بدعوة من جمعية "نسروتو-أخوية السجون في لبنان-علية إبن الإنسان" ألقت الدكتورة لاما عازار (طبيب روماتيزم في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي)، محاضرة توعوية حول مرض Fibromyalgia (آلام عضلية هيكلية مزمنة)، وذلك في مبنى الجمعية في حوش الأمراء-زحلة، بحضور دكتور غسان زلاقط طبيب نسائي وأمراض العقم عند النساء، ممثلاً رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، الدكتور جمال فتوحي طبيب أسنان، دكتور بسام رياشي طبيب غدد، السيدة غلوريا أبو خاطر زوجة النائب السابق الدكتور طوني أبو خاطر، وعدد من المهتمين.
قدمت المحاضرة رئيسة تحرير موقع "الفن" هلا المر، التي رحبت بكل الحضور بإسم جمعية نسروتو وبإسم رئيسها الأب مروان غانم، وقالت :"وجودكم معنا مهم لأنه يثبت أنكم جميعاً مثقفون، حتى لو ليس لديكم شهادات عالية، لأنه في هذه الأيام أصبح من الضروري أن يكون الإنسان مثقفاً ليعرف إلى أي طبيب يتوجه، ومتى".
وأضافت :"ضمن محاضراتها التثقيفية والطبية، تقدم لكم جمعية نسروتو اليوم محاضرتها الأولى، والتي ستبدأ مع الدكتور لاما عازار، وبعدها ستقدم مديرة كورال نسروتو وأمينة سر الجمعية السيدة ريما الترك شهادة حياة لأنها مصابة بمرض Fibromyalgia، وأنا أهنئها لأنها ستقدم هذه الشهادة، فإن كان أي شخص يريد أن يبحث عن معلومات عن مرض معين، يجد مجموعة من تجارب الناس من هذا المرض، والتجرية تفيد كثيراً المريض الآخر".
وتابعت المر :"الدكتور لاما عازار طبيبة هي مساعدة لبروفيسور متخصص بالروماتيزم، تخرجت من الجامعة اليسوعية وتدربت في الولايات المتحدة الأميركية، وهي متخصصة في أمراض العظام والأوعية الدموية والروماتيزم، وعدا عن أنها تدرّس طلاباً، هي أيضاً تدرّب أطباء في جامعة البلمند التابعة لمستشفى الروم".
الدكتور لاما عازار قالت :"ترجمة إسم المرض إلى اللغة العربية هي الألم العضلي التليّفي، هناك بعض الناس الذين يظنون أن هذا المرض ليس مشكلة صحية مهمة بل هو مجرد وهم، ولكننا أمام حالة فيزيولوجية، كيميائية وعصبية، حقيقية ومؤلمة كثيراً، هي حالة وجع مزمن في الجهاز الهيكلي أي جهاز الحركي، وهنا نحكي عن العضل والعظم والمفاصل، هي حالة منتشرة بمعنى أنه عادة ما يشكو المريض من أوجاع منتشرة في الجسم وليس في مناطق محددة منه، وغالباً ما تترافق مع حالة إرهاق كبير، كما ويشكو المريض من مشاكل لها علاقة بالقولون العصبي منها النفخة والإكتام والإسهال وصعوبة تقبل الطعام، وإلتهابات في البول، تنميل وإخضرار، القلق والإكتئاب، ومشاكل لها علاقة بالذاكرة والتركيز والمزاج، ومن صداع وأوجاع في المفصل الفكي الصدغي أي مفصل الحنك، وممكن أن تصل الأمور في حالة الإصابة بالـFibromyalgia إلى حد الإغماء، وعند مرضى الـ"Fibromyalgia" يصبح هناك خلل معيّن في الطريقة التي يعالج فيها الدماغ إشارات الوجع، إذا الوجع حقيقي ومزعج".
وأضافت :"أسباب هذا المرض كثيرة، وإحتمال تعرض النساء له أكثر من الرجال، منها وراثية، ومعظمها صدمات نفسية، ولغاية اليوم لا نعرف السبب الحقيقي لهذا المرض".
وتابعت عازار :"بالنسبة للفحص السريري، والذي هو أساسي جداً، لأننا نريد أن نتأكد من أن الأوجاع المذكورة ليست ناتجة عن أسباب أخرى لأن العلاج سيكون مختلفاً حتماً، فنرى في نتيجة الفحص السريري أن كل شيء طبيعي، حيث أنه من الممكن أن يكون الشخص يشكو من أوجاع في المفاصل أو في العضل أو من التنميل ولكن نتجية هذه الفحوصات إيجابية، ولكن الذي عادة نراه هو نقاط من الوجع ونراها حين نضغط على مناطق معينة من جسم الإنسان المصاب بالـ"Fibromyalgia"، وهي عموماً مناطق وجع شائعة عند الكثير من الأشخاص، ويبلغ عددها 18 منطقة، ومنها عند أسفل الرقبة وبين الأكتاف وعند الجنب وعند أسفل الظهر..، في حال كان المريض لديه أكثر من 11 من أصل 18 منطقة وجع، كانوا يقولون في الماضي إنه مصاب بالـ"Fibromyalgia"، ومع مرور الوقت إكتشفنا أن هذا الأمر ربما ليس له لزوم وليس دقيقاً جداً، وأصبحنا نعتمد أكثر على تشخيص مرتبط بعوارض المريض أكثر مما يظهره الفحص السريري، والوجه الإيجابي لهذا المرض أنه لا يؤدي إلى مضاعفات مهمة".
وأضافت دكتور عازار :"بالنسبة للعلاج هناك جزءان، الجزء الأول له إرتباط بما يتوقعه المريض وهو دواء يصفه له الطبيب، الدواء يساعد المريض، ولكن ما من دواء شافٍ كلياً، والجزء الثاني هو بالأكثر نصايح وإرشادات للمريض ليرى كيف يستطيع أن يحسن من وضعه، وهذا برأيي الجزء الأكبر من العلاج، حيث ننصبح بممارسة الرياضة، وخصوصاً رياضة "التاي تشي" التي مصدرها الصين وتشبه اليوغا، العلاج الفيزيائي،
السباحة والتدليك بالمياه الساخنة، كيفية تعديل مداومة المريض في عمله ليتجنب كيف يعدل مشاكل الرقبة والمفاصل، العلاج النفسي يساعد المريض بشكل كبير في كيفية التعامل مع الإحباط والوجع، تخصيص وقت كافٍ للنوم، تخصيص المريض وقت لنفسه وعلى المحيطين به أن يتفهموا أوجاعه، شهادة المريض تريح كثيراً المريض الآخر لأنه يرى أن هناك مرضى كثيرين غيره فيكتشف كيف يحسن المريض وضعه".
مديرة كورال نسروتو وأمينة سر الجمعية السيدة ريما الترك قالت :"منذ حوالى 15 عاماً كنت أشعر بأن رقبتي وكتفاي يؤلماني، تحدثت مع الطبيب وطلب مني أن أخضع لصورة شعاعية، فتبيّن أن لدي 2 ديسك في رقبتي وتكلس في العظم، فطلب مني أن أريح نفسي وأقوم بتمارين، فصرت أقوم بتمارين قدر الإمكان، ومرت السنين وكنت أحياناً أتألم قليلاً وأحياناً أخرى أتألم كثيراً، فذهبت إلى بروفسور في مستشفى الجامعة الأميركية، فحصني ورأى الصور الشعاعية، فوصف لي أدوية وأن أقوم بتمارين وقال إني بعد ذلك سأشفى، ففرحت بذلك".
وأضافت :"منذ حوالى الثلاث سنوات أصبح كل جسمي يؤلمني، حتى أني صرت أشعر بضيق في التنفس، فحزنت كثيراً لأني أرنم في كورال نسروتو، وصوتي عزيز جداً عليّ، ولكن سارت الأمور لاحقاً على ما يرام، فربنا يعطينا القوة وكنت أصلي قبل أن أرنم".
وتابعت الترك :"بعد إستمرار الأوجاع، عدت وسألت الدكتور بولس غنام وهو طبيب متخصص في جراحة الشرايين في مستشفى القديس جاورجيوس، فقال لي إني أعاني من مرض Fibromyalgia، فسألته ما هو هذا المرض، فشرح لي وطلب مني ألا أرهق نفسي في العمل، وأبتعد عن الأمور التي تزعلني وتضعني تحت الضغط وأن أنام كثيرا وأقوم بتمارين رياضية، وفي بعض الأحيان كنت أتناول أدوية".
وقالت :"الوجع يزيد مع مرور السنوات ولا يقل ولا يتوقف، وهو مزعج جداً، ولكني من الأشخاص الذين يعطون معنويات لأنفسهم، حالياً أقوم يومياً بالمشي لمدة نصف ساعة على تريدميل في منزلي، وأقوم بتمارين رياضية، وأخضع مرة في الأسبوع للتدليك بالزيت، وأدخل على مجموعات على الإنترنت لأطلع على تجارب الناس مع هذا المرض، ومنهم المغنية ليدي غاغا، لأقرأ ماذا يكتبون وأتعرف أكثر على هذا المرض، ويقولون إن هذا المرض لا طبيب متخصص له، وأنا بدأت مؤخراً بالعمل على التخفيف من وزني، وأصلي كثيراً ليشفيني الرب من الـ"Fibromyalgia".
رئيس جمعية نسروتو الأب مروان غانم رحب بالدكتور لاما عازار وشكرها على حضورها وتقديمها هذه المحاضرة، وقال :"هناك علاج بالموسيقى، في إحدى المرات دخلت إلى مستشفى كليمنصو لأزور أحد مرضانا، ورأيت شخصاً يعزف على البيانو، فتم إدخال المريض إلى العملية الجراحية وكان الجميع يسمعون موسيقى، وأنا أتحدث الآن كموسيقي، فالموسيقى تلعب دوراً مهماً جداً، خصوصاً لدى المريض، فبالنسبة لمدمن المخدرات الدواء والعلاج مهمان جداً، والمعالَجة النفسية أمر جيد جداً، أنا كاهن ولكني أؤمن بالعلم وبدور الطب في الشفاء، فعلى الشخص أن يكون منطقياً ليرى كيف سيتعامل مع المريض، ولكن وجود الموسيقى تساعد المريض من الناحية النفسية".
وفي الختام تم تقديم درع تكريمي للدكتور لاما عازار وباقة من الورود للزميلة هلا المر.
إشارة إلى أن الدكتور لاما عازار تتواجد في مستشفى الروم في الأشرفية، وكل يوم خميس تكون موجودة في عيادة خاصة في زحلة.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغطهنا.