تحدت الألم، وحملت القلم لتنشر فكرها وثقافتها، وتضعهما في متناول كل قارئ.
كتبت بنبض قلبها، وبإحساسها المرهف، فجاءت كلماتها صادقة إلى أبعد الحدود في كل ما كتبت، وأشعرتنا بأنها تكتبنا جميعاً على أوراقها.
إنها الكاتبة مي خليل التي وقعت كتابها الخامس "لتقرأ عون الدهر" على مسرح معهد القديس يوسف في عينطورة، برعاية وحضور سفير دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور حمد الشامسي، وحضور النائب فريد الخازن، السفيرة كارولين زيادة ممثلة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، مايا خوري ممثلة وزيرة الدولة لشؤون تمكين المراة والشباب فيوليت الصفدي، العقيد صباح سماحة ممثلا قائد الجيش جوزيف عون، السيدة منى العتيبة ممثلة السفير السعودي وليد البخاري، لبنى عبيد ممثلة الوزير السابق جان عبيد، رئيس المعهد الأب سمعان جميل، المحامية منى صفير ممثلة رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المراة كلودين عون، وناجي يحشوشي ممثلا النائب شوقي الدكاش، رؤساء بلديات المنطقة، ملكة جمال لبنان السابقة فاليري أبو شقرا ومقدم البرامج طوني بارود وخبيرة البروتوكول واللياقة إيميه سكر، وأهل الفكر والثقافة والفن والإعلام.
بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني والنشيد الوطني الإماراتي، قدمت الحفل الإعلامية جوزفين ضاهر الغول، وقالت :"لتقرأ عيون الدهر، لتقرأ عيون كل من تقع كلماتك بين أيديهم، يمتلئون من حكمة الأيام وخبرة الإنسان".
وأضافت :"من وجع تحوّل إلى طاقة، من ألم تحوّل إلى سعادة، ومن قناعة تحوّلت إلى تمجيد الله، وكلنا يعلم بالأعجوبة التي حصلت في العام 1994 حين وقفتِ على رجليك، لم تحملك رجليكِ، بل أنتِ من حملتهما، ولكنهما لم تستطيعا الطيران لتحلّقا حيثما حلّقتِ".
وتابعت الغول :"أنت أثبتِ أن لا شيء يعيقك عن الحركة طالما هناك عقل لفت إنتباه سعيد عقل، فمنحك بكل فخر وقناعة جائزته عن كتابك "هذه قناعتي"، كلنا مقتنعون بما تقولينه وبما تكتبينه لأنه نابع من الصدق، والذي منبعه من الصدق والإحساس المرهف، لا يمكن إلا أن يصل بصدق وبإحساس مرهف، وكان مقتنعاً سعيد عقل حين قال إن أمامك مستقبلاً زاهراً في عالم الفكر طالما هناك عقل وقلب بنقاوة الأطفال، نهنئك، ولتقرأ عيون الدهر".
شقيق الكاتبة المحامي سميح خليل شكر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أرسل رسالة تهنئة لمي بكتابها الجديد، كما شكر السفير الشامسي على رعايته وحضوره، وألقى قصيدة من وحي المناسبة.
وتم عرض تقرير عن الإمارات العربية المتحدة "الإمارات دولة التسامح والسلام" من إعداد قناة "نور الشباب"، وبعده أطل على التوالي الفنانون جيلبير جلخ، إيلي خياط وليال نعمة الذين أدّوا أغاني روحية من كلمات مي خليل.
رئيس مدرسة القديس يوسف - عينطورة الأب سمعان جميل، تحدث عن تاريخ المدرسة وتأسيسها منذ قرنين، وأشاد بإنجازات خريجيها ومنهم الشاعرة مي خليل، وتمنى لها التألق في مسيرتها الأدبية، ودعاها إلى المضي قدماً في خوض بحار الكلمة.
الإعلامية والكاتبة كارن البستاني هنأت الكاتبة على كتابها الجديد، وأثنت على تغلب خليل على قدرها بقلمها، وقالت إنها نشرت الفكر والأفكار والفلسفة والحكم في لبنان والعالم العربي.
الشاعر موسى زغيب ألقى قصيدة كتبها في إبن شقيقته الكاتبة مي خليل، وقال في حديث خاص مع موقع "الفن" :"مي لديها تجدد رائع، وفي كتابها "لتقرأ لعيون الدهر" خبرة من الحياة وعمق وروحانيات ووجدانيات، هي فعلاً فاجأتني، فعلى الرغم من أن في رصيد مي عدة كتب، ولكن هذا الكتاب رائع وفيه أشياء مهمة جداً".
السفير الدكتور حمد الشامسي قال :"تشرفت برعاية هذا الحفل وفي الواقع انا من طلبت هذا الامر وليس مي، لأنني على قناعة تامة بان الثقافة هي المعيار لكل دولة. ولبنان هذا البلد الراقي والمثقف والذي يمتاز بطوائف متعددة وبتضاريس مختلفة يعتبر نموذجا لكل الدول العربية، لذلك لا بد أن نقدر مثقفيه ونواكبهم في كل حدث ومناسبة. إن الاستاذة مي هي من الاشخاص الذين يملكون الإرادة، وهؤلاء الاشخاص يبنون أنفسهم ومجتمعهم ودولهم".
وأضاف :"إن الإرادة عند الانسان تعطيه القوة والدافع أن يكون متميزا. وهذه الطريق هي تلك التي سلكتها الاستاذة مي خليل، ونحن ودولة الامارات دائما سنكون الى جانبك في اي مناسبة واي موقف. وهذا شرف لي شخصيا لأنني مقتنع بأن الانسان المثقف يستطيع من خلال كتاباته وتعامله اليومي مع الناس أن يجنب بلده وشبابها التطرف والارهاب والجهل. نحن دائما معك وما تقومين به من نشاط ثقافي هو محط تقدير مني ومن بلدي، وسأكون الداعم الأول لأي مسيرة ثقافية لك ولكل المحبين لدولة الإمارات".
موقع "الفن" إلتقى الكاتبة مي خليل في هذا الحوار.
ماذا يتضمن كتابك الجديد "لتقرأ عيون الدهر"؟
يتضمن 500 حكمة فلسفية، أحكي فيها عن الوجود والبحث عن الذات في المجهول.
لازلتِ تبحثين عن ذاتك؟
ما من أحد يجد ذاته لأننا نعيش في فراغ.
ما هي رسالتك من الكتاب؟
هي رسالة وجودية، كل إنسان يبحث عن ذاته إذا قرأ هذا الكتاب يشعر برسالة خاصة.
هل الكلمة لازالت بخير؟
لا أبداً، حتى أن أغلب الأغنيات أصبحت كلماتها ساذجة جداً.
وماذا عن دورك كمثقفة؟
دورنا أصبح صعباً جداً لأننا نعيش في زمن غير وجودي.
إلى أي مدى لازالت الكلمة تؤثر في الإنسان والمجتمع؟
للأسف لم تعد الكلمة تؤثر في هذا الزمن.
ملكة جمال لبنان السابقة فاليري أبو شقرا قالت في حديث إلى موقع "الفن" :"أنا أفتخر بهذا الحدث الثقافي، وأنا هنا في مدرستي حيث تلقيت دروسي، وأهنئ مي وأقول لها إننا ندعمها دائماً، وأنا أحبها كثيراً وأقدر عملها وثقافتها، ونحن سعيدون بها، والأهم أن ما من شيء يوقفها وهي تعطي بإستمرار رغم كل المصاعب التي تمر بها في الحياة".
وعما إذا كان حضورها الحفل هو أيضاً لأن شقيقتها جوستين تعرضت لحادث سير أجبرها على إستخدام الكرسي المتحرك، وحالتها في تحسن وهي تتلقى العلاج، قالت فاليري :"عمل مي هو الذي شجعني على الحضور، ولكن من دون شك هذا الأمر يلمسني في مكان صغير".
وأضافت :"هناك الكثير من المثقفين الذين نفتحر بهم في لبنان، ونحن بحاجة دائماً إلى ثقافة أكثر لنستطيع أن نبرز في لبنان وخارجه، وليعلموا في الخارج ماذا لدينا فعلاً في لبنان، وهناك الكثير من الأمور الجميلة في لبنان ولكنها غير ظاهرة، وأتمنى أن تزداد الثقافة أكثر، وأن يستوحي الناس من أشخاص مثل مي خليل".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.