في الوقت الّذي أصبحت فيه القضايا المخالفة لحقوق الإنسان كثيرة ضاع حق ضمان الشيخوخة كإبرة بين كومة قش.
ننادي بضرورة ضمان الشيخوخة وكأنه لا حياة لمن تنادي، على الرغم من أنه أبسط ما يجب على الدولة تأمينه لتُشعِرَ المسنّ بأنه إنسان.
وبدلا من العصيان والتظاهر، قررت الكاتبة والمخرجة نبال عرقجي معالجة تلك القضية بقالب فني كوميدي، من خلال فيلم "مطلوبين- Wanted”.
الفيلم الّذي يتمحور حول أربعة من كبار السنّ ، هم جاكو "الممثلة سهام حداد" ودعد "الممثلة دعد رزق" وليد "لأول مرة جورج بو خليل" وأديب "الممثل جورج دياب" ، يقيمون في بيت للراحة تحت إمرة صاحبته الجبّارة التي تدعى "قمر" وتؤدي الدور الممثلة عايدة صبرا.
وفي مشوار الفيلم تتلقى جاكو رسالة تُعلمها بأن ضريح زوجها المتوفى "فرج" ستتم إزالته لأن شركة تعتزم بناء مجمّع تجاريّ على الأرض التي يقع فيها، فيقرر أصدقاؤها الثلاثة مساعدتها لمواجهة هذا الخبر الذي دمّرها، فيهربون معاً من المأوى لمنع الشركة من تنفيذ المشروع.
وهنا تبدأ الأحداث الشيقة للعمل الذي يشارك في بطولته الإعلامي بيار رباط، وعارضة الأزياء ميريام كلينك التي تجسد دور صاحبة ملهى ليلي يكون لها دور فعّال بمساعدة الشخصيات الأربع، مع مشارَكات خاصة لكلّ من الممثلين بديع أبو شقرا ووسام صليبا ودوري السمراني وعلي منيمنة وجوزيان بولس والمخرجة لينا أبيض والإعلامي طوني بارود وعمر خداج زميلنا من الجديد.
محطّات كثيرة لفتتنا في هذا العمل، وألغاز قوية "لطشات" مرّت، مثل الأموال الضخمة التي يمتلكها الحريري، الحب لا يفهم العمر مثل زواج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من السيدة الأولى بريجيت ترونيو، وبالإضافة إلى قضية السوريين وأخذهم لأرزاق اللبنانيين، وحتّى أنه برأي نبال عرقجي لم يفسحوا المجال للبناني أن يتسوّل في بلده.
والأهم من ذلك، أن محور الفيلم يتركز حول قضية الشيخوخة تحت عنوان الحب الّذي لا يفهم معنى العمر.
لفتني في العمل، النص أولا، والديكورات المليئة بالحياة والألوان، وعلى الرغم من ان هناك بعض الأخطاء التصويرية إلا انه لا يمكن التكلّم عليها لسببين، الأول، لأنّ هذا العمل الأول لعرقجي من ناحية الإخراج، ولأنّ فكرة النص كافية لشد الانتباه. كما لفتني وجود شخصيات معروفة بأدوار صغيرة مثل "بديع أبو شقرا ووسام صليبا وطوني بارود"، وهو الأمر الذي يدل على حبهم للفن أكثر من الـ "بريستيج وجوع دور البطولة".
ثانيا، أداء بيار رباط الّذي ولأول مرّة يشارك في التمثيل، بدا بكامل طبيعته، كما حال ميريام كلينك.
ثالثا، ليس هناك أي تعليق على أداء الممثلين الكبار في السن، لأنهم بالفعل أثّروا بنا، فحينما يجب أن نضحك أضحكونا، وحينما يجب أن نبكي ونتأثر يقومون بذلك.
رابعا، دور عايدة صبرا الشرّير أبدعت به لانها كانت متمكنة بالفعل من جميع تصرفاتها.
وفي الختام، لا يمكنني إلا أن أقول مبروك للسينما اللبنانية ولادة فيلم يستحق المشاهدة مع رسائل نعيشها يوميا في مجتمعنا.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملا اضغطهنا.