وجيه صقر ممثل لبناني إشتهر بتقديمه أدوار الشر عبر الشاشة الصغيرة إذ وجد متعة في تأديتها، وعرفه الجمهور من خلالها، وبرع كذلك في لعب دور الرجل الشهم والطيب.
له بصمة خاصة في عالم التمثيل وتنقل بين العديد من المسلسلات من بينها جمهورية نون، ولاد تسعة، أمير الليل، ذهاب وعودة، تشيللو، الخطيئة، جذور، العشق المجنون، ديو الغرام، الحب الممنوع، متر ندى، أجيال، طالبين القرب، ومؤخراً الهيبة وحبيبي اللدود ، وجديده مسرحية "علقة جديدة" من كتابة وإخراج الأب فادي تابت.
موقع "الفنّ" إلتقى الممثل وجيه صقر وكان هذا الحوار:
"حبيبي اللدود" يتحدث عن الحرب اللبنانية ما هي الرسالة منه؟
حين قرأت النص بإمعان أعجبت به ورسالته هي : يا جماعة لا تتبعوا أي زعيم لأنهم يشربون الخمر سوياً في حين يتقاتل شبابنا وهم من يضعون توقيت الحرب وهم مسؤولون عن الصفقات كي يحصلوا على عمولة، وأنا أحاول أن أنشر فيهم الوعي، فكل السياسيون كاذبون ويعملون لمصالحهم الشخصية، الـ 300 ألف قتيل الذين ماتوا خلال الحرب ماتوا سدى وأشفق على الأمهات الحزانى.
أي أحزاب تقصد منى طايع في هذه القصة؟
لم تقصد أحداً لكنها أرادت ان تنبّه أن الحرب اللبنانية هكذا حدثت ونحن لا نجسد دور زعيم معين ولكن الشخصية خلقتها منى وأنا باجتهادي الخاص شاهدت كل الزعماء الذين عايشوا الحرب وطبقت ما رأيته على نفسي فاستوحيت من تصرفاتهم وكذبهم ونظراتهم، فهم يتصرفون بطريقة معينة لكنهم في الحقيقة مختلفون تماما إذ يشربون كأساً سوياً في الصباح ويوقدون الحرب وفق صفقة السلاح القادمة، والمبدأ ليس له علاقة بالحرب كحرب لكن منى قصدت أن ينتبه الناس من العودة إليها.
لمن أعطيت صوتك في الإنتخابات النيبابية؟
أنا إنتخبت جيلاً جديداً، أنا مع حزب 7 الذين يحاولون أن يقوموا بشيء، لذلك أعطيت صوتي لدم جديد لنرى ماذا سيفعل هذا الدم، فهو وعدنا أشياء كثيرة جميلة، ومر عام وهم يعملون، وأنا أنتظر لأرى ماذا سيفعلون، أنا ضد الطقم القديم، لا يعنون لي أبداً.
أنت عشت الحرب؟
نعم أنا كنت أعيش في وسط بيروت وأنا من مواليد 1969 أي مرت عليّ بداية الحرب في سنة 1975 وكان عمري آنذاك 6 سنوات حتى أنني أتذكر معارك تل الزعتر وحرب الرينغ حين كنا على الخط الأحمر في الأسواق، كانت الحرب "مترّمة" نستيقظ الساعة 6 يتوقف القتال أما الساعة 7 مساء فكان القتال يعود وذلك حسب صفقات السلاح وأنا لم أكن أعرف هذه الأمور مع أنني عايشت الحرب فسألت منى، كيف صورنا مشهدا يروي كيف أن جماعتنا يتقاتلون ويطلقون النار على بعضهم وأنا والزعيم مجتمعان؟ فقالت لي هكذا كانت تحدث الحرب، فالمقاتلون يتقاتلون على الجبهة في حين أن المسؤولين عن الحرب كانوا يشربون كأسا معاً.
أنت تقف أمام ممثلة تقوم بالتمثيل للمرة الأولى ولم تتخصص بهذا المجال فكيف وجدت الأداء التمثيلي بينكما كمحترف وبينها كمبتدئة؟
الفن رسالة ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك ونحن سنتنحى جانباً لأن هناك جيلاً جديداً سيبرز، وكل ما فعلته مع جوانا هو أنني ساعدتها فكنت أجلس معها قبل بدء المسلسل وكنت أوجهها، وهي لديها موهبة رائعة لكن ينقصها خبرة أكثر، وكسرت الحاجز بيني وبينها وصرت أمازحها كي ترتاح معي وإذا لاحظتِ فمشاهدي معها "مهضومة" وكنا مقنعين مرتاحين، ودورنا كنجوم ليس أن نجلس جانباً ونتكبر، كنت منذ وصولي أجلس مع جوانا وعملاً أيضاً بتعليمات منى ساعدتها كثيرا وهي تقول في أحاديثها الصحافية هذه الأمور لأنني أشعر أن هذه رسالة مني أن أجعلها تبرز حتى إذا أحبت أن تتابع في هذا المجال كي تكون استفادت من خبرتي.
البعض يعتقد أن مسلسل "حبيبي اللدود" يتكل على يورغو شلهوب فقط ليتوجه إلى الجيل الجديد، ما تعليقك؟
هذا ليس صحيحاً، فادي أندراوس لديه قصة حب مع روان طحطوح التي تمثل بشكل رائع وكذلك بيدرو طايع وكلهم لديهم قصص حب حتى أن أدوارهم أكبر من دوري، ومتكلون على النتيجة ومنى طايع لم تكتب فقط ليورغو شلهوب الذي يلعب الدور الأساسي، لكن الكاتب لا يعرف مسبقاً من يعلّق أكثر في أذهان الناس.
حظك سيئ لأنه في بداية مسلسل "الهيبة" كان دورك هو محامي نادين نسيب نجيم فخرجت ولم تظهر في الجزء الثاني ولن تظهر في الجزء الثالث؟
صحيح، لكني لم أندم أنني لعبت هذا الدور في "الهيبة"، كسرت النمط الذي اعتدت عليه، وإبتداء من "حبيبي اللدود" وصاعداً يجب أن أكون وجيه آخر، ويجب أن أطور شخصيتي وأدواري، وهذا ما قمت به في "حبيبي اللدود" وأنا أعمل على هذا التطوير ولن أقبل يأية أدوار حالياً فيجب أن يكون بمستوى "حبيبي اللدود" وما فوق.
هناك أفلام لبنانية كثيرة طرحت مؤخراً ولم تشارك في أي منها لماذا؟
ربما لأن جماعة السينما مختلفة عن جماعة التلفزيون، وكل شخص يحب ان يعمل مع الجماعة الخاصة به ولا أنتسب إلى أية مجموعة ولا أعرف أحداً منهم، ما عدا ماغي بو غصن وجمال سنان لأنهما صديقاي لكني لم أعمل معهما أبداً.
تطل اليوم على المسرح في مسرحية "علقة جديدة" للأب فادي تابت والتي تدعو إلى نزع الأقنعة عن وجوهنا، أخبرنا أكثر عن تعاونك مع تابت.
أنا أعمل دائماً مع الأب فادي تابت لأننا إشتقنا إلى الكلمة الحلوة، الكلمة الراقية التي تُضحك من دون الدخول في إطارات وتلميحات جنسية، لأنه أصبح كل من يريد أن يُضحك الناس يستعمل الإيحاءات الجنسية، ولكن مع الأب فادي تابت هذه الأمور غير موجودة، فكلمته سهلة، وهي السهل الممتنع وفيها رسالة، وهذا ما يجعلني أستمر في أن أعمل معه في المسرح، فأنا أدرس جيداً كل عرض يأتيني للعمل في المسرح لأنني لا أريد أن أعود إلى الوراء، قطعت شوطاً كبيراً جداً، ولدي بعد شوط عليّ أن أقطعه، ممنوع أن أرجع إلى الوراء، وأطلب من كل السياسيين أن ينزعوا الأقنعة عن وجوههم، فهم يظهرون على التلفزيون بشيء، ولكن بالتصرف هم شيء آخر.
هل عملت مع الممثلة الراحلة نهى الخطيب سعادة؟
كانت صديقتي وعملنا معاً دوبلاج في LBCI، أحبها كثيراً وحزنت جداً، رحمها الله، وهذه فنانة أعطت كثيراً للفن، لكن ماذا أعطاها هذا البلد؟
كانت مقعدة في العشرين عاماً الأخيرة.
صحيح، وهذا السؤال أتركه في ضمير النواب والسياسيين لدينا أصحاب الأقنعة.
ما هي أمنيتك للعام الجديد؟
الأهم أن يكون هناك حكومة جديدة وضمان صحي للفنانين كي لا يموتوا على أبواب المستشفيات، وتمنياتي على الصعيد الشخصي أن أكون موفقاً في إختيار أدوار لذيذة وحلوة بمستوى "حبيبي اللدود" وما فوق.