لآلة العود سحرها الخاص، ولأوتارها صدى يسكن القلوب فيشعرها بخفق الحياة.
.. ولهذه الآلة الشرقية أهمية خاصة توليها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا في العاصمة القطرية الدوحة حيث حجز مهرجان كتارا لآلة العود لنفسه مكانة خاصة لدى عشاق الموسيقى، ومحبي هذه الآلة الساحرة وذلك على امتداد العالم العربي والغربي أيضاً.
واستمراراً لنجاح هذا المهرجان، تتوالى فعاليات النسخة الثالثة منه بحماسة وتفاعل واضح من قبل الجمهور. وقد شهد اليوم الثاني أمسية موسيقية لم تخلُ من التوهج والإبداع كسابقتها، وإن تنوّعت الألوان والمدارس الموسيقية فيها أكثر، إذ جمعت الموسيقي التركي الشهير يوردال وفرقته الموسيقية، والفنانين اللبنانيين نزيه أبو الريش وولاء الجندي اللذين أمتعا الحضور بالعزف والغناء، إلى جانب الأخوين التوأم بشير ومحمد الغربي من تونس، سالم المقرشي من سلطنة عمان ونجيب ناظم من إيران. ولا شك بأن حديث الأوتار أمس كان مليئاً بالسحر
الخاص الذي عاشه عشاق العود مع المعزوفات التي امتزج فيها الإيقاع مع النغمات وطغى على زوايا مسرح دار الأوبرا في كتارا.
ومن جهة أخرى، يحتضن المهرجان ضمن فعالياته نخبة من أبرز صنّاع العود في العالم، والذين يقومون بدورهم بتعريف الجمهور إلى مختلف أنواع وأشكال هذه الآلة الموسيقية الفريدة. ومن خلال هذه الفعالية، تظهر الفروقات البسيطة أحياناً بين عود وآخر، فالعود العراقي مثلاً معروف عربياً بأنه يقف لوحده من دون الاستناد إلى أية قاعدة، ويتميز بتصميم مفاتيحه الخاص وشكله الخارجي، في حين تصنع بعض الالآت، التركية مثلاً، من جذور شجر الجوز وهي مكلفة وعملها مضن جداً لكن النتيجة مبهرة، كونها تعتبر من أجود أنواع العود.
وعلى صعيد آخر، ينتظر عشاق الموسيقى الليلة الأمسية الثالثة من النسخة الثالثة من مهرجان كتارا لآلة العود، وسيكون الحضور على موعد مع عزف طارق الجندي من الأردن، الفنان شربل روحانا من لبنان، عارف جمّن من اليمن، وأويا من تركيا، وذلك إلى جانب عرض لفرقة لينقو فرانسا الموسيقية اليونانية والفنان الكويتي دريع الهاجري الذي سيقوم بالعزف والغناء.
تصوير: محمد العبيدلي.