موهبة مميزة استطاعت أن ترسم لنفسها خطاً مميزاً بعيداً عن نجمات جيلها، فهي نازك هانم السلحدار في " ليالي الحلمية "، وهي الشخصية الأشهر خلال مشوارها الفني، تبدو في أدوارها في غاية الصلابة والقوة والتمرد، إلا أنها في الواقع تتمتع بخجل شديد، لا يتخيله من يراها على الشاشة.
هي الممثلة المصرية صفية العمري ، التي لُقّبت خلال مشوارها الفني بقطة الدراما المصرية لرسمة عينيها الشهيرة، كما لُقّبت أيضا بإليزابيث تايلور العرب والقاب عديدة ،ولا يعلم الكثيرون بأن صفية العمري إلى جانب موهبة التمثيل هى عاشقة للموسيقى وكان تحلم بأن تصبح عازفة كما أنها أيضاً موهوبة في الرسم.
فازت بمسابقة الرسم بالمدرسة وتعلمت العزف وعملت مترجمة
ولدت صفية مصطفى محمد العمري في مدينة المحلة الكبرى في 20 كانون الثاني/يناير 1949، ولها 6 شقيقات وعاشت مع عائلتها في ترابط أسري قوي بفضل والدتها، التي كانت تحرص على تعميق العلاقة بينها وبين شقيقاتها.
والدها كان يعمل مقاول معماري متخصص في الزخرفة الإسلامية، وفيما كان ينشغل والدها بعمله كانت والدتها هي من تهتم بشؤونها وتعليمها، حيث كانت تعتبر التعليم رقم 1 بالنسبة لبناتها. وخلال دراستها المدرسية تعلمت صفية العمري الرسم وكانت أول لوحة شاركت بها في مسابقة في مدرستها، حصلت على 15 جنيهاً وهي لا تزال طفلة، كما تعلّمت أيضاً العزف على الكمان وأول لحن إستطاعت أن تعزفه كان "بفكر في اللي ناسيني".
تزوّجت وهي في الثانوية وطليقها سبب لها عقدة
بالصدفة حين كانت صفية العمري طالبة في الثانوية العامة في زيارة لشقيقتها المتزوجة في القاهرة، تعرّفت على الفنان جلال عيسى ونشأت بينهما قصة حب، فكان هو الحب الأول في حياتها وإنتهى الأمر بالزواج السريع، ولم تكمل صفية العمري تعليمها في ذلك الوقت، حيث أنجبت صفية العمري إبنيها وليد وأحمد، لكن الزواج إنتهى سريعاً بعد أن إكتشفت زواجه بإمرأة أخرى، فقررت الإنفصال ورفضت الزواج مرة أخرى، كي لا تفشل. وقالت صفية العمري عن هذه الزيجة: "لم اتزوج مرة أخرى حتى لا أكرر مثل هذه التجربة الفاشلة التي سببت لي ازمة نفسية صعبة".
وبعد الإنفصال قررت أن تستكمل دراستها، فدرست في كلية التجارة بجامعة الإسكندرية، وتميّزت بإتقانها اللغة الروسية مما جعلها تعمل مترجمة في شبابها، وكانت تشارك أيضاً في مؤتمرات دولية.
إكتشفها رمسيس نجيب ورفضت التشبه بهند رستم
نجحت صفية العمري في بداية مشوارها الفني، بعد أن شاركت في إحدى المسابقات التلفزيونية للعمل كمقدمة برامج، وكانت أثناء زواجها من الفنان جلال عيسى رشحها المنتج محمود نصر لتقدم بطولة "قصر في الهواء"، لكنها رفضت ليذهب الدور الى الممثلة المصرية يسرا.
وجمعها لقاء بعد الإنفصال بالمنتج رمسيس نجيب، الذي شجّعها على التمثيل ورشحها لدور في فيلم "البنات لازم تتجوز" في عام 1973، وبعدها بعام شاركت في فيلم "العذاب فوق شفاه تبتسم"، بطولة محمود ياسين ونجوى إبراهيم في عام 1974، والذي تقاضت عنه أجر 300 جنيه وقتها.
وفي عام 1978 شاركت صفية العمري في فيلم "سلطانة الطرب"، وقدمت شخصية "شفيقة القبطية"، التي سبق وقدمتها الفنانة هند رستم وكانت قد إعترضت وقتها بعد أن حاول المخرج حسن الإمام أن يجعلها تشبه هند رستم في أدائها وطريقتها، وطلبت من المنتج رمسيس نجيب أن تقدم الدور بطريقتها، وهو ما نفذه لها.
وبعدها توالت أعمالها الفنية، وشاركت في أفلام مثل "القط اصله أسد" و"إمرأة للحب" و"ابدا لن أعود" و"لا وقت للدموع" و"ابنتي والذئب" و"العذاب امرأة" و"حساب السنين" و"نوع من النساء" و"البيه البواب" أمام احمد زكي، وقدمت البطولة أمام عمر الشريف في فيلم "المواطن مصري"، كما رشّحها المخرج يوسف شاهين لتشارك في أفلامه مثل "المهاجر" و"المصير"، وقدّمت فيلم "الحرافيش" و"البداية" و"الحجر الداير" و"عتبة الستات".
السينما خذلتها والدراما صنعت مجدها
لم تحصل صفية العمري على فرصتها الكاملة سينمائياً، على الرغم من مشاركتها في العديد من الأفلام السينمائية لكبار النجوم مثل عمر الشريف وعادل إمام وأحمد زكي، إلا أنها لم تحصل على البطولة المطلقة مثل باقي نجمات جيلها.
ولكن على العكس درامياُ، فقد إستطاعت أن تترك بصمة قوية فأتقنت دورها في مسلسل "أحلام الفتى الطائر"، في عام 1978 أمام عادل إمام وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً، وبعدها بعام قدمت مسلسل "الأيام" أمام أحمد زكي، حينما قدّمت شخصية الفرنسية سوزان زوجة الكاتب والمفكر الراحل طه حسين، حيث رشحت للدور لملامحها الأجنبية التي تمتعت بها. وشاركت صفية العمري في مسلسلات مثل "الأصدقاء" و"أوبرا عايدة" و"هوانم غاردن سيتي" و"عفاريت السيالة" و"الرجل والطريق".
أما النجاح الأكبر والفرصة الحقيقية التي صنعت مجد وإسم صفية العمري، كان من خلال مسلسل "ليالي الحلمية"، بأجزائه المختلفة وشخصية "نازك السلحدار"، التي أصبحت علامة من علامات الدراما في مصر والعالم العربي.
"عيونها" ماركة سيارة والمرض شوه جمالها
عرفت صفية العمري بجمالها الآخاذ، حتى أن أحد تجار السيارات أطلق على طراز إحدى السيارات اسم "عيون صفية" في عام 1991، لتشابه الكشافات الأمامية مع عيون صفية العمري، التي عرفت بجمالها الشديد وكانت الكثيرات يقلدن صفية العمري في رسمة عينها.
وعلى الرغم من أن البعض ظن أن لجوء صفية العمري إلى عمليات التجميل أدى لتشوه وجهها الذي تميز بجمال صارخ، إلا انها تعرضت لمرض العصب السابع، وبسبب اعطائها جرعات زائدة من الكهرباء تشوه وجهها.
سفيرة النوايا الحسنة وتكريمات خلال مشوارها
صفية العمري هي أول ممثلة يتم إختيارها كسفيرة للنوايا الحسنة من الأمم المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط، إلا أنها إعتذرت عن منصبها في عام 2006 بعد الحرب التي شهدتها لبنان. كما أن فيلمها "المهاجر" يعتبر ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية، وكُرّمت في الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان الإسكندرية السينمائي، وهي الدورة التي حملت إسم الممثل المصري حسين فهمي.
حلمت بشخصية مي زيادة ورفضت إستكمال "باب الخلق"
ظلت صفية العمري تحلم بتجسيد شخصية الشاعرة مي زيادة في عمل درامي، لكن وفاة المخرج يحيى العلمي أنهى حلم حياتها، حيث كان العمل في التحضيرات الأولى. أيضا واجهت صفية العمري المشاكل أثناء مشاركتها في مسلسل "باب الخلق"، فإضطرت لعدم إستكمال التصوير رغم أنها صوّرت العديد من المشاهد، لكنها فوجئت بحذف مشاهد لها فقررت الإعتذار.
رشدي أباظة وعادل إمام ونبيلة عبيد أقرب اصدقائها
معروف عن صفية العمري علاقتها الجيدة مع زملائها في الوسط الفني، إلا ان من المقربين لها كان رشدي أباظة وعادل إمام ونبيلة عبيد، التي تحظى بمكانة كبيرة لديها.
تعرضت للنصب وإستغلال إسم الشيخ الشعراوي
فوجئت صفية العمري بشخص يطلب مقابلتها ويخبرها أنه من طرف الشيخ الشعراوي، وطلب منها التبرع لزرع نخاع لطفل صغير فأعطته وقتها كل ما كانت تملك، إلا انها فوجئت بعدها بأن هذا الشخص إستغل اسم الشعراوي وبأنه نصب عليها.