Notre Dame de Paris أو كاتدرائية نوتردام دو باريس، هي كاتدرائية كاثوليكية من العصور الوسطى، في العاصمة الفرنسية باريس. تم تكريس الكاتدرائية لمريم العذراء وتعتبر تاريخاً كبيراً من العمارة القوطية الفرنسية.
حملت كاتدرائية نوتردام ذخائر مباركة من تاج الشوك، الذي وضع على رأس السيد المسيح، إضافة إلى لوحات دينية مكرسة لها قيمة كبيرة في تاريخ الديانة المسيحية. تميزت بكبرها وهندستها الضخمة على الطراز الروماني، من أعمدة مزخرفة وواجهات زجاجية مرسومة ومنحوتات قديمة تعود لسنوات بعيدة.
نشأتها وأهم مراحلها
بدأ العمل على إنشاء هذه الكاتدرائية في عام 1160، تحت قيادة الأسقف موريس دي سولي وكانت كاملة إلى حد كبير بحلول عام 1260، وفي عام 1790 عانت نوتردام أثناء الثورة الفرنسية، فتدمر الكثير من صورها الدينية.
في عام 1804، كانت الكاتدرائية موقعاً لتتويج نابليون الأول كإمبراطور فرنسا، وكذلك شهدت معمودية هنري، كونت تشامبورد في عام 1821 وجنازات العديد من رؤساء الجمهورية الفرنسية الثالثة.
وعرفت الاهتمام الشعبي بعد وقت قصير من نشر رواية فيكتور هوغو بعنوان " أحدب نوتردام " عام 1831، وهذه الرواية الخرافية إرتبط اسمها بهذه الكاتدرائية عرفت شهرة واسعة، وحتى اليوم لازال اسمها مرتبط بهذه الرواية الجميلة. وكان بطل الراوية هو Quasimodo. وقد ترجمت هذه الراوية للعديد من اللغات، وأيضاً تحوّلت الى أفلام سينمائية، وحتى في لبنان تحوّلت الى مسلسل، وكان بطله الممثل إيلي صنيفر.
بعد أن أصدر فيكتور هوغو روايته، رُممت الكاتدرائية بشكل كبير بين عامي 1844 و1864، تحت إشراف يوجين فيوليت لو دوك، الذي أضاف برج الكاتدرائية الشهير.
تم الاحتفال بتحرير باريس داخل نوتردام في عام 1944، وبحلول عام 1963 تم تنظيف واجهة الكاتدرائية من الأوساخ، وكطلبوا من الناس عدجم تربة الحمام للحفاظ على نظافة وأعيدت إلى لونها الأصلي. تم تنفيذ مشروع تنظيف وترميم آخر، بين عامي 1991 و2000.
كاتدرائية نوتردام من أهم الرموز الدينية الفرنسية
الكاتدرائية هي واحدة من أكثر الرموز المسيحية أهمية في فرنسا، تحديداً وأوروبا عموماً باعتبارها كاتدرائية أبرشية باريس، ويعيش فيها رئيس أساقفة باريس"ميشيل أوبيتيت".
نوتردام معلم سياحي مهم
يزور كاتدرائية نوتردام دو باريس حوالى 12 مليون شخص سنوياً، مما يجعلها النصب الأكثر زيارة في باريس ولا يزورها فقط المسيحيون، بل يقصدها كل الناس من مختلف الديانات والمعتقدات الدينية، إذ أن زخرفاتها والفن الموجود بداخلها عمره سنوات كثيرة ولا يمكن ايجاده او تقليده.
وتكمن أهمية الكاتدرائية الهندسية من خلال الزجاجيات التي تعكس النور بل ضوء، والصليب المذهب وسهم إكليل مار لويس الذي فيه شوكة من إكليل السيد المسيح، بالإضافة الى كنوز ولوحات وتحف، وفي الكاتدرائية عدة مذابح حيث تقام عدة قداديس في وقت واحد، وأهم ما يميّز هذه الكاتدرائية أنها بنيت قبل 800 عام في نهر السين، ولم تتزعزع لأنها مصنوعة من الخشب والمعدن، وهذا ما حيّر المهندسين لصلابة هذه الكاتدرائية، حتى أنه تم وضع دراسات حول هذا الوضوع.
من يمتلك كاتدرائية نوتردام؟
بموجب قانون عام 1905 ، تعد كنيسة نوتردام واحدة من 70 كنيسة في باريس تم بناؤها وتملكها الدولة الفرنسية، وفي حين أن المبنى نفسه مملوك من قبل الدولة ، فإن الكنيسة الكاثوليكية هي المستفيد منها ولها الحق الحصري في استخدام الاغراض الدينية الموجودة فيها الى الابد. الأبرشية هي المسؤولة عن الدفع للموظفين ، والأمن والتدفئة والتنظيف، وضمان أن الكاتدرائية مفتوحة مجاناً للزوار وإضافة الى ذلك فإن الابرشية لا تتلقى إعانات من الدولة الفرنسية، وتتكل على ما تحصله من مدخرات.
النيران تمحي تاريخ كاتدرائية نوتردام
في 15 نيسان/أبريل عام 2019 عند الساعة 18:30، اشتعلت النيران في الكاتدرائية، مما تسبب في انهيار البرج وسقف الكنيسة الاساسي. لم يكن حجم الضرر معروفاً في البداية إضافة الى سبب الحريق، فراح البعض يقول إن هناك خطأ تقنياً حصل خلال أعمال التجديد والترميم.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن حوالى 500 من رجال الإطفاء ساعدوا في مكافحة الحريق. لحسن الحظ تم انقاذ القطع الأثرية قبل انتشار الحريق إلى أجزاء أخرى من الكاتدرائية. وبسبب التجديد المستمر ، تمت إزالة التماثيل النحاسية التي كانت عادةً على المنحدر المنهار، والصليب الذهبي وإكليل يسوع الذين لم يمسهما أي أذى.
أعلن الملياردير فرانسوا هنري بينولت زوج النجمة سلمى حايك انه سيدفع مبلغ 100 مليون يورو من أجل التجديد ودعا لبذل جهد مشترك لتمويل الإصلاحات. بعد فترة وجيزة ، تعهد مالك وملياردير LVMH برنارد أرنول وعائلته بمبلغ 200 مليون يورو أخرى لاستعادة "هذه الكاتدرائية الاستثنائية، التي تعد رمزاً لفرنسا وتراثها ووحدتها الفرنسية". كما تم تجميع أكثر من مليار يورو لترميم الكاتدرائية، وسيتم تحويل أموال الضرائب للمساعدة في ترميمها أيضاً. وقد وعدت بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الشعب الفرنسي، أن الكنيسة ستعود كما كانت.
وستبقى كاتدرائية نوتردام في البال والذكريات، لأنها إنتقلت من قصة حقيقية الى قصة خيالية، من قصص فيكتور هوغو، لبطله Quasimodo.