في إطار غنائي إستعراضي ممتع، يحتضن مسرح قطر الوطني "بائعة الكعك"، العمل المسرحي الفني الضخم الخاص بالأطفال والذي ستنطلق أولى عروضه مساء الخميس 14 آذار الحالي.
وكانت شركة "فضائية" للإنتاج الفني قد عقدت مؤتمراً صحفياً داخل المسرح أعلنت خلاله عن موعد انطلاق عروض مسرحية "بائعة الكعك" الاستعراضية التي تجسّد حالة تكاملية بين أفكار وتطلّعات مؤلفيها عبدالرحيم الصديقي وتيسير عبدالله، ورؤية المخرج المبدع ناصر عبدالرضا التمثيلية والسينوغرافية، وانسيابية ألحان الفنان طلال الصديقي والموزّع الموسيقي الرائع أمير الأنصاري. في وقت، تكتمل عناصر الإبداع والتميّز من خلال أداء مبهر لكوكبة من نجوم المسرح والنجوم الشباب، وفي مقدمتهم المطربة العراقية أصيل هميم في تجربتها المسرحية الأولى، الفنان ناصر عبدالرضا، الممثلة الكويتية المبدعة منى شدّاد، فاطمة يوسف، أمينة الوكيلي، محمد أحمد، فاضل راشد، وفردوس. ولا ننسى الدور الكبير للفرقة الاستعراضية "جلنار" التي ستقدّم لوحات راقصة تحت إشراف مصمم الاستعراضات الشهير علي حمدان.
تتمحور أحداث المسرحية حول "وردة" (أصيل هميم) بائعة الكعك في قرية الحلوين حيث يسود الاستقرار والأمان، إلى حين وصول ثلاث ساحرات، في طليعتهن منى شداد، يسعين للحصول على قلادة إبنة الخبّاز. وهنا، يتدخل أبناء القرية بقيادة السيد راضي، الذي يؤدي دوره النجم والمخرج القطري ناصر عبدالرضا، ويتمكنون من إنقاذها وقلادتها من شرّ الساحرات ومكرهن.
على هامش المؤتمر، إلتقى موقع "الفن" صاحب شركة "فضائية" للإنتاج الفني المنتج حمد عبدالرضا الذي أكد أنه يضع المسرح في طليعة أولوياته، وأنه منذ البدايات دائماً ما يبحث عن الجديد وغير المألوف لتقديمه، ويسعى دوماً إلى تقديم الأعمال اللائقة وذات المستوى العالي حتى لو تطلّب الأمر استقطاب نجوم من خارج دولة قطر. وعن "بائعة الكعك"، لفت المنتج حمد عبدالرضا إلى أنه عمل استعراضي ضخم لم يبخل عليه بشيء، بل على العكس تمّ تسجيل الأعمال الموسيقية في الخارج وبتقنيات عالية، كما استقطب المطربة العراقية أصيل هميم واستقدم الممثلة منى شداد من الكويت، في حين استدعى فرقة جلنار السورية للمشاركة، إلى جانب باقة من الوجوه القطرية، وذلك بهدف تقديم العمل بأبهى صورة، وعلّق بالقول: "أطمح دائماً إلى تقديم الجديد دون التفكير في العنصر المادي بحق، وإنما سعياً لإسعاد أطفالنا وجعلهم يستمتعون بالمسرح الحقيقي". وأضاف عبدالرضا: "على الرغم من وفرة النصوص الجيدة بين أيدينا إلا أنني اخترت هذا العمل الرائع لتيسير عبدالله وعبدالرحيم الصديقي رفيقي دربي منذ بداياتي المسرحية كممثل ومنتج". وختم قائلاً: "مخطئ من يعتقد أن بإمكانه تحصيل مردود مادي من المسرح... نقدّم الأعمال المسرحية إنطلاقاً من حبنا للمسرح وللفن ككل، فالمسرح بمثابة كاتالوغ للفنان لأن الممثل الحقيقي يبرز على الخشبة". أما الممثلة منى شداد، فأعربت لنا عن حماستها الشديدة للمشاركة في هذا العمل القطري بعدما شاركت في الكويت إلى جانب الممثلة المبدعة هدى حسين، وقالت: "سعيدة بهذه التجربة لأنني أدرك أن القطريين يهتمون بهذا النوع من الأعمال المسرحية، وأدعو الأهل إلى اصطحاب أطفالهم لمشاهدة المسرحية وعدم إرسالهم مع الخادمات لأن هذا يساعد في تربيتهم وتثقيفهم وإبعادهم عن تأثير السوشيل ميديا".
بدوره، أشار المؤلف عبدالرحيم الصديقي إلى أن فريق العمل الرئيس، المكوّن من المؤلفين والمخرج والمنتج والموسيقي، متجانس ومتفاهم بشكل جليّ بعدما تعددت الأعمال المسرحية الغنائية بينهم منذ العمل الأول "الذيب وليلى"، مروراً بـ"ليلى والذيب"، و"أحدب نوتردام"، و"عسل يا وطن" وصولاً إلى العمل الحالي. ولفت الصديقي إلى أنه في كل عمل مسرحي للأطفال يهدف إلى إيصال رسالة معيّنة، وأن رسالة "بائعة الكعك" غير المباشرة إنطلقت من فكرة حث الإنسان على الاعتماد على نفسه دون انتظار المساعدة من الآخرين وأن عليه تأمين قوته بنفسه وليس من خلال الاستيراد من الخارج، وذلك من خلال القصة المشوّقة بين الساحرة الشريرة وابنة الخبّاز. في وقت، أكد الملحن طلال الصديقي تميّز هذا العمل من الناحية الموسيقية كونه يعتمد على الموسيقى التصويرية أكثر من الغناء، وذلك تبعاً لنوع الحوار الذي يتطلّب مصاحبة موسيقية ذات تأثيرات خاصة. وأشاد بتعامله مع الموزّع الموسيقي أمير الأنصاري، في تعاملهما الثاني بعد "عسل يا وطن"، وتمكّن الأخير من الخروج بالنتيجة الموسيقية المطلوبة وبطريقة رائعة. أما عن تعامله مع الفنانة أصيل فأجاب الصديقي: "تتمتع أصيل بصوت متمكن ومساحة صوت كبيرة الأمر الذي أتاح لي الفرصة للتحرك موسيقياً بشكل سلس، وحالياً أعمل على تحضير لحن سيجمع أصيل والنجم فهد الكبيسي وسيكون تيتراً غنائياً للمسلسل الرمضاني "هلي وناسي".
لم ينفِ المخرج والممثل ناصر عبدالرضا صعوبة العمل المسرحي الذي يجمع 42 شخصاً على المسرح، لكنه شدّد على أن "جميع المشاركين هم من المحترفين وعلى قدر كبير من المسؤولية ويدركون أهمية الرسالة التي تتضمنها المسرحية". وعن كيفية التعامل مع نجوم المسرح والغناء في الأعمال المخصصة للأطفال، أكد عبدالرضا أنه ومنذ بداياته المسرحية عام 1981 ولغاية اليوم وفي كل عمل يتعمد إشراك كبار النجوم والفنانين من مختلف أنحاء العالم العربي والخليج، كما تعامل مع فنانين أميركيين وكذلك بريطانيين وشارك خلال افتتاح اسباير مع حوالى 250 ممثلاً، وبالتالي "تعدينا هذه المرحلة وانتقلنا إلى مرحلة التفكير في المستوى الفني وماهية ما نسعى إلى تقديمه". أما الفنانة أصيل هميم فأكدت سعادتها بالوقوف على خشبة المسرح للمرة الأولى كممثلة، وتحمّلها للمسؤولية الملقاة على عاتقها، وأشارت إلى أنها كانت تطمح إلى تقديم عمل للأطفال. وأضافت: "فخورة بهذه التجربة الجديدة، خاصة وأنني بطلة المسرحية. أشعر بالراحة لأن العمل موجّه للأطفال وكأنني أتحدث إلى إبني أو أخي أو أختي الصغيرة دون أي تكلّف". وعن مشاركتها للمرة الأولى في المسرح الغنائي ومتطلباته، أجابت أصيل: "إلى جانب استخدام صوتي الطبيعي حاولت محاكاة الأطفال لأن الأغنية الخاصة بهم مختلفة تماماً عن الأغنية المنفردة التي نطرحها عادة، كما أن الغناء المسرحي يتطلّب أداءً غنائياً خاصاً. سعيدة جداً بهذه التجربة الحلوة وأتمنى النجاح لنا جميعاً".