حين نتكلّم عن أهم المصممين في العالم لا بد لنا أن نذكر "لويس فويتون"، الفتى الّذي حوّل من اسمه ماركة عالمية تتربّع على عرش أثمن الماركات في العالم.
بين الطفولة والتاريخ حكاية نسجها الخيال، لتتحوّل إلى واقع يستحق التصفح، واقع يشهد له الزمن.
عشرات السنوات، وهذا الماركة ما زالت تلمع، وبريقها لا يزال حتّى اليوم يزيّن أزياء أهم سيدات المجتمع.
في هذا المقال نطلع على أهم المحطات التي مرّ بها لويس فويتون ، وأسرار انطلاقه نحو عالم الشهرة وغيرها.
لويس فويتون الطفل الذي هرب من زوجة والده
في الرابع من شهر آب/أغسطس عام 1821 ولد لويس فويتون في ضيعة صغيرة شرقي فرنسا، توفيت والدة لويس فويتون حين كان يبلغ عشر سنوات، الأمر الذي دفع بوالده إلى الزواج من إمرأة يقال إنّها كانت تعامله بقساوة.
الأوضاع العائلية دفعت به إلى الهروب من منزل والده، وهو في الثالثة عشرة فقط، متوجّهاً إلى باريس بحثاً عن الاستقرار. وبعد سنتين من السفر المتواصل والمعاناة مع ظروف الحياة الصعبة، وجد وظيفةً في مشغل لتصنيع الصناديق لدى شخصٍ يدعى مارشال، وكان حينها يبلغ السادسة عشرة من العمر.
سنوات صعبة عاشها لويس فويتون إلى أن وصل لعام 1854، التي كانت محطة مميزة في مسيرته، وبداية انطلاقته في عالم الشهرة وبين الأثرياء.
مسيرة لويس فويتون التي بدأت تلمع منذ عام 1854
شكّلت سنة 1854 محطّة فارقة في حياة لويس فويتون، ففي هذه السنة عرف الشهرة من خلال أوجيني "زوجة الامبراطور نابليون الثالث"، التي أعُجبت بأفكاره المميزة لصناعته الحقائب، فطلبت منه تصنيع صناديق خاصّة لها لتوضيب حاجياتها، ليؤسّس بعد ذلك علامة لويس فويتون التجارية.
عام 1867 شارك لويس فويتون في المعرض الدولي، وهنا زاد الطلب على منتجه بشكل واسع جدا.
عام 1875 صمّم لويس فويتون حقيبة غير عادية ومختلفة تماماً عما هو مطروح في الأسواق، هذه الحقيبة فيها من الجيوب والفتحات والأزرار، وهناك أماكن لحفظ الأوراق الخاصة، وأماكن للمال والمستندات. وعام 1885 افتتح أول فرع له في لندن.
وفي عام 1892 توفي المبدع والمؤسس الأول لشركة لويس فيتون، قبل أن يرى توسع شركته وتصدرها قائمة الماركات العالمية.
وفاة لويس فويتون
عام 1892 ودّع عالم الموضة والأزياء لويس فويتون، إلا أن علامته التجاريّة استمرّت مع ابنه جورج الذي طوّر هذه الماركة، لتصبح أوّل ماركة تضع العلامة التجاريّة على منتجاتها.
وعام 1913 شهد شارع الشانزيليزيه، أكثر الشوارع شهرة في العالم، افتتاح متجر لويس فويتون بطبقاته العديدة.
بعض المعلومات التي قد لا تعرفونها عن "لويس فويتون"
ماركة Louis Vuitton كانت أول من افتتح أكبر متجر في العالم في باريس.
نجل لويس فويتون ، جورج فويتون عمل على تطوير قفلٍ جديدٍ من نوعه لحقائب السفر التقليدية بتصميم الـTrunk، ولكثرة ما كانا واثقين بقفلهما المبتكر تحدّيا الساحر الشهير هوديني Houdini لفك القفل ضمن عرضه، ولكنه لم يقبل التحدّي.
لم تبدأ هذه الدار العالمية باستخدام الجلود في منتجاتها، حتى عام 1985.
لويس فويتون تتصدر أغلى عشر ماركات عالمية فاخرة.
عام 1925 طلبت كوكو شانيل تصميما خاصا من حقيبة Alma Voyage "حقيبة سفر"، وكانت من أوائل الحقائب لدى الدار.
إفتتحت الدار متجرها الأول في الشرق الأوسط بالكويت عام 1983، لتغطي الآن كثير من الدول العربية مثل السعودية، لبنان، البحرين، الإمارات، وقطر.
اليوم تعتبر لويس فويتون من أبرز الماركات التجاريّة وأشهرها في العالم، ومع استلام المصمّم الأميركيّ مارك جايكوبس قسم الإبداع منذ سنة 1997، شهدت الدار المزيد من النجاح الذي يكمله حالياً نيكولا غيسكيير، الذي شغل هذا المنصب بعد مغادرة جايكوبز وذلك سنة 2013.