هي تيولندا خواكينا دي سوزا، الاسم الحقيقي للفنانة العالمية الشهيرة ليندا دي سوزا.
ولدت المغنية الفرنسية البرتغالية الأصل في برينجيل في البرتغال في 22 شباط/فبراير عام 1948، وحين كانت في عمر الثلاث سنوات هاجرت عائلتها إلى ليزبون، وشكل هذا الأمر بداية حياة صعبة لهذه الفتاة.
وبعد بضعة أعوام نشأت خلالها في دار للأيتام، بدأت ليندا دي سوزا في سن الحادية عشرة تساعد والدتها في عملها وهو عبارة عن تنظيف المنازل، كي تستطيعا إعالة العائلة خصوصاً أن لدى ليندا أخوة واخوات، وكانت ليندا تهتم بهم بعد الانتهاء من عملها.
اكتشاف موهبتها
في سن الـ15 تركت ليندا دي سوزا الأعمال المنزلية لتجد عملاً في مصنع للنسيج ، وقد نضجت الفتاة بسرعة لتصبح أماً في عمر الـ20 عاماً وتقرر الهجرة مع ابنها Joao الذي كان ما يزال رضيعاً في عام 1970 إلى باريس لتؤمّن له حياة أفضل، وعند استقراراها هناك ضاعفت ليندا الأعمال الصغيرة التي كانت تقوم بها ولكن على الرغم من رحلاتها الطويلة، كانت البرتغالية الشابة تجد وقتاً وقوة أيضاً للغناء في أحد مطاعم سانت أوان، وهناك التقى بها المؤلف الموسيقي كلود كارير claude carrere الذي سُحر بصوتها.
من عاملة منزلية إلى مغنية
وفي 28 آذار/مارس عام 1978 تمت استضافتها في برنامج تلفزيوني من انتاج ميشال دوركير، فوجدت العاملة المنزلية السابقة نفسها أمام الملايين من المشاهدين ومن هنا كانت انطلاقتها الفعلية في مسيرتها الفنية.
تميزت ليندا دي سوزا بلهجة فريدة ونبرة صوت مميزة خصوصاً في الأناشيد وكانت ألحانها فعالة و قبل دخول البرتغال إلى أوروبا ، بنت جسر تواصل بين فرنسا والبرتغال. يمكن لليندا دي سوزا أن تتباهى بوجود عدة أغنيات ضاربة في جعبتها بعدة اللغات، أهمها البرتغالية والفرنسية.
من اهم أعمالها
La fille qui pleurait / Un Portugais
1979: Amália / Lisboa
1980: Face à face
1981: Vous avez tout changé
1981: Em Português
1982: L'Étrangère
1983: Comme vous
1984: La Chance
1984: Profil
1985: Rendez-le moi
1986: La Valise en carton: la comédie musicale
1989: ? Qu'est-ce que tu sais faire
1991: Simplement vivre
قصة حياتها تتحول لمسرحية ومسلسل
لكن بالنسبة لجمهور الثمانينيات فقد أصدرت ليندا دي سوزا كتابها La Valise En Carton الذي دونت فيه سيرة حياتها ومسيرتها الفنية والذي تصدر المبيعات في تلك الحقبة إذ بيع منه حوالي مليوني نسخة، ونتيجة لهذا النجاح المذهل فقد تحول هذا الكتاب مسرحية كوميدية غنائية ومن ثم إلى مسلسل تلفزيوني في عام 1988 لصالح Antenne 2 والتي أصبح يطلق عليها لاحقاً France 2 وقد جسدت دورها الممثلة الجميلة سعاد أميدو souad Amidou ليضاف ذلك إلى نجاحاتها.
وكانت ليندا دي سوزا قالت ذات مرة :" يمكنني استخدام ميكروفون ومكنسة كهربائية لكنني لم أتعلم أبداً كيفية التعامل مع مبالغ ضخمة من المال"، وقد يتبادر إلى ذهن البعض أن هكذا تصريح صدر عن إنسانة قد تكون ليست سوية، فكيف يعقل لإمرأة أصبحت بهذا الثراء أن تكره التعامل مع المال. وقد تربعت على عرش النجمات الأكثر بيعاً للأسطوانات بعد بيعها لـ 20 مليون أسطوانة في حياتها .
تعرضها للاحتيال
إلا أن ليندا دي سوزا ، بعد ثلاثين عاماً ،واجهت صعوبات مادية كبيرة. وأصبحت تعيش من راتب شهري صغير يبلغ حوالى الـ 1300 يورو، في منزل متواضع في قرية صغيرة بالقرب من جيزور في l’eure مع كلبها تومي وسيارة مرسيدس قديمة.
فلقد كانت عرضة للاحتيال عبر انتحال شخصيتها واستخدام هويتها حيث خسرت الكثير من المال، وحاول أصحاب النفوس الصغيرة بث الحقد في نفس ابنها فنجحوا، ولم تره لمدة عشرين عاماً لكن محاولات الصلح أفلحت بعد ذلك، ما رفع من معنوياتها وقواها لمحاولة استرداد ملايين اليورو التي نهبت منها.
عودة مؤقتة ومثال المرأة القوية
بعد ثلاثة عشر عاماً من الغياب عادت ليندا دي سوزا ووجدت طريقها إلى المسرح، من خلال الانضمام إلى فرقة موعد مع النجوم ، والجولة الجديدة لمنتج l’age tendre و Tetes de bois، لكنها ما لبثت أن اختفت عن الاضواء وما زالت تكافح من أجل الصمود.
لقد تركت ليندا دي سوزا روائع لا تنسى في الغناء وطبعت حقبة ذهبية من الفن وكان صوتها ولهجتها مفتاحي عبورها إلى قلوب الملايين فضلاً عن الألحان الجميلة التي رافقت هذه الخامة النادرة، وما زالت ليندا حية ترزق حتى الآن تكافح من أجل الصمود، وهي مثال حي على المرأة القوية التي تحدت نفسها وظروفها القاسية وحاربت في سبيل مهنتها التي أحبت ومعيشتها وعائلتها بكل تفان، يمكننا القول إن ليندا دي سوزا أسطورة المرأة القوية والفنانة الرقيقة .
وفاتها
في 28 كانون الأول 2022، توفيتليندا دي سوزافي مستشفى جيزور في نورماندي عن عمر يناهز 74 عامًا.
وأعلن وكيلها لوكالة فرانس برس "نجلها جواو لانكا وأنا أشعر بالألم لإبلاغكم بوفاة ليندا دي سوزا هذا الصباح الساعة 10:10 صباحا". وقال فابيان ليكويوفر في بيان صحفي ، إنه تم نقل المغنية إلى غرفة الطوارئ في مستشفى جيزور صباح الأربعاء بسبب فشل في الجهاز التنفسي نتيحة مضاعفات إصابتها بفيروس كورونا".