ليلة إستثنائية حافلة بالثقافة والموسيقى عمّت كنيسة مار يوسف في الأشرفية حيث أحيت الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية حفلاً موسيقياً جميلاً بقيادة المايسترو غارو أفيسيان.
حضور لافت شهدته هذه الليلة حيث غصّت المقاعد بعدد من محبي الموسيقى الذين توافدوا من كل الأعمار إلى أن إمتلأت المقاعد الخشبية مما إضطر الباقون إلى البقاء واقفين، فيما إفترش آخرون الأرض وذلك من أجل الإستمتاع بأجواء هذه السهرة الإستثنائية، مع الإشارة إلى أنه كان مميزاً أيضاً بين الحضور عدد من الجنسيات الأجنبية.
بداية الحفلة كانت بكلمة لمدير عام الكونسرفاتوار اللبناني بسام سابا الذي أكد على أهمية الموسيقى الكلاسيكية في تطوير المجتمع اللبناني مشيراً إلى وجود مواهب شابة لبنانية تبشّر بمستقبل واعد.
بعدها كانت كلمة لرئيس الجامعة الأميركية في بيروت جوزيف جبرا إنطلاقاً من أن حفل الليلة هو بالتعاون مع الجامعة، حيث أشار إلى أهمية الموسيقى في جمع الشعوب وأنها لغتها للتعبير عن ذاتها.
وهنا توقفت الكلمات وساد الصمت في القاعة وكانت الكلمة للموسيقى وأنغام العازفين الذين أخذوا أماكنهم وحملوا آلاتهم إلى أن أ المايسترو غارو أفيسيان وسط تصفيق من الجمهور معلناً بدء الحفل.
بيديه اللتين تلوحان في الهواء، شدّ غارو عزيمة العازفين وإنطلق بهم حيث قدموا مقطوعة بعنوان "Overture to the Magic Flute" للمؤلف الموسيقي "Wolfgang Amadeus Mozart".
ثمّ إنضمت إلى الأوركسترا، العازفة الأميركية من أصول آسيوية سالي كو على آلة الكمان، والعازف الأميركي آيفري وايت على آلة التشيلّو والعازفة المصرية صبا علي على البيانو حيث قدموا مقطوعة بعنوان "Concerto in C major for Piano, Violin, Cello and Orchestra, Opus 56" للمؤلف الموسيقي "Ludwig van Beethoven".
وفي ختام السهرة قدمت الأوركسترا بقيادة غارو مقطوعة بعنوان "Symphomy N104 in D major, London" للمؤلف الموسيقي "Joseph Haydn".
وقبل السهرة كان لنا هذا اللقاء مع المايسترو غارو أفيسيان:
أخبرنا عن هذه الليلة، ماذا يميّزها؟
هذه الحفلة تعتبر من الحفلات الرسمية للأوركسترا، لكنها تتميّز بتعاونها مع الجامعة الأميركية في بيروت وسنعزف مقطوعة جداً مهمة في تاريخ الموسيقى هي "Beethoven Triple Concerto" وسيكون معنا ثلاثة فنانين، إثنان من الولايات المتحدة وصبا علي من مصر التي تدرس في الجامعة الأميركية في لبنان والتي ستعزف على البيانو.
فالبرنامج الذي سنقدمه يعتبر أكاديمياً ومعنوياً جداً مطلوباً بشكل عام فأعتقد أنها ستكون ليلة موسيقياً مهمة جداً.
بالنسبة للتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت، إلى أي مدى يساعد هذا الأمر في إيصال هذه الموسيقى لجيل الشباب وتعلّقهم بها؟
بالنسبة لنا، هناك الدكتورة صبا علي التي تهتم بمجموعة من ورش العمل بإسم "Imagine" وهي تقوم بجهد خاص جداً بهذا المجال والطلاب يكتسبون خبرة أكثر ويعزفون مقطوعات كلاسيكية تبرز الموهبة التي لديهم، لكن لا يجب أن ننسى الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية التي تلعب دوراً مهماً جداً من خلال الحفلات التي تقيمها كل يوم جمعة خلال السنة في لبنان.
فزت مؤخراً بالجائزة الكبرى في بودابست، كم كانت مهمة بالنسبة لك؟ وهل يحزنك أنك تنال هذه الجائزة خارج وطنك؟
الموضوع لا يحزنني، ولكن علينا أن نكون مقتنعين بالموقع الجغرافي للبنان الذي لا يساعد الناس كثيراً في التفكير بشكل عميق أكثر بالموسيقى بعكس بقية البلدان.
وبالطبع أنا أفتخر بهذه الجائزة، وعلى كل شخص موجود في لبنان أن يبرهن قدراته للعالم الغربي حيث الموسيقى متطورة جداً.
قلت سابقاً، أن نجاح الموسيقى الكلاسيكية في لبنان يصطدم بالفلكلور اللبناني الذي يأخذ الحيّز الأكبر من إهتمام الناس، فمن منطلق إستيراد الموسيقى الكلاسيكية منهم، كيف يمكن أن نورد إليهم الفلكلور الخاص بنا؟
علينا أن لا ننسى أن لدينا موسيقيين ومؤلفين لبنانيين مهمين جداً، والأمر الذي يمكن اللجوء إليه هو أن ندخل هذا الفلكلور بطريقة ثقافية جداً بالمقطوعات الكلاسيكية، وبهذه الطريقة يبقى الفلكلور اللبناني إلى الأبد بطريقة الموسيقى الكلاسيكية وهو الأمر الذي فعله كل من Haydn وBeethoven.
المايسترو اللبناني أين هو من الأعمال الفنية في لبنان؟
على المايسترو اللبناني دور مهم جداً في أن يجعل الناس تؤمن بأن الثقافة الموسيقية مهمة جداً لكل شخص يريد أن يكون مواطناً مثالياً في هذا البلد.
ولكن هل هناك إعتماد على المايسترو اللبناني في الأعمال الفنية اللبنانية؟
طبعاً، هناك إعتماد ولكن الإعتماد ينطلق من ثقافة الناس بهذا النوع من الموسيقى الذي ينطلق من المدارس والجامعات والأهل، لأن النظر أمر مختلف عن السمع ونحن في لبنان لا نصدق إلا لنرى أما الموسيقى فهي على العكس تماماً حيث أنها تبدأ بالسمع.
برأيك المايسترو اللبناني والأوركتسرا يأخذان حقّهما في لبنان؟
مفهوم الناس عن المايسترو والأوركسترا لا يزال غير واضح، فالسؤال هو ماذا يفعل المايسترو؟ وهل وجوده مهم؟ وهو أمر يختلف كثيراً بين لبنان والدول الأوروبية حيث هم على دراية أكثر بالموضوع وأهميته.
لماذا تهدف الموسيقى الكلاسيكية بشكل عام؟
تهدف للفرح والإنتصار والثقة بالنفس ورؤية مستقبلية أجمل وأفضل.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغط هنا .