هو المغني والملحن ومقدم البرامج، هو فنان شامل ظهرت موهبته منذ طفولته فحلم كباقي الأطفال لكنّه حقّق حلمه بأن نال ذهبية في برنامج استوديو الفن مع شهادة تقدير لينطلق بعدها في عالم الفن الذي عشقه، حسه المرهف وحبه للموسيقى جعلاه يتحول إلى التلحين فتعاون مع أهم الفنانين مثل جورج وسوف وميادة الحناوي ونوال الزغبي وهيفا وهبي وغيرهم.. في رصيده أكثر من 250 لحناً، ولم يكتف، بل تفجرت موهبته في تقديم البرامج ليشكّل ركيزة نجاح برنامج "حرب النجوم" و"حرب النجوم كيدز"، فنان شامل، مبدع، متفوق على نفسه، إنه الفنان هيثم زياد الذي أجرينا معه الحوار التالي في موقع الفن حول انطلاقته ومسيرته الفنية..
في البداية نرحب بك عبر موقع الفن..لا يعلم الكثيرون أنك من مدينة طرابلس أخبرني قليلاً عن نشأتك في هذه المدينة..
نشأتي كأي طفل يكتشف وحده ميوله الفنية، ووالداي لاحظا موهبتي الفنية لأنني كنت أحب الطبلة فأستيقظ صباحاً قبل الذهاب إلى المدرسة لأنقر على أي شيء يصدر إيقاعاً جميلاً وكانوا يؤنبوني بسبب ذلك، أيضاً كانت هناك مدرسة لديها قسم فني وكان أستاذي وليد الواوي قد علمنا الغناء بطريقة أكاديمية، صحيح أن المدارس حالياً يقيمون احتفالات ويحضّرون الأطفال ليغنوا عدداً من الأغنيات، لكن لا يوجد قسم مخصص للأمور الفنية، ومن المهم جداً أن يتم اكتشاف المواهب في المدارس.
هل هناك أحد في عائلتك لديه صوت جميل؟
كنا نغني أنا ووالدي سوياً "أصل الغرام نظرة" وكان يحب فريد الأطرش وغيره، وكانت لديه خامة صوتية جميلة، وفي عائلتي هناك الفنان وليد توفيق وهو ابن خالة والدي وأنا كنت أتابع إطلالاته واخباره، وتأثرت به والعديد من الناس، وكنت أحب حضوره وما زلت حتى اليوم.
كيف تعرفت على زوجتك؟
هي من البقاع لكنها من سكان بيروت إلتقينا بسهرة عادية بكل بساطة ولفتت نظري ومباشرة فاتحتها بموضوع الزواج، لدي ولدان ، صبي وبنت عمرهما 8 سنوات و12 سنة.
هل يمكن أن يتجه أحدهما إلى الفن؟
ممكن جداً، الفن بالنسبة لي لا يورث، وأمر طبيعي أن يتأثر الأطفال بوالدهم وفي منزلي تجدين العود والطبلة والأورغ والغيتار، فحين يشعر أحد ولدَي برغبة في العزف على أي آلة يستطيع أن يختار، هذه خطوة أولى لأعرف ما هي توجهاتهما.
من مثلك الأعلى في الغناء؟
سيد مكاوي، "كنت لابسو لبس"، وكنت أحفظ طريقة غنائه وإيقاعه صعب، "بيعرف يسقط الكلمة بطريقة مميزة" وكانت لديه هوية فنية خاصة به.
أخبرنا عن التكريم الذي قمت به للفنان الراحل غسان أبو ملهب..
أصدر أغنية وحيدة لحنها الراحل سيد مكاوي اسمها "هي نظرة" التي غنيتها في ستوديو الفن. غسان رحل مبكراً والأغنية علّمت عند الناس لكنه أيضاً علّم بطريقة سريعة، وبصراحة كنت أسمع سهراته على أيام الكاسيتات، ولو كان ما زال حياً كنا نتحدث عن فنان من الصف الأول، وهو فنان من الزمن الجميل.
بعد أن نلت الميدالية الذهبية والتقدير في ستوديو الفن ما هي أول أغنية خاصة أطلقتها؟
أول أغنية كانت "أول حب" والثانية "بايع عمري وشريكي" من إنتاج شركة ريلاكس ان وأنا كنت من مؤسسي نهر الفنون، وكان يكتظ بأكثر من ألفي شخص.
كيف انتقلت من الغناء إلى التلحين ؟
التلحين جعلني أبتعد عن المسرح، فعندما عملت أغنية رجب لـ هيفا وهبي كنت أتسلى، فأنا أعطيت فكرة للشاعر أحمد ماضي في إحدى السهرات ووجد كلمات أغنية رجب خفيفة، لكن الحقيقة إذا ركزت بالأغنية تجد فيها حبكة جميلة، ولحنت الأغنية وبالصدفة وصلت لـ هيفا، وهذا نصيب، فكان هناك أحد الصحافيين جالسا معي وسجلها، وبعد يومين اتصلت بي هيفا وطلبت مني الأغنية مع أنها أنهت ألبومها. وهذا ما حدث وعندما طرحت أغنية "رجب"، شعرت أن الفنانين كلهم بدأوا يطلبون مني ألحاناً فاستغربت الأمر في البداية، خصوصاً الفنانات، لأنهم كانوا يفكرون "شو هيفا أحسن مني" وأنا أتحدث عن بدايات هيفا الفنية.
هل لديك دور في نجاح النجمة هيفا وهبي؟
كنا مجموعة عوامل أثرت في نجاح الأغنية ونجاحنا جميعاً من هيفا لأصغر شخص شارك بالعمل.
ما هي أبرز أعمالك؟
أريد أن أشير إلى أن الفنان الكبير وديع الصافي غنى لي مقطعاً من أوبريت "مدينة الحب" الذي كان موجهاً لقطر وشاركت فيه مجموعة نجوم من العالم العربي، وأنا لحنته كله، كذلك عملت تتر أهل الراية مع ملحم زين و"لحظة غدر" لأيمن زبيب، "يا صديقي " لمعين شريف وعلاقتي به واضحة وأعتبره ابن عمي فهو أحد أقرباء زوجتي وهي من عائلة شريف.
بأي موسيقى تتأثر؟
أنا ميال للموسيقى الشرقية، ففي عصرنا كانت ريشة فريد الأطرش من أهم ريش العالم العربي، لكن تغيرت التقنية وأصبحت هناك ريش حلوة في العالم العربي وطريقة تسجيل الحفلات في السابق لم يكن هناك وضوح كما هي الحال حالياً.
من التلحين إلى التقديم هل جاء الموضوع صدفة؟ وهل تحبذ فكرة أن يقدم الفنان برامج؟
ليس بالضرورة، فهناك بعض التلفزيونات قامت بهذا الأمر ولم تنجح وأنا معتاد على الكاميرا منذ ستوديو الفن وصولاً إلى حرب النجوم، فأنا والكاميرا أصحاب، وهناك تجارب كثيرة لممثلين وفنانين نجحوا في تقديم البرامج، فلقد أحببت كارلوس عازار وأمير يزبك، وهناك مايا دياب، أيضاً، هناك برنامج "أهلية بمحلية" الذي قدمته تاتيانا مرعب.
أخبرنا أكثر عن تجربتك في حرب النجوم..
هناك 3 أشخاص كانوا السبب في اختياري كمقدم ل حرب النجوم، وكنا نفتش أنا والمنتجة رانيا يزبك عن شخصية لتقدم البرنامج وكنت musical director ولم أدخل لأقدمه، ولكن أتفاجأ بـ ديمتري خضر وندى حلاوي يطرحان اسمي مع رانيا يزبك، وخضعت لكاستينغ وهم أصحاب اختصاص واقتنعوا بي، وأنا لم أقدم البرنامج لأخرج مواهب بل فقط سلطت الضوء على موهبتهم بما أنّ حرب النجوم ضم 64 فناناً من العالم العربي و32 حلقة.
ماذا لفتك في مواهب الصغار ؟
المواهب التي مرت في هذا البرنامج أمر مدهش فالجرأة التي يتمتعون بها هي نتيجة المثابرة، لكن هناك طريقة حفظ لنوعية أغاني للأسف هناك أشخاص ناضجون لا يحفظونها، فهناك عبد الرحيم الحلبي حافظ موشحات ، والرابحة في البرنامج جميلة خراط أيضاً وأتأسف أنني وجدت صعوبة في اختيار أطفال من لبنان لديهم خلفية تؤهلهم للمشاركة في حرب النجوم بسبب نقص الثقافة الموسيقية فيه وأتوجه للأهل أن لا يستهتروا بمواهب أطفالهم.
هل عملت مع نانسي عجرم؟
لدي أغنية مع نانسي لم تطرحها إلى الآن واسمها "ما بتعنيلي شيّ"، ربما لأن هناك سياسات معينة للأوقات الغنائية، ربما اليوم السوق ذاهب للأغنيات اللبنانية وغداً يصبح متجهاً للمصري، فكل فنان يختار توقيته المناسب لطرح الأغنيات.
مع مَن من الفنانين تعاملت مؤخراً ومن تتمنى التلحين له؟
أعطيت الفنانة دنيا بطمة أغنية "الزمن بيدور" وعملت ضجة في الوطن العربي وحققت ملايين المشاهدات وهي اسم مهم في المغرب والوطن العربي، وأنا أحب إطلاق المواهب الجديدة.
ما الفرق بين سيمون أسمر ستوديو الفن وسيمون أسمر اليوم؟
سيمون أسمر كان سميع أغنية وليس مخرجاً فقط ويعرف اختيار اللون المناسب للفنان، لكن الدنيا تغيرت وليس هو، كانت هناك متابعة للفنان. نحن في عصر الأغنية، وفي السابق كانت هناك محطة واحدة أما حالياً فيوجد الكثير من المحطات وبرامج الهواة.
من كنت تحب أن تستضيف ولم يشارك؟
كنت أحب أن يشارك الفنان الياس كرم لكنه لم يستطع بسبب سفره إلى أميركا، وكنت أحب أن اقدم نسخة مختلفة من حرب النجوم للإضاءة على كل فناني الزمن الجميل، وهذا الأمر عائد لدراسات ممكن أن نقوم بها.
مع من تحب أن تتعاون ولم تعمل معه مسبقاً؟
نجوى كرم بالطبع وممكن أن أقدم لها عملاً رائعاً وهي مسألة توقيت، لكن بالتأكيد إذا اجتمعنا سنقدم عملاً جميلاً.
أود فقط أن أدعو من موقع الفن أن تتم المحافظة على أغنية وطنية هي "أضرب والريح تصيح" من كلمات نزار فرنسيس وألحاني وغناء علي العطار، لأنها تطلق نداء الوفاء لدماء الشهداء وأهديها لكل شريف في العالم العربي وأنا قمت بها لمناسبة تحرير فجر الجرود وأحدثت ضجة.