موضة جديدة ظهرت في الوسط الفني في مصر خلال السنوات القليلة الماضية، فبعض الفنانين، فضلوا السفر خارج مصر لتسجيل وتصوير أعمالهم الجديدة، منهم الفنانة أنغام حيث سجلت ألبوم "نفسي أحبك" الذي طرح عام 2009 كاملا خارج مصر، والفنانة شيرين عبد الوهاب تفضل عادةً تسجيل بعض أعمالها في ستوديوهات ببيروت، كما يسجل الفنان محمود العسيلي أعماله خارج مصر، وحمادة هلال فقد كان آخر أعماله الذي يحمل اسم "حلم السنين" قد تم تصويره وتسجيله في نيويورك.
هؤلاء ليسوا الوحيدين فقط الذين يفضلون تنفيذ أعمالهم خارج مصر، وسأل موقعنا بعض النقاد والفناني حول الأسباب التي تدفع بهم لهذا:
ياسمين فراج: "عقدة الخواجة" السبب
الناقدة ياسمين فراج قالت إن في مصر ستديوهات تسجيل جيدة وعلى مستوى عالٍ، ومهندسين صوت وصفتهم بالرائعين، ولكن يتجه الفنانون إلى الخارج، لأن أجر العازفين وتأجير الستديوهات داخل مصر أغلى بكثير مما قد يجدونه في أوكرانيا أو روسيا أو البلاد العربية، لافتة إلى أن المغنيين الذين يسجلون أعمالهم بأوركسترا، بالنسبة لهم خارج مصر أفضل بكثير، بالإضافة إلى أن هناك معدات يعملون بها في الخارج لا يوجد مثلها في مصر.
وكشفت أنه على الرغم من فرق العملة الشاسع الآن، إلا أن ستديوهات الخارج أفضل للفنانين، حيث سيوفرون بأجر مهندس الصوت، والفرقة التي تعزف، لأنه أقل بكثير مما يدفع في مصر، موضحة أن العازف يقدم التراك في مصر بألف جنيه، ولفتت إلى نقطة أخرى، بأنه حينما يكتب على العمل أو التتر أنه سجل بالخارج يصبح ترويجه أفضل للجمهور، ويشعرون بأن هناك شيئاً جيداً قدم في الأغنية، لأننا لدينا "عقدة الخواجة" على حد تعبيرها.
محمود العسيلي: غلاء المعدات الموسيقية
وإتفق رأي الفنان محمود العسيلي مع ما قالته ياسمين، فهو من النماذج التي سجل وصوّر بعض أغنياته خارج مصر، منها "في حتة تانية"، للموزع والمخرج إبراهيم حدرج، وعلق قائلا إنه بالنسبة للتصوير لا يحتاج إلى الإجراءات
القانونية التي يقوم بها داخل مصر، بالإضافة إلى تجنب المشاكل التي يتعرضون لها في الشوارع، ولفت إلى أن أجور المعدات الموسيقية في مصر أغلى بأضعاف مما يجدها في الخارج.
ومن الأسباب أيضا التي تدفعه إلى إنتاج أعماله بالخارج هو حرصه دائماً على أن يقدم عملاً مختلفاً لجمهوره لم يعتده، ولذلك يبذل مجهوداً كبيراً لتصل أعماله إلى الجمهور، وضرب مثلاً بأنه بعد طرح أغنية "في حتة تانية"على وسائل التواصل الإجتماعي وصفه الجمهور بأنه بالفعل في حتة تانية فهو بعيد عن الفنانين المتواجدين على الساحة، وهذا الأمر الذي يسعده ويدفعه دائماً إلى البحث عن الجديد في أعماله الجديدة.
إيمان البحر درويش: نحتاج تدخل النقابة
اتفق الفنان إيمان البحر درويش مع ما قاله النقاد والفنانون بإن زيادة الأسعار سبب رئيسي في دفع الفنانين للسفر خارج مصر، لافتاً إلى أن في مصر يوجد أفضل موسيقيين في الوطن العربي-على حد قوله-، ولكن الأسعار مبالغ فيها، مشيراً إلى أن الموسيقي يأخذ ألفين ونصف مقابل التراك، ومهندس الصوت يأخذ 6 آلاف جنيه، وهذا شيء مبالغ فيه، إلى جانب زيادة الأجر مقابل تأجير الستديوهات، وهذا الأمر سيجعل هذه الظاهرة تزيد خلال الفترة المقبلة، وأشار إلى ضرورة تدخل النقابة وأخذ موقف تجاه الستوديوهات الموجودة في مصر.
أمير محروس: صدّرنا أمهر العازفين للخارج
الموزع الموسيقي أمير محروس أكد أن ما يحدث موضة بالفعل، ونوّه بوجود أمهر العازفين والموسيقيين في مصر "الذين نقوم بتصديرهم للخارج"، واعترض على ما قاله باقي الفنانين بأن الخارج تكلفته أقل، وقال "التسجيل في الخارج تكلفته أعلى من التسجيل في مصر"، وأشار إلى أن هناك أموراً كثيرة أخرى تحتاج إلى قانون موسيقى رادع وقوي يحافظ على هذه الصناعة المصرية الأصيلة التي صدَرت أجمل الأغاني والألحان والتوزيعات إلى العالم كله.