إنه لبنان الذي يصوره الكاتب والمخرج والممثل جورج خباز في مسرحه على شكل مبنى معرض للإنهيار في أية لحظة، وسكانه غير مهتمين إلا بتعصبهم الطائفي، فكل منهم يتباهى بإنتمائه لطائفة معينة، متجاهلاً الكارثة.
إذاً نحن وسياسيونا أبطال مسرحية جورج خباز "إلا إذا..تغير شي"، لأننا نشبه الأدوار التي جسدها ممثلو العمل، وطن يعاني وكل يغني على ليلاه.
رفع خباز الصوت عالياً، وبعث رسائله في كل الإتجاهات، علها تصل رغم إغلاق عيون وآذان المعنيين عن سابق تصور وتصميم.
حوالى الساعتين أمضيناها متسمرين في مقاعدنا، نترقب مع كل ضحكة لطشة جديدة في وجه الجهل والتعصب، بعمل متقن من كل الجهات، من النص والإخراج، إلى أداء الممثلين والأغاني والرقصات والإضاءة...، إنه بكل بساطة "مسرح جورج خباز".
موقع "الفن" إلتقى الكاتب والمخرج والممثل جورج خباز الذي قال لنا :"مسرحية "إلا إذا..تغير شي" هي تكملة لمسرحية "إلا إذا" أو جزء ثانٍ لها، وربما هذا الأمر يحصل للمرة الأولى في لبنان، لا أدري إن كان أحدهم قدم من قبل جزءاً ثانياً من مسرحية بنفس الشخصيات وبنفس الديكور، ولكن بنص جديد وبحدث جديد، ومن لم يشاهد مسرحية "إلا إذا" يمكنه أن يتابع "إلا إذا..تغير شي" بكل سهولة".
وعما إذا كان إستمر في لبنان مسرح غير مسرحه على مدى 15 عاماً متتالية، قال لنا جورج :"الرحابنة قدموا أعمالاً مسرحية رائعة على مدى 25 عاماً متتالية، ومسرح شوشو إستمر 10 سنوات وقدم الكثير من المسرحيات، ولكن مسرح جورج خباز هو المسرح الموسمي الوحيد في تاريخ لبنان، الذي إستمر 6 أشهر في كل عام".
وعن سر جذب مسرحه لعدد كبير من الجمهور، قال :"الناس بحاجة إلى المسرح النظيف، وهناك الكثير من الناس الذين لا يحبون الإبتذال، إضافة إلى أن الأبعاد الثلاثة موجودة في مسرحي، وهي البعد الترفيهي والبعد المشاعري والبعد الفكري، فيأتي الناس إلى هذا المسرح لأنهم يشعرون بأنهم ينتمون إليه، ويشعرون بأن هذا المسرح هو مرآة حقيقية للمجتمع الذي نعيش فيه ويحكي لغة الناس وهواجسهم وقلقهم وجدلياتهم".
وعن العبارة التي يقولها لنا كتكملة لعبارة "إلا إذا"، قال لنا جورج :"إلا إذا تغير شيء، إلا إذا تغيرت نظرتنا إلى بعضنا، النظرة العدائية والنظرة الفوقية، والنظرة التي فيها شفقة في بعض الأحيان".
كما إلتقينا الممثلة لورا خباز التي قالت لنا :"أعمل في مسرح جورج خباز منذ إنطلاقته من 15 عاماً، وأنا مرتاحة جداً بالتعامل معه، وآخذ حقي المعنوي والمادي، جورج مخرج محترف ويهتم كثيراً بعمله وبالتفاصيل، وهناك من يفسر ذلك بالقسوة، ولكني أفسره بالحرفية،والجو رائع، وكلنا في المسرح عائلة واحدة".
وعن دورها في المسرحية قالت :"في هذه المسرحية أتخطى دوري كصحافية، وأحضر بصفتي الشخصية إلى المبنى الذي أصبح يعني لي الكثير، لأنه مبنى رمزي ويمثل لبنان بطريقة مصغرة ورمزية، وأحببت أن دوري محوري،أي أنه إذا تم إلغاء الدور تُلغى العقدة".
وعما إذا كانت تفضل المسرح على السينما والتلفزيون، قالت لنا لورا :"لدي تجربة وحيدة في السينما، ولدي شغف أن أعمل فيها أكثر وأكتشف هذا المجال، ولكني طبعاً أفضل المسرح على التلفزيون".
"إلا إذا.. تغّير شي" تأليف وإخراج جورج خباز، بطولة جورج خباز، لورا خباز، غسان عطية، جوزف آصاف، سينتيا كرم، جوزف ساسين، عمر ميقاتي، بطرس فرح، مي سحاب، جوزف سلامة، وسيم التوم، روميو الهاشم، اسبد خاتشادوريان، كريستيل فغالي، توفيق الحجل، فادي أبو جودة وروجيه بركات، تعرض كل أربعاء، خميس، جمعة، سبت وأحد الساعة الثامنة والنصف مساءً، والأحد ماتينيه الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، على مسرح شاتو تريانون في الزلقا.