بين ثنايا أنفاسه الطربية يختزن عطر لبنان ورائحة ترابه، فيقدم للمغتربين اللبنانيين المنتشرين في أصقاع العالم، بين الفينة والأخرى، نفحة تعيد لهم جزءاً من يومياتهم المفتقدة وتفتح خزائن الحنين ودفاتر الذكريات لأيام وأماكن وأغنيات.
نقولا الأسطا، إبن زحلة البار، يغدق على محبّيه دوماً من فائض فنه، فيحوّل سهراتهم إلى ليالٍ من العمر، ويحلّق معهم في فضاءات الموسيقى الرحبة ومساحات الإبداع والتألق.
نقولا الأسطا كان على موعد مع عشاقه في العاصمة القطرية الدوحة حيث أحيا حفلاً رائعاً بكل المقاييس.
وكما كان متوقعاً، لم يبخل الأسطا على الساهرين بتقديم باقة من أجمل أغنياته الخاصة، إلى جانب مجموعة من أجمل الأغنيات اللبنانية، وأبى اختتام الحفل إلا بتوجيه رسالة وطنية تمثلت بأغنيته التي يقول من خلالها: "قولولن قولولن للعالم قولولن إنو بلدنا حصرم بعيونن".
وعلى هامش الحفل، إلتقى موقع "الفن" الفنان نقولا الأسطا الذي تحدث عن زياراته المتكررة إلى الدوحة وأعاد السبب إلى أن الجمهور هناك تعرّف إليه وإلى إمكانياته على المسرح بشكل مباشر، وقال: "الأهم بالنسبة إلى الفنان أن يتعرّف الجمهور إليه بشكل صحيح وأن يدرك ماذا بإمكانه أن يفعل على المسرح"، وأضاف ضاحكاً: "منذ الحفلة الأولى، تعرّفوا عليّ وعلى أجوائي وتعوّدوا (وما بقى فيهم يعيشوا بلاي)".
وعن ألبومه "اليوبيل" الذي لا يزال قيد التحضير، صرّح الأسطا بأنه انتهى من تسجيل 7 أغنيات جديدة وسيقوم بضمّها إلى مجموعة من الأغنيات التي سبق وأن أصدرها منفردة مثل "ما تغيّرت، فيك الشفا، وهيدي قصتنا، وغيرها"، وأعاد سبب التأخير في الإصدار إلى الظروف السياسية في لبنان، وكساد سوق الألبومات، وكرّر إصراره على طرحه خلال الفترة المقبلة، وتحديداً بعد الانتهاء من تصميم الغلاف، وعلّق بالقول: "سأصدره هذه السنة لو مهما جرى، (إذا بدنا ننطر السياسة ما منعمل شي)".
ونفى الأسطا إمكانية تسليم الألبوم لشركة إنتاج معينة، وأكد عدم وجود تلاقي بينه وبين روتانا وذلك على الرغم من محبته لها، وأضاف: "ثمة ظروف حصلت مع روتانا وأنا رجل مبدأ ولن أعود إلى السابق، كما أنني اعتدت على الإنتاج الخاص... (أنا بغنّي لأعيش، وبغنّي لأنتج وما بنطر يجي إنتاج بالقفّة)". وردّاً على سؤالنا حول استمرار عملية توزيع الإنتاج "بالقفة"، ضحك الأسطا قائلاً: "في قفايات كتير"، ثم استدرك وقال: "ما بنيته لنفسي يشرّفني، وأدفع الثمن أحياناً من خلال أجواء معينة لا تشبهني، ولكن الحمدلله ما صنعته لغاية اليوم من الصعوبة القيام به بأسلوب نظيف. لا مشكلة لديّ بأنني بعيد عن الجو التجاري، فالحمدلله بدأت بقطف نتاج عملي، وبالتالي أشكّل حالة الفنان المهذب والمحترم والذي يدخل إلى جميع البيوت ويتمنى كل أب أن يغني إبنه مثله".
في ختام اللقاء، تحدث نقولا الأسطا عن عمله الديني الجديد والذي حظي بأصداء جيدة منذ إصداره قبل أيام قليلة بعنوان "بعرف صليبك"، وهو من كلمات نعمان الترس، لحن وغناء نقولا الأسطا، وتوزيع كمال صيقلي، ومن المفترض أن يبصر الفيديو كليب الخاص بالترنيمة "النور" قريباً جداً، وهو من إخراج جورج أبو عبدو.