ولد الممثل القدير أنطوان كرباج في بلدة زبوغة قضاء المتن، من والد كان أستاذ مدرسة يدعى شكري كرباج وأم اسمها إيراساما كرم. هو الطفل الأول لهذه العائلة، التي كانت مؤلفة من 4 شبان وشابة.
برزت موهبة أنطوان كرباج في التمثيل وهو في عمر صغير لم يتخطَ العشر سنوات، فكان الأقارب وأهله وأولاد الحي يجتمعون، لكي يؤدي لهم مسرحيات من بطولته.
طفولة أنطوان كرباج لم تكن سعيدة
لم تكن طفولة هذا الصبي الموهوب كباقي الأولاد الذين حصلوا على فرصة الاستمتاع بفترة الشغب، ووصل به الأمر حتى الموت بخطأ طبي اقترف بحقه إذ توقف قلبه عن العمل لمدة ثلاث دقائق وهو في الخامسة من عمره، وتم نقله يومها إلى المستشفى وهو لا يسمع ولا يرى ولا يتحرك، وكانت حالته تتدهور أكثر فأكثر وتنبأ له طبيب فرنسي أنه لن يتعافى لكن وبعناية إلهية تخطى هذه المرحلة وعاد نظره وسمعه واستطاع ان يتحرك مجدداً.
حادثة ثانية صعبة مرت علىأنطوان كرباجفي طفولته، وكان يبلغ من العمر 8 سنوات فقط، حين أراد أحد الأطباء أن يبتر رجله بسبب آلام كان يعاني منها، لكن العلاج كان كفيلاً في أن يتحسن وضعه، ولكنه لم يستطع أن يمشي بشكل طبيعي إلا بعد مرور 7 سنوات على الحادثة، حين أصبح عمره 15 سنة.
درس التاريخ وأعاد الحياة لمسرح كلية الحقوق
درسأنطوان كرباجفي المدرسة الرسمية في منطقة رأس بيروت، ومن ثم درس مادتي التاريخ والجغرافيا في دار المعلمين، وتخرّج من الجامعة اليسوعية حاملاً إجازة في التاريخ.
وفي الفترة التي كان يدرس فيها أعاد الحياة الى مسرح كلية الحقوق، الذي كان مقفلاً لفترة طويلة.
بداية مسيرته التمثيلية
تعرف على الفنان منير أبو دبس، الذي أنشأ أول معهد للتمثيل في لبنان، فتعلمأنطوان كرباجالكثير من منير ليؤسسا معاً في ما بعد "فرقة المسرح الحديث"، التي رفعت مستوى المسرح اللبناني والعربي، فقاما بعدة جولات حول العالم. في عام 1967 أسّس أنطوان كرباج فرقته الخاصة وتعرف بعدها على الأخوين الرحباني، فتعاونا في أكثر من عمل طبعوا في تاريخ المسرح.
أنطوان كرباج سيد المسرح والشاشة
لا يختلف إثنان أنانطوان كرباجسيد المسرح بمشاركته في 9 مسرحيات قبل أن يتعاون مع الأخوين الرحباني في "يعيش يعيش" (بيروت عام 1970 )، "صح النوم" (عام 1971)، "جبال الصوان" (عام 1972)، "ناطورة المفاتيح" (عام 1972)، "في المحطة" (بيروت عام 1974)، "بترا" (عام 1977). وتعاون مع الكبير منصور الرحباني في مسرحية "صيف 840" (عام 1987 )، و"حكم الرعيان" (2004 – 2005)، وعمل أنطوان كرباج أيضاً مع فرقة كركلا في عملين، هما "بليلة قمر" و "ألف ليلة وليلة".
إلى جانب المسرح له مشاركات وبطولات كثيرة في المسلسلات الدرامية اللبنانية وفي السينما أيضاً. عشقه الجمهور في أدوار الشر وفي الأدوار المركبة التي يصعب على كثيرين تأديتها، هو سيد في وقفته وآدائه وكلامه وما فعله في تاريخه جعله سيد المسرح والشاشة.
أنطوان كرباج المخرج
ولإبداع أنطوان كرباج زوايا كثيرة في الفن لا تتوقف عند التمثيل فقط، لا بل تتخطاه إلى الإخراج، ومن أعماله في هذا المجال عملان لأنطوان غندور "القبقاب" و"بربر آغا". يقول أنطوان إن المخرج الراحلبرج فازليانمن أهم المخرجين الذين عملوا معه: "عملت مع الراحل في الكثير من الأعمال ، وهو من أهم المخرجين الذين عملوا في التلفزيون ، ومن أهم المخرجين الذين تعاملت معهم".
وفي الترجمة له حصة
إلى جانب الفن عملأنطوان كرباجفي الترجمة في سبيل تقديم أعمال جديدة للجمهور، وله أربعة أعمال من المسرح العالمي هي: "ماكبث" لشكسبير، "الذباب" لجان بول سارتر، "أنطيغونا" لسوفوكليس، و"القصر" لفرانز كافكا، التي ترجمها كلها.
حياته العاطفية
تزوجأنطوان كرباجمن الأديبة والصحافية لور غريب في العام 1966، ورزقا بثلاثة أولاد: وليد، رولا ومازن.
ترفيعه الى رتبة "ضابط الأرز"
في كانون الأول/ديسمبر عام 2018، منح رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، أنطوان كرباج، وسام الأرز الوطني برتبة ضابط تكريماً له على عطاءاته الفنية، وسلّمه الرتبة وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري بعد أن اعتذر كرباج عن تسلمها في مسرح المدينة، في يوم إفتتاح الدورة الأولى لـ "المهرجان الوطني للمسرح"، التي حملت إسمه تكريماً لعطاءاته على مدى 55 سنة.