هي الامرأة التي حُكم عليها بالوحدة لانها تمرّدت، هي السيدة التي عزلها مجتمع ذكوري وألبسها الجريمة، هي الفتاة الحالمة العاشقة التي سُلب منها حقها وطلب منها التجرّد من المشاعر ورميها على السرير كدمية جنسية لا أكثر، فهي المناضلة التي رسمها الشاعر علي المولى بكلماته وغنتها الفنانة كارول سماحة على مدى صوتها.
"المطلّقة" قصيدة غنائية باللغة الفصحى، من كلمات علي المولى وألحان وتوزيع ميشال فاضل، وفي أول مقطع منها تلقي سماحة القصيدة، وفي المقطع الثاني تبدأ بالغناء لنسرح معها بأدائها المحترف صوتا وتمثيلا.
في مجتمع شرقي تختلف نظرات البعض للمرأة المطلقة، فمنهم من ينظر نظرة حادة، ومنهم من ينظر بنظرة استفهامية، ومنهم من ينظر بنظرة قاسية جدا والآخر ينظر بنظرة ثلاثية الأبعاد يجمع بين الضمير والانسانية في هذا الامر.
في هذا المجتمع تحديدا رفعت سماحة صوتها وتجرأت على قرع باب قضية لا يتجرأ كثيرون المرور من امامه حتّى، وقالت بإختصار: "أنا حرّة.. فالروح عذراء يا حمقى"، وكأنها جاءت في هذا العمل لتوضح أن فقدان العذرية لا يجب أن يكون عائقا في الحب.
فبصوت سماحة سافرنا إلى عالم حيث تنفصل العذرية عن الحب، لتؤكّد لنا أن تلك السيدة التي سجنها المجتمع وراء قضبان الطلاق ما زالت متصالحة وصالحة.
فأمام هذا العمل لا يمكن إلاّ أن تنحني الهامات وتُرفع القبعات احتراما لفن كان قد رفع الصوت من اجل الطفولة واليوم من اجل المرأة، فهل يأتي يوم الرجل؟
لا يبقى سوى أن نتعجب من الطريقة التي قامت بها كارول بالترويج لهذا العمل حين كتبت "أنا المطلقة" عبر صفحاتها على وسائل التواصل الإجتماعي، ونتساءل ألم تخف كارول أن يكون من رأى هذه الجملة اعتقد أنها بالفعل طلقت ولم يتابع أن الامر عبارة عن عمل أطلقته لاحقاً؟