نجمة قديرة صُنفت الكثير من أفلامها ضمن أهم مائة فيلم بالسينما المصرية، فلقد قدمت الكثير من الأدوار المتميزة ضمن ألوان فنية مُتعددة سواء الرومانسي أو الدرامي أو الإجتماعي أو التاريخي. ومن أهم أفلامها "الناصر صلاح الدين"، "الموميا"، "النظارة السوداء"، "الخطايا" و "لا تطفئ الشمس"، من ناحية أخرى هي مؤمنة بأن الفنان لا ينفصل عن مجتمعه وقضاياه وإذا حدث ذلك تدعوه للإعتزال.. هي النجمة القديرة نادية لطفي التي تتحدث لـ"الفن" عما وراء إعتزالها وهل هناك فرصة للعودة وتكشف لنا كواليس كثيرة من حياتها الفنية وتفاصيل كثيرة في اللقاء التالي:
في البداية..نرحب بكِ عبر موقع "الفن" ونسألك: مضت سنوات طويلة وأنتِ بعيدة عن الفن، فما الأسباب الحقيقية التي دفعتكِ للإعتزال؟
ليست هناك أسباب حقيقية وأخرى خفية إنما إبتعادي جاء لفقداني المتعة الفنية والتي أعتبرها "دينامو" مُحرك لقبول أي عمل فني منذ بداية مشواري الفني، فميولي للفن كانت بدافع المتعة والقيام بشيء أنا أحبه ولكنني أعتبر قراري صحيحاً طالما أنني لم أعد أشعر بالمتعة الفنية وهذا القرار مر عليه حوالى الثلاثة عقود، فالفن له معانِ كبيرة بالنسبة لي وإن لم تتوافر فالإعتزال أفضل.
وما هي المعاني التي تقصدينها ولم تكن متوافرة ودفعتكِ للإعتزال؟
الفن هو إبداع وهذا الإبداع يحتاج لحرية من أجل القيام به بناء على شغف كبير وحب لهذا المجال الذي أحببته وإستمتعت لسنوات طويلة في العمل به، ولكني لم أجد الحرية الكافية لتقديم أعمال بها إبداع فني في فترة إعلان إعتزالي الفن والإبتعاد عنه.
ولماذا لم تحاولي العدول عن قرار إعتزالك رغم محاولات كثيرة في إقناعك بالعودة؟
لم أحاول العدول عن قراري لأنني لا أتخذ قراراتي بسهولة أو بتسرع بل بناء على تفكير عميق ومن ثم الوصول إلى القرار الذي أراه صحيحا، ولم أقتنع بالعودة رغم محاولات كثيرة من كثيرين لإقناعي منذ بداية الإعتزال.
وكيف هي حالتك الصحية الآن؟
الحمد لله..أنا بخير وأسير على تعليمات الطبيب وأجلس في منزلي والأمور تسير بشكل أفضل.
الفن له دور كبير بالنسبة للمجتمع، كيف ترين إنفصال بعض الفنانين عن مجتمعهم سواء بعدم وجود "صلة" مع المجتمع في أعمالهم الفنية أو ممارسة أعمال مفيدة للمجتمع؟
الفن بالتأكيد له دور كبير في نشر الوعي والثقافة ما بين الناس، ومن الضروري أن يكون هناك "صلات" وليس "صلة" واحدة ما بين الفنان والجمهور والمجتمع بشكل عام، وفي رأيي لو أن الفنان لم يجد "الصلة" لهذا الطريق بينه وبين المجتمع الذي يعيش فيه فعليه أن يعتزل ويترك الفن، فمثل هذه الأشياء هي جزء لا يتجزأ من دور الفنان بشكل عام لأن دوره لا ينحصر في التمثيل والوقوف أمام الكاميرا وحسب.
ألهذا كان لكِ دور في ممارسة الحياة السياسية قبل سنوات طويلة من إعتزالك؟
بكل تأكيد.. هذا كان نابعاً من إيماني بما أحدثك عنه ودور الفنان تجاه مجتمعه، كما أن دور الفنان تجاه الناس والمجتمع المحيط به يمكن أن يكون على أشكال عديدة أهمها نشر الوعي والثقافة وأن يكون قدوة حسنة وثمرة ناجحة تعطي الأمل للآخرين، وكنت سعيدة للغاية بهذا الدور المجتمعي الذي قمت به وأتمنى أن يكون كل فنان ناجح له تأثير إيجابي تجاه مجتمعه.
لماذا صرحتِ بأن السينما "رجالية" وأحياناً تكون ظالمة للنجمات؟
لأن صناعة السينما قائمة في الأساس على النص الأدبي الذي يتم تقديمه، وبناء على ذلك فإن أغلب القصص التي تُقدم هي تيمات تصلح لرجل وليس لإمرأة، ما عدا القليل من الأعمال الاخرى، وفي الوقت نفسه السينما تقوم على عوامل كثيرة في ما يخص البيع والتسويق وهذا هو الجانب الأهم والمحرك للعامل الإنتاجي، فالمنتج يبحث عمن يبيع من خلاله، وأيضاً هناك نجمات لهن بريقهن السينمائي في الوقت الحالي، ولكن التاريخ والأرشيف الفني المميز يحتاج لسنوات طويلة.
ولماذا ترفضين إبداء رأيك في ما يتم تقديمه من أعمال فنية؟
لأنني بكل بساطة لا يجوز لي أن أُبدي رأيي في أعمال فنانين آخرين، فهذه المهمة تخص النقاد وهم من عليهم نقد الأعمال الفنية بمنتهى الموضوعية والدقة.
كُنتِ تختارين أعمالك الفنية وفق المعايير الفنية وأهمها الجودة، ولكن لماذا كُنتِ تبحثين عن الصداقة أو القرب مع من كُنتِ تتعاونين معهم؟
العمل الفني يحتاج لهدوء نفسي وإستقرار وحب وتعاون من أجل خروجه في أفضل شكل ممكن، لذا كُنت أتعاون مع من أحبهم أو تنشأ بيننا صداقة وعلاقة طيبة لأنني لا أستطيع أن أعمل في أجواء غير ذلك، وحديثي لا يعني أن من لم أتعاون معهم لم تكن بيني وبينهم صداقات أو علاقات طيبة، على العكس علاقتي كانت طيبة بكل الزملاء حتى من لم أتعاون معهم.
كيف كنتِ تتعاملين مع ما يُقابلك من أزمات ومشكلات سواء في حياتك الفنية أو الشخصية؟
كنت أحب المواجهة ولا يمكن أن أهرب من أية مشكلة أو أزمة أمر بها، فكنت مؤمنة بأنني قوية ولابد أن أواجه ولا أهرب لدرجة أنني كنت أذهب للشيء بنفسي ومواجهته من دون إنتظاره أن يأتي، وهذا الأمر أعطاني ثقة نفسية وخبرة كبيرة في حياتي.
كفنانة قديرة وكتقديم بطولات كثيرة في السينما، كيف كُنتِ تتعاملين مع أية موهبة تمر من أمامك؟
كُنت أحب كثيراً أن أكتشف مواهب ممن يعملون معي في أي عمل ليس فقط في التمثيل، إنما في التصوير والإخراج والجوانب الفنية الاخرى، وكنت أتواصل معهم وأحاول أن أجد لهم فرصاً للعمل لإيماني بأن الوصول للفرصة أمر صعب ولا بد أن يُشارك الفنان في أمور مجتمعه بشكل إيجابي، وهذا ما أتحدث عنه أيضاً بالنسبة لدور الفنان تجاه المجتمع فعليه أن يكون داعماً لأية موهبة تستعين به أو لم تستعن ومرت من أمامه.
وفي النهاية.. ما هو موقفك من كتابة مذكراتك أو تقديم عمل فني يروي سيرتك الذاتية؟
الموقف ثابت منذ سنوات طويلة وهو أنني لا ارغب في القيام بهذا الشيء، وأعرف أن هناك كثيراً من الناس تحب أن تعرف عن الفنان الذي تحبه الكواليس من حياته الخاصة وبالتحديد إذا كتبها بنفسه، ولكن هذا الشيء غير مُحبب بالنسبة لي، ولقد ظهرت في مقابلات قديمة كثيرة تحدثت فيها عن تفاصيل فنية وشخصية وموجودة بالفعل على الإنترنت، وعُرض علي من قبل تقديم سيرتي الذاتية في عمل تلفزيوني ورفضت.