منذ عام 2012 وتحديداً منذ ظهوره في مسلسلي "بنات العيلة" و"زمن البرغوت"، لم يصور الممثل قيس الشيخ نجيب مسلسلاً في دمشق، وقد شارك خلال هذه الفترة بعدة أعمال سورية وعربية لكنها صورت جميعها خارج سوريا، منها "الإخوة" و"بنت الشهبندر" و"مدرسة الحب" و"ياريت" و"أوركيديا" و"أهل الغرام" و"جوليا".
هذا العام أعلن الشيخ نجيب عودته القوية إلى بلده عبر مسلسل "مسافة أمان" الذي يصور في دمشق تحت إدارة المخرج الليث حجو.
قيس الشيخ حل ضيفاً على موقع "الفن" وهو الذي قدم للدراما ما يقارب المئة عمل، منها "البواسل" و"سيف بن ذي يزن" و"ليالي الصالحية" و"التغريبة الفلسطينية" و"حاجز الصمت" و"باب الحارة" و"على حافة الهاوية" و"أولاد القيمرية" و"سحابة صيف" و"تعب المشوار" و"الغفران" و"الزعيم".. وإلى تفاصيل اللقاء:
أطلت الغيبة عن التصوير في دمشق، فما سر هذا الغياب؟
كنتُ أتمنى العودة منذ زمن، وعندما وجدت الظرف المناسب لم أتوان عن ذلك، وكنت أصرح دوماً أنني لا أمانع العودة بشرط توفر الظرفين الفني والإنتاجي المناسبين، علماً أنني خلال فترة الغياب رفضت عدة عروض لم تحمل السوية المطلوبة.
وهل ستبقى؟
أكيد سأبقى في الدراما السورية وكنتُ أتمنى العودة إليها منذ زمن.
هل جذبك مسلسل "مسافة أمان" حتى كان سبب عودتك؟
تركيبة العناصر الموجودة في المسلسل من نص وإخراج وشركة منتجة ومجموعة الفنانين المشاركين كانوا عناصر جذب لتواجدي، إضافة إلى طبيعة الشخصية التي سأجسدها لأنها تعبر عن واقع بعض الشباب السوري الذي عاش هذه المرحلة.
أحببت أن أقدم هذه الشخصية لأنها ستقدم لي شيئاً جميلاً وجديداً كممثل، وأحاول قدر الإمكان أن أبحث في عمق الشخصية، وأنا دائماً أفضّل الدور الجديد الذي يجعلني متحمساً لأقدمه.
وأؤدي شخصية غنية بالتقلبات، بدور "يوسف" رسام ومصور فوتوغرافي، يبحث عن "مسافة الأمان" الخاصّة به بين الحب والرغبة في السفر، بعدما فقد حماسه للعمل، بفعل ملاحقة أشخاص مجهولين له، ووفاة خطيبته، وشعوره بالذنب تجاهها... كان له مشروعه الفني، لكنه وبسبب انعكاسات الحرب يصاب بالإحباط ويقع بمشاكل مع الناس القريبة منه، ويتعرض لتحولات كثيرة فيتراجع عن مشروعه الفني ويعمل في التجارة لأن طموحه وحلمه أكبر من الواقع الذي يعيشه.
وطبعاً مررت في الحقيقة بكل المراحل التي مرت بها الشام أثناء الحرب، لأنني كنتُ دائم التواصل مع أهلها، كما كنتُ أزورها لمدة أسبوع كل شهرين أو ثلاثة، لذلك فقد عشت المرحلة وكنت أحمل همها وأسافر.
ومن المهم جداً أن نتحدث عن الواقع السوري في قلب دمشق في عام 2019 بطريقة راقية جداً وبعمل سوري بحت، نصه جيد ومخرجه مبدع وممثلوه مهمون.
الجمهور كان يطالب بك وربما يكون عاتباً عليك؟
الجمهور كان يطالب أن أعود للدراما السورية وهذا شيء يعز على قلبي، وهذه رغبتي من الأساس، وكنتُ أصرح دائماً بأنني جاهز للعودة في الظرف المناسب.
العتب من المحبة مقبول لكن دائماً يجب أن تعطي المبررات لغيرك، فأنا كنتُ منفتحاً للعمل في سوريا لكن بظرف مناسب فنياً وإنتاجياً وكنص وموضوع، ولم تكن تلك الأمور متوفرة خلال السنوات الماضية، ولم تكن العروض التي تقدم لي تحمل المستوى المطلوب، وكانت هناك أعمال كثيرة كانت دون المستوى بالنسبة لي.
ومثلما نرى الآن على قناة "لنا" الفضائية السورية كيف كانت الدراما السورية من قبل وكيف أن كل الجمهور السوري متعلق بها، وهذه الدراما التي اعتدنا عليها، لكن في السنوات السابقة لم نر أعمالاً ترقى لهذا المستوى.
ما الذي دعاك للعودة الآن؟
وجدت في مسلسل "مسافة أمان" نصاً جميلاً يتكلم عن الواقع السوري بطريقة مبدعة مع مخرج كبير ومبدع وشركة جديدة تحرّض على تقديم عمل متميز ينافس الدراما العربية، وأتوقع أن يكون الأفضل هذا العام مع وجود مجموعة كبيرة من النجوم المتميزين والأسماء العريقة.
كل ما سبق ساهم في وجودي في العمل، إضافة إلى أن الشخصية التي أقدمها تلامسني بشكل شخصي، وإن شاء الله سيحبها الجمهور لأنها تدخل في صراعات كبيرة، وأنا دائماً أسعى لتجسيد شخصيات مختلفة وأحاول ألا أكون متكرراً في كل عام.
سبق أن قدمت عملاً من تأليف الكاتبة نفسها في مسلسل "سحابة صيف".
إيمان السعيد كاتبة حساسة وتكتب بعمق، وتمتلك لمسة خاصة، وكان لـ"سحابة صيف" ضجة كبيرة، وأتوقع للمسلسل الجديد أن يكون بالمستوى نفسه وربما أفضل.
تميزت مؤخراً بالأدوار الرومانسية، فماذا عن دورك الحالي؟
في شخصيتي الجديدة أبتعد تماماً عن الرومانسية. وفي الواقع لكل شخصية جانب رومانسي، ولكل إنسان بعد رومانسي مهما كان قاسياً.
هذه المرة ابتعدت عن الشيء التقليدي أو الرومانسي أو علاقات الحب المفرطة التي كنت أقدمها في السنوات السابقة، وكنت أحاول أن أبدو متجدداً لكن سمتي العامة كانت الشخصيات الرومانسية، بينما شخصيتي الآن بعيدة كلياً.
هل خضعت إذاً لتأطير المخرجين؟
نحن بحاجة أن يرانا المخرجون خارج هذا الإطار، فإذا نجح الممثل بدور معين لا يعني أن يراه المخرجون في الدور نفسه دائماً، فالمخرج المتميز هو الذي يكتشف أشياء جديدة لم يرها غيره، وأجد هذه الصفة في المخرج المبدع الليث حجو.
حدثنا عن تجربتك في مسلسل "جوليا" مع الممثلة اللبنانية ماغي بوغصن.
هذا العمل شكّل تجربة جديدة بالنسبة لي، فأنا رجل مغامر وأحب تقديم تجارب مختلفة عني، والمعروف أنني أبحث عن التغيير والتميز، والمسلسل شوهد على نطاق واسع، ولاقى صدى إيجابياً وانطباعات جيدة سواءً في لبنان أو الإمارات أو حتى في سوريا.
وطبعاً أديت في العمل دوراً مختلفاً عني، والجمهور لم يرني فيه من قبل، وكنت مستمتعاً بأدائه.
ما رأيك بالدراما العربية المشتركة وما يدور عن تأثيرها على الدراما السورية؟
الدراما المشتركة خدمت الدراما اللبنانية بشكل أساسي، لكنها خدمت الممثلين السوريين أيضاً، فكان لها جانباً إيجابياً على الطرفين ومنفعة متبادلة.
صحيح أثرت على الدراما السورية لكن لذلك علاقة بالواقع والظرف غير المناسب، فالإنتاجات التي كانت تنجز في سوريا لم تكن على المستوى المطلوب، وحتى النصوص التي كانت تعرض لا ترقى إلينا، وللحقيقة هناك بعض المسلسلات السورية المخجلة، والممثل بطبعه يبحث عما يكمل مسيرته.
