بدأت الفنانة المصرية نيللي مشوارها الفني منذ طفولتها، وكانت أشهر من قدّم أدوار المراهقة بعد ذلك، وحققت خلال مشوارها الفني نقلات نوعية بعد أن تربعت على عرش الفوازير لسنوات طويلة، فأجادت التمثيل والغناء والرقص لتستحق لقب ملكة الإستعراض والفوازير الأولى في العالم العربي عن جدارة.
بداية فنية في الرابعة من عمرها
ولدت نيللي أرتين كالفيان في 3 كانون الثاني/يناير 1949 في مدينة القاهرة، من أصل أرمني يعود إلى مدينة حلب في سوريا وبالتحديد حارة يقال عنها "حارة الحب"، وكان والدها يهوى عزف الكمان، كما كانت والدتها تمتلك صوتاً جميلاً وشقيقتها كذلك، وهي الفنانة والطفلة المعجزة فيروز وتربطها صلة قرابة بالممثلة المصرية لبلبة.
في الرابعة من عمرها وبالتحديد في عام 1953، شاركت نيللي بدور في فيلم "الحرمان" أمام عماد حمدي وزوزو ماضي، وبعدها بعامين أنتج والدها فيلماً جمعها بشقيقتها فيروز وشقيقتها الكبرى ميرفت بعنوان "عصافير الجنة"، وفي عام 1957 قدمت فيلم "حتى نلتقي" وتوالت الأعمال بعد ذلك، فقدمت "توبة" مع صباح وفيلم "رحمة من السماء" و"هي والرجال"، والعديد من الأعمال التي كشفت عن موهبتها مبكراً.
المراهقة الصغيرة والدلوعة أول بطولة مطلقة
قدّمت نيللي أول بطولة مطلقة عام 1966 من خلال فيلم "المراهقة الصغيرة"، وهو من بطولتها أمام أحمد مظهر وأحمد رمزي والإخراج لمحمود ذو الفقار. وفي عام 1969 قدّمت بطولة مسرحية "الدلوعة" أمام فريد شوقي والتي قدمت كعمل سينمائي، بعدها حققت نجاحاً كبيراً فكانت أشهر مراهقة في تاريخ السينما، وقدّمت بعدها أدواراً عديدة منها "بيت الطالبات" و"أجازة صيف" و"دلع البنات" و"مذكرات الآنسة منال" و"طائر الليل الحزين"، إلا انها منذ السبعينيات بدأت تتالق بشكل مختلف من خلال افلام "لا لا يا حبيبي" و"إمرأة زوجي" و"شباب في العاصفة" و"مغامرة شباب"، وفيلم "غداً يعود الحب".
ودعت الفتاة الدلوعة وأعمال دارمية ومسرحية الى جانب السينما
إتسمت أدوار نيللي بخفة الدم والغناء والإستعراض أحياناً، لكنها ودعت هذه النوعية حينما قررت تقديم أدوار بعيدة عن الخفة والكوميديا وتتسم بالتراجيديا، مثل فيلم "مع تحياتي لأستاذي العزيز" وفيلم " الغول" و"العذاب امرأة" و"الوهم" وغيرها من الشخصيات الجادة، بالإضافة لتقديمها العديد من الأعمال الدرامية، فحالفها الحظ بأن تتقاسم البطولة أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب من خلال المسلسل الإذاعي "شيء من العذاب"، وأيضاً شاركت في مسلسلات تلفزيونية مثل "المارد" و"الدوامة" و"سنوات الشقاء والحب" و"ألف ليلة وليلة" و"ألو رابع مرة" و"قصاقيص ورق". وصنّف فيلمها "الرجل الذي فقد ظله" والذي قدمته عام 1968، ضمن أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، بحسب إستفتاء النقاد عام 1966.
ملكة الإستعراض احترق شعرها اثناء الفوازير
لسنوات عديدة قدمت نيللي الفوازير بعد أن أحدثت بها إنقلاباً، ففي البداية كانت تقدم الفوازير مسموعة وبدأتها الإعلامية آمال فهمي، لكن نيللي صنعت الفوازير بقالب خاص ميّزها فصاحبتها الإستعراضات مثل فوازير "صورة وفزورة" عام 1975، وقدّمتها بشكل مختلف في الأعوام التي تلتها وكانت الإنطلاقة في عام 1980 بفوازير "عروستي"، وبعدها بعام قدمت فوازير "الخاطبة" وفي عام 1990 قدمت "عالم ورق"، وبعدها بعام قدمت "عجائب صندوق الدنيا"، وأثناء تصويرها تعرضت لحادث فإحترق شعرها حيث كانت تلعب في أحد المشاهد بالنار التي اشتعلت في شعرها، فطلبت من الممثل صبري عبد المنعم أن ينقذها وكان الموقف صعباً بالنسبة لها. وفي عام 1992 "أم العريف" وقدمت في عام 1995 فوازير "الدنيا لعبة"، وبعدها بعام قدّمت "زي النهاردة" وتلك المرحلة جمعتها بالشاعر صلاح جاهين، وبمصمم الاستعراضات حسن عفيفي والمخرج فهمي عبد الحميد.
فشل فيلم يجمعها بشيريهان
مع ظهور إسم شيريهان توقع الكثيرون أن تهدد عرش نيللي في الفوازير والإستعراض، إلا أنه كان هناك عمل سينمائي من المفترض أن يجمع الثنائي الاستعراضي الأشهر في مصر والعالم العربي وهو فيلم "كريستال"، لكن بعد بدء التحضيرات حالت الظروف دون مشاركة نيللي، وقدمته شيريهان وحدها.
تزوجت مخرجاً أكبر منها بـ23 عاماً والزيجة الأخيرة في السر
أول قصة حب عاشتها نيللي كانت في عمر الرابعة عشرة من عمرها، وكانت في المعمورة في الإسكندرية وكانت تقود دراجتها بينما يواصل هذا الشاب مغازلتها، فكانت بداية تفتح مشاعرها نحو الحب البريء في عمر المراهقة.
وبعدها تعرفت على المخرج حسام الدين مصطفى، والذي كان يكبرها بـ23 عاماً وكان حريصاً على لفت انتباهها فكان يشتري لها الورد خصيصاً بشكل يومي، واخرج لها خمسة أفلام هي "عصابة الشيطان" و"كلمة شرف" و"شياطين البحر" و"ملوك الشر" و"غابة من السيقان"، وأثناء تواجدهما في ملهى بوسط بيروت إعترف لها بحبه، وكانت قد وقعت هي الأخرى في حبه وقدّم لها خاتم الخطوبة بـ1500 ليرة وتحدت أسرتها وتزوجته، لكن فارق العمر وغيرته الشديدة وطلبه منها إعتزال الفن، جعلها تنفصل عنه بعد ثلاثة اشهر.
كانت الزيجة الثانية من الملحن مودي الإمام، إبن المخرج حسن الإمام، إلا أنه بعد فترة بسيطة طلب منها أيضاً اعتزال الفن، لتحصل على لقب مطلقة مجدداً. وسوء الحظ الذي لاحقها جعلها تقرر أن تتزوج من خارج الوسط الفني، وبالفعل إرتبطت برجل الأعمال خالد بركات وسافرت معه إلى بريطانيا، وقررت الإبتعاد فترة عن الفن من أجل تكوين أسرة وإنجاب أطفال، لكن بعد عامين وبسبب الخلافات إنفصلت عنه وعادت إلى الفن مجدداً. أما الزواج الأخير والرابع فكان من رجل الأعمال والمنتج عادل حسني، والذي طلب أن يكون الزواج سرياً لكونها الزوجة الثانية وهو أيضاً طليق الممثلة المصرية إلهام شاهين، وإنفصلت عنه بعد أن طلب منها إعتزال الفن والتفرغ للحياة الزوجية، فقررت بعدها أن لا تفكر في الزواج مرة أخرى.
عبد الحليم حافظ تمنى العمل معها وقرأت له الفنجان
جمعت بين نيللي وعبد الحليم حافظ صداقة قوية، وكانت قالت في أحد لقاءاتها إن حليم كان يتمنى العمل معها وقد قال ذلك في مقال تحتفظ به حتى الآن، وعلى الرغم من عدم إجتماعهما سينمائياً، لكنهما إشتركا في برنامج "النادي الدولي" الذي قدمه الممثل والإعلامي سمير صبري على التلفزيون المصري، وقد قرأت نيللي وقتها الفنجان للعندليب، حيث تستمتع بقراءة الفنجان لأصدقائها.
غابت عن جنازة شقيقتها
لم تعلم نيللي بخبر وفاة شقيقتها الكبرى "فيروز"، وغيابها عن الجنازة أثار جدلاً كبيراً ما جعل رئيس المركز الكاثوليكي للسينما الأب بطرس دانيال يكشف أن عائلة نيللي أخفت عنها خبر الوفاة لتعلقها الشديد بها، حتى لا يتسببوا لها بصدمة، لكنها ظهرت في حالة إنهيار شديدة أثناء العزاء. وعلى الرغم من غياب نيللي عن الساحة الفنية، إلا ان أعمالها السينمائية والفوازير التي قدمتها لا تزال في وجدان جمهورها من مختلف العالم العربي، ولم تنجح التقنيات المختلفة والتطور في عالم الإستعراض في زعزعة مكانتها كأهم نجمة قدّمت الإستعراض والفوازير في العالم العربي، وظل وهجها من الطفولة وحتى الآن.