فنان مميز بحضوره وفنه، وبرصيده العديد من الأغنيات الجميلة،واليوم يقوم ببطولة مسلسل "مجنون فيكي"، إلى جانب الفنانة رولا سعد، ويفاجئنا بأدائه المميز.
إنه الفنان يوري مرقدي، الذي يحل ضيفاً على صفحات موقع "الفن" في حوار شيّق أجريناه معه للتحدث عن المسلسل، وغيره من المواضيع.
كيف تصف تجربتك في مسلسل "مجنون فيكي"؟
تجربة جميلة جداً، وهي مختلفة جداً هذه المرة وعلى ما يبدو أن الدراما اللبنانية بدأت تسير على الخط الصحيح ومن خلال نسبة المشاهدة التي يحظى بها المسلسل علمت كم أن الناس تتابع الأعمال اللبنانية.
وأحببت أن تكون لي بصمة في الدراما اللبنانية وأتى هذا الدور الذي يشبهني إلى حدّ ما.
من هذا المنطلق، إلى أي مدى تشبهك الشخصية التي تقدمها في المسلسل؟
تركيبة الشخصية في المسلسل هي التي جذبتني وقريباً ستفرق 180 درجة، القصة جميلة جداً وهناك أمور غير متوقعة ستحدث.
كيف كان التعامل مع الفنانة رولا سعد؟
تقابلت مع رولا للمرّة الأولى في العام 2001 وأصبحنا صديقين، فالتعامل معها كان سهلاً جداً لأننا على صداقة وأنا متعوّد على منزلها ومنزل عائلتها في الضيعة، فهناك معرفة سابقة سهّلت الكثير من الأمور.
أشارت رولا إلى أنها واجهت صعوبة في تمثيل دور الحبيبة المتيمة بك بسبب الصداقة التي تجمعكما، ما تعليقك؟
هذا أمر طبيعي، وخصوصاً أن التمثيل في العالم العربي ولبنان لم يصل إلى الإحتراف، ففي الخارج ترى ممثلة تؤدي دوراً مثلاً في السرير مع ممثل آخر وزوجها موجود معها، ولكنه يعلم أن هذا عملها أما عندنا فمازالت صعبة قليلاً.
فرولا كانت في ما خص هذا الموضوع متوترة بعض الشيء، لكن لاحقاً سارت الأمور بشكل طبيعي مع الإشارة إلى أنها بطبيعتها خجولة.
لماذا يقتصر عرض المسلسل على يومين فقط في الأسبوع؟ وهل هذا يؤثر سلباً على نسبة المشاهدة؟
صراحةً، أنا في المنزل لا أشاهد التلفاز ولهذا ليس لدي فكرة كيف يكون تقسيم المسلسلات والبرامج، ولا أعلم كيف كان الإتفاق بين المنتج بودي معلولي ومحطة LBCI.
ولكن كل ما أعلمه أن نسبة المشاهدة جيدة جداً، فمن وجهة نظري الجمهور سيتابع العمل الجميل، بغض النظر إن كان يومين أو أكثر.
بالنسبة للغناء، لماذا هذه الغيبة؟
هي ليست بمعنى الغيبة، بقدر ما هي وقت كي أصدر شيئاً جديداً، إضافة إلى إنشغالي في الفترة الماضية بالعرض الذي أقدمه بعنوان "يوريات" والذي عملت عليه لحوالى الـ6 أشهر، وأنا وقعته على فترة سنة كاملة ويتم عرضه في أكثر من بلد بينها الأردن وقطر والبحرين ودبي وعمان ولبنان طبعاً.
وهذا العمل يأخذ وقتاً أكثر مني حالياً، لأنني كل نهاية أسبوع أكون في بلد، وأنا سعيد به جداً لأنها تجربة جديدة وتلقى رواجاً كبيراً بين الجمهور.
مع الإشارة إلى أنني كنت أعمل على أغنية سينغيل بعنوان "توت" لكن للأسف تم تسريبها.
هاجرت سابقاً إلى كندا وإبتعدت عن الفن لسنوات طويلة، هل عاودتك الفكرة مجدداً ولا سيما الإعتزال؟
هي لم تكن فكرة إعتزال من الأساس، ولم أكن على علم بأن هذه الفترة ستطول إلى هذا الحدّ، بل كان قراري واضحاً بأن أولادي يكبرون وهم في مرحلة حساسة وفي الوقت الذي ولدوا فيه كنت أنا في عزّ نجاحي مع "عربي أنا" فلم أستطع أن أعطيهم الإهتمام الذي يحتاجونه.
ولهذا إستدركت الموضوع، وقلت إذا لم أكن موجوداً معهم في كندا وقضيت معهم الوقت المناسب فسأندم لاحقاً.
فقررت السفر لحوالى السنة والنصف لكن الأوضاع السياسية والأمنية في البلدان العربية بدأت تتدهور مما إضطرني إلى البقاء أكثر إلى الدرجة التي تعلقت بها كثيراً بأولادي.
قلت في البداية إن الدراما اللبنانية بدأت السير على الطريق الصحيح، ماذا تقصد؟ وإنطلاقاً من ماذا تتكلم؟
أتكلم هنا ليس كمشاهد وإنما كمتخصص في المجال التلفزيوني والدرامي فمن خلال السيناريوهات وإختيار الممثلين والصورة بشكل عام فهناك تحسن جيد جداً.
نحن لدينا مخزون كبير من القصص الدرامية في العالم، لأنه ليس هناك من بلد عاش هذه المشاكل التي نعيشها والأهم التناقض في هذه المشاكل وهو أمر محزن أن لا نستفيد من هذه القصص.
وأكبر مثال على ذلك فيلم "كفرناحوم" لنادين لبكي الذي يحظى بهذا الإهتمام العالمي الكبير لمجرد أنها تناولت قضية واقعية.
هناك مخرجون رائعون، وممثلون بارعون ولكن تبقى الأهمية في الكتّاب الذين يتصلون بالواقع وينقلونه إلى الشاشة بحرفيته.
بالحديث عن الساحة الغنائية، كيف تراها؟
أولاً تفاجأت بالوضع الفني بعد عودتي من كندا، وشعرت بالضياع وأنا ضدّ من يقول أن الفن رسالة فكما يقول المغني الأميركي ليونيل ريتشي، الحمد الله أنه هناك فن ينسيك الواقع ونحن في لبنان أكثر الناس بحاجة لهذا الأمر.
فليس من الحق أن نتهجم على الكل ونقول أن الفن سيىء بأكمله، بل نحن والشعب والدولة بأكملها سيئون فما هو المنتظر من الفن الذي هو مرآة عن الشعب.
والمشكلة الأخرى التي نواجهها أنه ليس لدينا بديل مقابل هذه الأغاني الشعبية التي يعترض عليها البعض ويتهمونها بأنها الفن الهابط والمثال على ذلك أغنية "جنو نطو" التي أنا لست ضدّها، فمن الطبيعي أن تلقى هذا الرواج لأن الشعب جنّ من الوضع المزري.
يعني أنت برأيك ليس هناك فنانون بدائل عن هذا الفن ويقدمون فناً بمستوى جيد؟
صحيح، فهم قليلون جداً ولا يأخذون الحيّز الذي يأخذه غيرهم، فمن فترة سمعت صوت عبير نعمة فهذا صوت ليس مسموحاً كم هو جميل ولكن لن يكون لها حظوظ كبيرة لأننا نحن كبلد من العالم الثالث إن لم تكن قد أجرت عمليات تجميل فهي لن تكون محطّ أنظار ومتابعة وحتى لا أضع رقماً معيناً، أقول إن 90% من الفن متدنٍ وهناك البعض القليل الذي يحارب ولكن هذا وضع البلد.
كيف هي علاقتك بالسوشال ميديا؟
لا أحبها أبداً، مع العلم أنني حاولت أن أتقبلها لكنني لم أستطع، فأنا نشأت على متابعة الفرق الموسيقية والفنانين في كندا ولندن حيث درست وكنت أراهم نجوماً والنجم هو الشيء البعيد الذي لا نستطيع أن نصل إليه، أما عندنا فأصبح التمادي بين السوشال ميديا والفنان كبير جداً ولم يعد هناك سحر للفنان مع العلم أنه ليس هناك من غنى عن السوشال ميديا.