إنطلقت مساء الأربعاء عروض جديدة لمسرحية "وهم" للمخرج اللبناني كارلوس شاهين على مسرح "مونو" في الأشرفية، والتي ستستمر لمدة أسبوعين فقط بحضور عدد من المهتمين والمسرحيين وأهل الصحافة والإعلام.
المسرحية مأخوذة عن نص للكاتب الروسي إيفان فيريبايف وتمت ترجمتها من قبل جوزيف زيتوني والذي أيضاً يقوم بدور البطولة فيها إلى جانب الممثلين كارول الحاج ووسام فارس وسيرينا الشامي.
تغوص المسرحية في المشاعر البشرية حيث أنها تحكي عن الحب، من خلال أربع شخصيات موجودة وغير موجودة على المسرح في آن، فهؤلاء الأربع شخصيات الذين يؤدون المسرحية هم رواة يحكون الحكاية، والتي هي حكاية أربعة أشخاصٍ هم: داني، ألبرت، مارغريت، وساندرا، هم أصدقاءٌ منذ زمن ناهزوا الثمانين عاماً. تبدأ القصة مع رحيل الشخصية الأولى داني، زوج ساندرا والصديق الأعز لألبرت لتليه ساندرا ثمّ ألبرت وأخيراً مارغريت.
كل فرد من أبطال المسرحية يروي لحظة رحيل شخصية وما ينتابها من مشاعر تتعلق بحبّه لشريك حياته إضافة إلى بعض المواقف التي كانت تحصل بين هذه الشخصيات الأربع.
إنه عمل لا يخلو من التعقيد، فهو لا يعتمد على التمثيل لإيصال الفكرة بقدر ما يعتمد على قدرة المتلقي في فهم المغزى الحقيقي من المسرحية من خلال ربط الأفكار والأحداث.
وموقع الفن الذي كان حاضراً خلال هذا العرض كان له هذه اللقاءات، أولاً مع المخرج كارلوس شاهين الذي قال إن خصوصية كاتب المسرحية إيفان فيريبايف أنه يلعب بين الواقع والمسرح فلا تدرك إن أنت على مسرح أم في الواقع.
وكما سترون فإن أبطال المسرحية لا يمثلون والنص جداً عميق وقويّ.
أما عن نيل المسرحية جائزة أفضل عمل مسرحي ضمن المهرجان الوطني للمسرح في لبنان فقال شاهين إنه فخور بهذه الجائزة وهي جائزة للممثلين وجميع من عملوا فيها وهي إعتبار للعمل الذي أحاول أن أقوم به في لبنان على نصوص قوية وعميقة وليست سهلة.
وفي الحديث عن وضع المسرح اللبناني وإن كان هناك اليوم مخاطرة في العمل على مسرحية قال إن المخاطرة هي مالية فقط لأن الجمهور اللبناني جمهور متعطش للثقافة ولكن الأمر الوحيد الصعب هنا أنه ليس هناك تمويل للفن.
أما الممثلة سيرينا الشامي فقالت عن تجربتها بهذه المسرحية:" سعيدة جداً لكوني جزءاً منها لأنها تعني لي كثيراً وأنا أساساً هذا الفريق تعودت عليه لكوني عملت معه سابقاً".
الممثلة كارول الحاج قالت:" تجربة جديدة بالنسبة لي لأنها المرة الأولى التي أنظر فيها إلى الجمهور وأخبره حكاية فعادةً عندما أمثل، أمثل شخصية فلا أنظر للعالم بل أعيش الشخصية التي أؤديها.
هذه ثالث مسرحية أقوم بها مع المخرج كارلوس شاهين فأنا أرتاح للعمل معه وأحب نصوصه وكواليس المسرحية عفوية جداً".
أما عن جديدها فقالت إنه ليس هناك من عمل جديد حالياً، وبالنسبة لبعدها عن السوشال ميديا فقالت إنها من النوع البعيد عن التصوير يومياً ولا تحبذ الأمر كثيراً فهي تتواصل مع الجمهور من خلال أعمالها.
الممثل وسام فارس قال إنها تجربة جديدة من نواحي عديدة وعن فوزها بالجائزة قال إن الناس شاهدوا أمراً جديداً لم يعتادوا أن يشاهدوه من قبل وثانياً أن إختيار كارلوس للنص كان ناجحاً كما هي العادة والذي "أنا إنغرمت به".
وعن تجربته الأخيرة بمسلسل "ثورة الفلاحين" والنجاح الكبير الذي حققه قال إنها تجربة جديدة له من ناحية العمل التاريخي ولكنها تجربة صعبة جداً وممتعة بصعوبتها.
وعن جديده قال إنه يحضر عملاً لرمضان المقبل وهو عمل عربي مشترك سيكشف عنه قريباً.
الممثل جوزيف زيتوني قال إنها تجربة جديدة والأولى من نوعها كونها لا تعتمد على التمثيل، وهي تجربة صعبة لأن الجمهور ليس معتاداً على هذا النوع وأيضاً نحن وكان هناك خوف في كيفية جذب الجمهور طيلة الوقت.
ومن جانبي فقد كنت سعيداً جداً بالتجربة كوني أنا من قمت بترجمتها وغصت بالنص، ومن هنا فإن النص هو أحد أبرز قواها للمسرحية والذي خولها الفوز بجائزة أفضل عمل مسرحي.