يطالعنا كل يوم تحد جديد على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقوم العديد من الناس ومن بينهم مشاهير بخوضه من دون التفكير بالسبب الذي يدفعهم لذلك، وأذكر من هذه التحديات، كسر رقم قياسي في المتابعة والإعجاب تخطى الـ 47 مليون إعجاب لكسر رقم كايلي جينر الذي بلغ 18 مليون إعجاب، وهناك أيضا تحدي العشر سنوات الذي دفع بمشاهير العالم أولا لوضع صورتين لهم تظهر احداهما كيف كانوا يبدون قبل عشر سنوات واخرى تظهر شكلهم الحالي، وقد قام ملايين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالعمل نفسه، وهنا لا بد من أن أعبر عن رأيي الشخصي، لم هذا الانقياد الأعمى لهكذا سخافات لا سبب لها سوى أنها انتشرت على مواقع التواصل؟ ألا يوجد أية قضية تستحق أن نعلنها كتحدٍ يمكن ان تعود بفائدة على البشر؟ فهناك ما يقرب من 821 مليون شخص يعانون من الجوع وفق تقرير للأمم المتحدة عام 2017، فيما بلغ عدد اللاجئين 68.
5 مليون شخص، وهناك 1.3 مليار شخص في 104 دول يصنَّفون على أنهم تحت خط الفقر، ومن بين هؤلاء هناك 662 مليون طفلاً حسب إحصائيات عام 2018، أليس الأجدر أن نقوم بإطلاق تحديات لجمع تبرعات أو لمحاربة ظواهر الفقر والجوع أو للتوعية في القضايا الإنسانية أو للمرضى الذين لا يستطيعون تأمين كلفة علاجهم؟ يبدو أن الغباء وحب الظهور والتقليد الأعمى أصبحوا آفة عالمية، والإنسانية صارت مفقودة في زمن تعاظمت فيه الأزمات والجشع والطمع، وكثر فيه الظلم والجوع والمرض والفقر.