غيّب الموت اليوم الممثل والصحافي المصري الكبير سعيد عبد الغني قبل 5 أيام من حلول عيد ميلاده الحادي والثمانين، وذلك بعد صراع مع المرض، فقد أصيب في أيامه الأخيرة بإلتهاب رئوي حاد، استدعى نقله للعناية المركزة في إحدى المستشفيات، والتي مكث فيها أيامه الأخيرة بعد أن دخل في غيبوبة.
برحيله فقد الوسط الفني والإعلامي قامة فنية وصحافية كبيرة فقد زخرت حياته بالعطاءات في مجال الصحافة التي عشقها فأغنى أرشيفها وفي التمثيل الذي استهواه فكان أداؤه مختلفاً ميّزه عن غيره، فأمتع جمهوره بأعمال سينمائية وتلفزيونية عديدة، وقد امتاز بجاذبيته وطلته لكنه غالباً ما جسد أدوار الشر، فكان الشرير الجذاب والأنيق، رحل سعيد عبد الغني عن الدنيا لكنه بصمة لا تمحى في الإعلام والتمثيل على حد سواء.
لمحة عن سيرته الذاتية
لم يستطع سعيد عبد الغني إطفاء شمعة عيد ميلاده الحادي والثمانين فحصل العكس بأن انطفأت شمعته ورحل عن الدنيا يوم الجمعة في 8 كانون الثاني/يناير 2019 وهو ولد في 23 يناير عام 1938، في قرية نوسا البحر بمركز أجا في محافظة الدقهلية، التحق بكلية الحقوق، وتخرج فيها عام 1958، وعمل لفترة محامياً تحت التمرين، لكن الصحافة كانت شغفه، فترك المحاماة وانتقل للعمل في قسم الحوادث بجريدة الأهرام العريقة، واستمر عمله في هذا القسم لمدة عامين.
لكن وبعد نكسة 5 يونيو عام 1967، وعمله كمراسل حربي، وسقوط عشرات القتلى والجرحى أمام عينيه، قرر الانتقال الى القسم الفني وترقى إلى أن أصبح رئيسًا لقسم الفن في جريدة الأهرام وفي "الأهرام المسائي" حيث أجرى لقاءات مع كبار نجوم الفن آنذاك حتى تقاعده، كما كوّن سعيد فرقة تمثيل في "الأهرام"، وكان يكتب ويخرج لها الأعمال المسرحية .
إنطلق في السينما عام 1974 عندما منحه المخرج يوسف شاهين دورًا صغيرًا في فيلم "العصفور"، وفي نفس العام شارك في فيلم "الفاتنة والصعلوك" أمام الممثل حسين فهمي والممثلة ميرفت أمين، من أشهر أعماله مسلسل "القاهرة ترحب بكم"، فيلم "الشطار"، فيلم "مهمة في تل أبيب"، فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس"، مسلسل "نصف ربيع الآخر"، فيلم "حبيبي دائمًا"، مسلسل "الباحثة"، ومسلسل "الأفعى"، مسرحية "المهزلة الأرضية"، كما قدم عددًا كبيرًا من السهرات التليفزيونية "اعترافات ليلية"، "كمين الحب"، "حكاية مغاوري"، "الحلقة المفقودة" و"لا تسألني عن الغرباء".
تزوج من شقيقة الممثلة زهرة العلا، واتجه نجله الممثل احمد سعيد عبد الغني للعمل الفني، وشارك والده بطولة عدد من الأعمال الفنية، من بينها مسلسلات: "أم كلثوم"، "أوراق مصرية" و"شمس الأنصاري".
حصل على جائزة تقديرية من جمعية الفيلم عن دوره في "إحنا بتوع الأتوبيس"، ومُنح وسام الدولة من الدرجة الأولى في الفنون عام 1996، وكانت آخر جوائزه من المركز الكاثوليكي للسينما في الدور 65 عام 2017، إذ مُنح جائزة الريادة السينمائية، وشهد حفل الافتتاح الظهور الأخير للفنان سعيد عبدالغني في أي مناسبة، وبدت علامات التقدم في العمر واضحة عليه.