نجمة غير عادية وتتمتع بموهبة تمثيلية غير عادية، وقد أفادها تعاونها وإحتكاكها بجيل العمالقة في بداية مشوارها كثيراً حتى أنها أصبحت مُشبعة بالتمثيل ومعجونة بالفن، ومما لاشك فيه أن أكثر ما يميزها هو الإختيار الجيد للأدوار والعمل على مفاجأة الجمهور بمناطق تمثيلية جديدة.. هي الفنانة سوسن بدر التي سطعت نجوميتها في الكثير من الأدوار وأهمها دراما الصعيد التي أبدعت فيها حيث تتحدث لـ"الفن" عن مشاركتها بمسلسلي "البيت الكبير" و "أبو العروسة" وعن البطولة ومساحة الأدوار ورأيها في السينما التجارية وورش التأليف المنتشرة حالياً والتنازلات والتوازن ما بين الأسرة والفن وتفاصيل كثيرة في اللقاء التالي:
في البداية.. نُبارك لك عرض الجزء الثاني من مسلسلي "البيت الكبير" و "أبو العروسة" اللذين إنطلق عرضهما منذ أيام، كيف وجدت الأصداء حولهما؟
أشكرك.. الله يبارك فيك.. سعيدة للغاية بهذين العملين وخاصة أنّ كلاً منهما له خطه الدرامي الخاص المختلف عن الآخر، فضلاً عن تحقيقهما نجاحاً كبيراً أثناء عرض الجزء الأول لكل منهما، وهناك تطور كبير في الأحداث الخاصة بكل مسلسل، و "أبو العروسة" تلقيت عنه أصداء طيبة للغاية بعد عرض عدة حلقات منه، ولكن "البيت الكبير" بدأ عرضه منذ أيام قليلة وبالتالي الأصداء ما زالت في بدايتها ولكن هناك تفاعل من الجمهور مع الأحداث والتطورات التي طرأت على العمل في جزئه الثاني.
بالنسبة لك متى تشعرين بأن تقييم أعمالك قد إكتمل؟
أعتقد أن ذلك يحدث بعد إنتهاء عرض العمل بشكل عام ومتابعة الجمهور لتفاصيله من البداية للنهاية، والحكم الصحيح المنطقي يكون بعد إنتهاء العرض، ولكن التفاعل الذي يحدث خلال العرض أمر جيد وحماسي بالنسبة لفريق العمل.
تُبدعين في أداء الشخصيات التي تدور في إطار الشر وهذا تجلى في دورك بمسلسل "البيت الكبير"، فهل هذه النوعية من الأدوار يكون بها مساحة جيدة لإخراج قدرات الفنان؟
أنتقي أدواري بشكل جيد وأفضل تقديم الشخصيات والأدوار المختلفة علي والتي تحمل بداخلها مساحة من التمثيل تسمح لي بتقديم أداء مختلف، كما أن التعايش بالشكل الصحيح مع كل شخصية يزيد من مصداقيتها، كما أن الجمهور يحب الشخصيات غير المألوفة بالنسبة له، وفي النهاية سواء كانت شخصية شريرة أو طيبة أو غير ذلك فلابد أن يكون لها مُبررات وواضحة للجمهور لأنه ليس هناك شر مطلق أو طيبة مطلقة.
وما سر تميزك وإبداعك في تقديم الأدوار الصعيدية حتى أن البعض يعتبرك سفيرة لتجسيد الشخصيات الصعيدية بمنتهى الدقة؟
هذا شيء يسعدني للغاية وأنا اعشق دراما الصعيد وخاصة أنها تحمل قصصاً كثيرة متميزة شاهدناها على مدار سنوات طويلة في السينما والدراما، والموضوع ليس سراً بقدر ما أستطيع أن ادرس الشخصية وأتعايش معها بشكل جيد وكذلك اللهجة الصعيدية أصبحت مألوفة للغاية بالنسبة لي بعدما قدمت عدة أدوار في هذا الإطار، وأهم شيء أن كل الشخصيات الصعيدية التي قدمتها هي مختلفة تماماً وعلى النقيض من بعضها البعض وهذا ما يجعلني أتحمس لتقديم هذا اللون من جديد، فالإختلاف هو ما يحركني لأي دور جديد.
هل البطولة ومساحة الدور تعني شيئاً بالنسبة لك نظير إختياراتك الفنية؟
لا أنظر للبطولة أو مساحة الدور على الإطلاق بالنسبة لما أختاره من أدوار فأهم شيء أهمية الدور وإختلافه ووجود تفاصيل تجذبني له كي أحبه وأوافق عليه،وكذلك أهم شيء هو العمل الجيد الذي يجعلني سعيدة ومقتنعة بما أُقدمه بغض النظر عن مساحة الدور أو عنصر البطولة، ففي النهاية نحن نُقدم فناً والجمهور عليه الحكم على ما نقدمه.
ولكنك تختارين أدواراً مختلفة تغردين بها دائماً خارج الصندوق، فما الرادار المحرك لك من الداخل؟
الموضوع ليس "رادار" ولكن بعد هذه الفترة الطويلة التي عملت بها في الفن لابد أن أكون قد وصلت لمرحلة نضج كبيرة تسمح لي بأن أختار أدواري بشكل صحيح يجعلني أفاجئ الجمهور بما أظهر به وليس لمجرد الحضور والتواجد والتمثيل فقط، وأنا أتعامل مع التمثيل بحب وشغف كبيرين، والحمد لله أستطيع أن أختار ما أستطيع أن أُبدع فيه ويجعلني مختلفة عما سبق وقدمته من قبل.
وهل هناك أدوار معينة تتمنين تقديمها خلال الفترة المقبلة؟
ليس هناك دور بعينه أرغب في تقديمه ولكنني أتمنى أن أظل أُقدم أدواراً فنية تنال رضا الجمهور وأكون سعيدة بها، وهذا الامر ينطبق على كل دور جديد ومختلف يُخرج قدراتي الفنية، فأنا أحب عملي للغاية وأعمل فيه بتفانٍ شديد والحمد لله لا يضيع الله هذا المجهود الذي أقوم به.
السينما التجارية موجودة في كل دول العالم، ولكن برأيك ما الفاصل الذي يجعلنا ننتهي من افلام المقاولات ونملأ السينما بأفلام لها قيمة؟
اعتقد أن الوعي هو العامل الرئيسي وراء ذلك، وأرى أن هناك الكثيرين من صناع السينما ممن يمتلكون الوعي الذي يجعلهم يقدمون أفلاماً فنية ناجحة حتى ولو كانت تجارية فهذا طبيعي والتعددية مطلوبة في السينما ولكن الفاصل هو الوعي الذي يسمح بالتفريق ما بين تقديم أعمال سينمائية تحترم فكر الجمهور وتقديم أعمال سطحية الهدف منها الربح وحسب، وهناك أفلام كثيرة خلال الفترة الماضية أنعشت صناعة السينما بقصص مختلفة وجيدة.
ولماذا هاجمت ظاهرة الورش الفنية خلال ظهورك بأحد البرامج رغم أنها منتشرة وسائدة في السوق الدرامي والسينمائي حاليا؟
لم أهاجمها ولكنني تحدثت عن رأيي بالورش الفنية وقلت إنه أحياناً يكون بها أخطاء وعدم تناسق في الحوار بسبب وجود أكثر من مؤلف داخل الورشة لكتابة عمل واحد وهذا أمر طبيعي لأن كل مؤلف له أسلوبه، وأعتقد أن الأفضل أن يكون هناك مشرف على الكتابة يربط الخطوط ببعضها البعض، فعلى سبيل المثال المؤلف الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة كان يقف معنا على الحرف الواحد ويؤكد على الإلتزام بكل حرف من السيناريو.
كل فنان قدم تنازلات في مشواره، فما الخط الفاصل بالنسبة لك؟
الخط هو أن تقوم بتنازل بما تستطيع القيام به ومتسق به، وانا لا ألوم أي شخص قدم أفلاماً ونوعيات معينة من الأعمال طالما أن ذلك متسق مع تفكيره وطالما أنه مقتنع بينه وبين نفسه بما يقدمه من دون أن يكون متناقضاً.
رغم صعوبات المشوار الفني، هل ترين أن تعاونك وعلاقتك بالنجوم الكبار أفاداك وخاصة في بداياتك الفنية؟
أعتبر نفسي محظوظة لأنه بقدر ما كان المشوار الفني صعباً فقد قابلت ناساً وأشخاصاً تعلمت منهم للغاية في مسيرتي الفنية، ففي بدايتي الفنية قابلت الكبار في الفن سواء صلاح جاهين ونور الشريف وكثيرين غيرهم قالوا لي أنني موهوبة وكانوا على قدر كبير من الصبر ليعلموني، وتعاوني مع نجوم كبار في بدايتي الفنية افادني للغاية.
وفي النهاية.. كيف إستطعت القيام بتوازن ما بين الأسرة والفن؟
كان لدي مسؤوليات كبيرة في حياتي إلى جانب إيماني بموهبتي وحاولت القيام بهذه الموازنة في فترة لم تكن سهلة فنياً على الإطلاق، ولكنني كنت على قدر كبير من المسؤولية فوفقت ما بين طرفي حياتي الخاصة والفنية.