يؤلف اللحن الجميل، ومن محبته لطائفته يحافظ على الأصالة، ومن وفائه لرهبنته يصر على هذه الأصالة، هذا هو الأب مروان غانم الذي علمنا دائماً على الترانيم التي تحمل الكثير من المحبة ليسوع ولتمجيد الله. منذ حوالى العشرين عاماً، وحين كان يصادف عيد القديس شربل، وقف كورال نسروتو هنا، وكانت الكنيسة قيد الإنشاء، ومجد الكورال الله، لأن أفراد هذا الكورال يعلمون جيداً أن الكنيسة هي نحن، نحن هياكل الروح القدس، حينها أخذ الأب مروان غانم قراره بأن الموهبة الموجودة لديه، والتي تساوي خمس وزنات وأكثر، والتي صقلها بالدراسة في جامعة الروح القدس في الكسليك، كانت ينقصها هذه الأصوات الملائكية، وأنا أحيي المرنمين والمرنمات لأنهم يتدربون لساعات وأيام وشهور قبل إقامة رسيتالات نسروتو، ليعطوا نتيجة رائعة ويجعلونا نصلي من صميم قلوبنا ليسوع، وخصوصاً أطفال الكورال".
الأب مروان غانم شكر المطران معوض والأب عقيقي، وقال :"أعود بالتاريخ إلى الرابع عشر من نيسان من عام 2005 حين كنت أقف هنا، أحببت هذا العام أن نكون معاً ونصلي، في ذكرى سيامتي كاهناً، أنا أساساً راهب، وقمت بالتدرج الكهنوتي في الأبرشية، وأنا أشكر كل الأساقفة الذين إستقبلوني وعشت معهم، رحم الله المطران منصور حبيقة والمطران جورج إسكندر، والمونسنيور معوشي والأب فيكتور، فكانت بركة لي أن أكون في هذه الأبرشية".
وتضمن برنامج الرسيتال الترانيم الآتية:
الصلاة في البستان، ألحان الأب الدكتور يوسف الخوري
يوم الجمعة، ألحان الأب الدكتور يوسف الخوري
ربنا وحده، ألحان الأب الدكتور يوسف الخوري
اليوم عُلّق، الطقس البيزنطي، أداء ريما سعادة الترك
التقاريظ، الطقس البيزنطي، أداء ريما سعادة الترك وإيلي جرمانوس
يا سيد الرحمة، ألحان جوزيف خليفة، أداء كوين كيوان
حوار يسوع ومريم، ألحان جوزيف خليفة، أداء لارا عبّود وإيلي جرمانوس
إلهي إلهي، ألحان الأب الدكتور يوسف الخوري
يا أبتاه، ألحان الأب الدكتور يوسف الخوري
أنشري النور، ألحان الأب يوسف مخايل، توزيع الأب مروان غانم
غصة الموت، كلمات الأب روفايل مطر، ألحان الأب الدكتور يوسف الخوري
ليقم الله، ألحان بشارة فرزان
بسرّ قيامة المسيح، الليتورجيا المارونية، ألحان الأب الدكتور يوسف الخوري
جبل باشان، مزمور 68، ألحان الأب الدكتور يوسف الخوري
المسيح قام من بين الأموات، الطقس البيزنطي، أداء ريما سعادة الترك
شاباح أورشليم لموريو، ألحان الأب يوسف مخايل، أداء ريما سعادة الترك
قام الله، ألحان الأب الدكتور يوسف الخوري.
وأطلت مجدداً رئيسة التحرير هلا المر وقالت :"اليوم عيد ميلاد الأب مروان غانم، لأنه في هذا التاريخ سيم كاهناً، فمنذ 14 عاماً، وبعد إنتظار وصلوت، سيم الأب مروان غانم كاهناً، وبعد عام، حين كانت والدته على فراش الموت، سألها الأب غانم عن وصيتها، فقالت له :"أن تكون الكاهن التقي، النقي والطاهر، وأن تكون دائماً ثابتاً في دعوتك"، وأوصتنا أن نصلي من أجل أن تكون دعوته ثابتة، وهكذا كان، فحمل صليبه وعلى الصليب المساجين والمدمنون والمتاعب والصعوبات، ولكن الصليب كان نيّراً وخفيفاً لأنه كان عليه يسوع، فحين كان يتعب الأب غانم، كان يقرأ رسالة مار بولس "تكفيك نعمتي".
وعايدت المر الأب غانم بالمناسبة، وقالت إنه كاهن إلى الأبد، وطلبت من مديرة كورال نسروتو ريما سعادة الترك أن تقدم له ترنيمة، بعد أن كانت الترك والمر إتفقتا مسبقاً على مفاجأة الأب غانم بترنيمة مهداة له، فرنمت الترك :"حسبي أن أكون خادماً في بيتك طول أيام حياتي".
وقدمت المطران جوزيف معوض وقالت :"يقول الكاردينال مارتي إن أفضل رسول للشباب هو أسقف شاب، وهذا الكلام ينطبق على راعي أبرشية زحلة للموارنة المطران جوزيف معوض الذي إستطاع أن يجمع بين الأسقف والملفان والدكتوراه، والخدمة في كاريتاس وفي الحركة الرسولية المريمية، وتعليمه في جامعة الروح القدس في الكسليك وفي جامعة الحكمة وفي معاهد للتعليم الديني، ووجوده كأسقف رعية، ومن أجدر منه أن يكون هذه النعمة الكبيرة في زحلة، خصوصاً وأن البطريرك الراعي قال عنه إنه حارس العقيدة".
المطران جوزيف معوض قال :"أشكر الأب مروان غانم والمرنمين والمرنمات على هذا الرسيتال، الأب غانم ينتقي دائماً الترانيم التي يقدمها بشكل مدروس، والأداء والتوزيع الموسيقي يكونان دائماً متقنين، وأهنئ الأب غانم في ذكرى سيامته كاهناً، ودائماً نحن ككهنة وأساقفة، في ذكرى سيامتنا، نجدد إلتزامنا بدعوة ربنا لنا في الكهنوت، ونجدد كلمة "نعم" التي قلناها حين إرتسمنا، ونجدد خدمتنا الكهنوتية بقلب حر ومستعد أن يخدم حيث يريد منه الرب أن يخدم، وربنا يوصل له الرسالة من خلال الكنيسة وشخص الأسقف، وربنا يرى كل مكان يخدم فيه كاهن أو أسقف، وهو يكافئ بطريقته، فالرب يكافئ الأب مروان على كل الخدمة التي قام بها في الماضي، وعلى الخدمة التي يقدمها حالياً".
وأضاف :"في هذه المناسبة، أذكر أهل الأب مروان، والدته رحمه الله، وهي التي تصلي له من سمائها، ووالدك الأستاذ جان، أطال الله بعمره، والعائلة التي يصبح أحد أبنائها كاهناً، فهذه شهادة على أنها عائلة مسيحية ملتزمة، وأشكر الرهبانية اللبنانية على حضورها في الأبرشية، وعلى الخدمة الكبيرة التي تقوم بها، فهي تخدم ثلاث رعايا في الأبرشية، وهذا دليل على التعاون الوثيق بين الرهبانية والأبرشية، وأشكر الرهبانية على هذه الكنيسة والتي تتبع لدير مار أنطونيوس في زحلة".
وتابع معوض :"الجمعة العظيمة تساعدنا أن نفهم أكثر معنى آلام السيد المسيح، وما أعطى قيمة لهذه الآلام هو أن يسوع المسيح تحملها بالأمانة لأبيه السماوي، ولذلك نقول في صلواتنا إننا نسجد ونكرّم آلام المسيح المقدسة المحيية لأنه من خلالها أتم السيد المسيح الفداء في هذا الكون، وأصبح لكل ألم نحتمله في حياتنا، بعد فدائي، وذلك بفضل السيد المسيح، ويوم الأحد نعود ونتأمل في قيامة السيد المسيح الذي أعطانا حياة جديدة، وأصبح لدينا رجاء بحيث مهما إشتدت علينا الصعاب في هذا الحياة، سنصل إلى حياة جديدة".
وختم :"نطلب من ربنا يسوع المسيح أن يساعدنا في كل ظروف حياتنا التي نمر بها، ونقدم له وطننا لبنان ليصل إلى مرحلة جديدة وأفضل".
موقع "الفن" عاد بهذ الكلمات الخاصة.
المطران جوزيف معوض قال :"نسروتو يكون لديها العديد من الإحتفالات طوال العام، ونحن نشارك في الإحتفالات التي تقيمها نسروتو في أبرشية زحلة، وأنا دائماً أقول إن جوقة نسروتو مميزة، فهناك إحتراف في إدارة الأب مروان غانم للجوقة، وإحتراف في أداء المرنيمن والمرنمات، وهناك إختيار مدروس جداً للترانيم، ونشعر دائماً بأن هناك مستوى رفيعاً في رسيتالات نسروتو التي تكون في أغلب الأحيان بأزمنة طقسية تجعلنا نسروتو ندخل في روحانيتها، أتمنى لجوقة نسروتو العطاء المستمر".
النائب سليم عون قال :"من الضروري الإهتمام بمن لديهم مواهب مثل أعضاء جوقة نسروتو، والذين يدخلون إلى قلبك الفرح ومعنى العيد الحقيقي، لأننا في الكثير من الأحيان ننسى معاني العيد الحقيقية، فصبح نتلهى بالبهرجة والقشور، ولكن هنا صحيح أن الموسيقى تعطينا الفرح، ولكن الكلمات والمعاني تعيدنا إلى ممارسة الشعائر الدينية والمبادئ الأساسية، فالترنيم يجمع بين الموسيقى والصلاة التي تقربك أكثر من الله، ودعم جمعية نسروتو واجب، ويجب علينا أن نكون إلى جانبهم".
وأضاف :"أنا كمسيحي، وديني مبني على الإيمان والرجاء، نحن مؤمنون بلبنان، ولدينا دائماً الرجاء، فمثلما في ديانتنا هناك قيامة، هناك أيضاً قيامة للبنان، وهي لن تأتي لوحدها، بل يجب علينا أن نعمل جميعاً من أجلها، أنا مؤمن بلبنان مثلما أؤمن بديانتي، وإن عدنا بالتاريخ إلى الوراء، نجد أن لبنان مر بمراحل صعبة جداً، ولكن في النهاية تغيرت الظروف وذهب لبنان نحو الأفضل، لا نريد أن نستسلم او نقف أمام أية صعوبة، بالعكس نستطيع أن نتجاوزها، كما أؤمن بأن الله لا يترك لبنان، ليس فقط من خلال القديسين الذين يعطينا إياهم، وأنا شهدت في حياتي كيف تجاوزنا صعوبات كبيرة، وكان هناك دائماً عناية إلهية تهتم بلبنان".
رئيس جمعية نسروتو الأب مروان غانم قال :"أحببنا أن نقدم هذا الرسيتال في زمن عيد الفصح، خصوصاً وأنها تصادف الذكرى السنوية الرابعة عشرة لسيامتي الكهنوتية، لذلك ألحان الأب الدكتور يوسف الخوري هي الطاغية على برنامج هذا الرسيتال لأن العلوم الموسيقية التي تخصصت بها في الجامعة كانت عن الخوري".
وأضاف :"نحن مدعوون لنحمل صليب الوضع الذي نعيشه بلبنان، بفرح، على مثال الرب يسوع، لأن حمل هذا الصليب سيوصلنا إلى مجد القيامة، وجمعية نسروتو تدعو إلى أن يحل السلام في لبنان، وكل مرة نقول إنه يجب أن تصبح لدينا دولة، ونعلق آمالاً كثيرة على وجودها، خصوصاً لناحية فك أسر الأموال والتمويل لتستفيد الجمعيات من الأموال التي تستحق لهم من الدولة، وذلك لأننا نعيش تعاسة كبيرة بسبب عدم التمويل".
مديرة كورال نسروتو ريما سعادة الترك قالت :"تحيي رسيتال اليوم جوقة الكبار، بمشاركة 5 أفراد من جوقة الصغار وهم الذين إستطاعوا أن يحفظوا الترانيم الصعبة جداً التي نقدمها في رسيتال اليوم، والتي هي ترانيم جميلة جداً، وفيها الكثيرمن المعاني السماوية والإلهية للآلام والقيامة، وأنا أحيي المرنمين في هذا الرسيتال، وخصوصاً الصغار وأشكرهم على إلتزامهم".
وأضافت :"إسم الرسيتال "غصة الموت وبهجة القيامة"، ترنيمة "غصة الموت" تحكي عن مراحل الآلام التي عاشها السيد المسيح، وعن معاني الآلام، فيها كلمات صعبة جداً، الشاعر الياس حبشي من رعية الأب مروان غانم، هو الذي شرح لنا معاني الترنيمة".
وتابعت الترك :"نحضر لرسيتال تحييه نسروتو في شهر حزيران المقبل في كاتدرائية مار مارون في كسارة، من كلمات المطران جورج إسكندر، وسيكون لدينا حفلان غنائيان في الصيف، وذلك ضمن مهرجانات الكرمة في زحلة، الحفل الأول لكل الناس وسيقام في البارك البلدي، والحفل الثاني في القصر البلدي وسنقدم فيه أغنيات خاصة بزحلة وللمغتربين الزحالنة الذين يعيشون في بلاد الإغتراب سيكونون حاضرين في المهرجانات".
وختمت :"أعايد الجميع بمناسبة عيد الفصح، وأقول لكل الناس إننا بحاجة لدعمهم وليبقوا إلى جانبنا ليساعدونا في رسالتنا الإنسانية".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغط هنا.