نحن اليوم في 15 كانون الاول، أي قبل 9 أيام من ليلة الميلاد المجيد، نجوم كبار سيقدمون رسيتالات دينية منهم الفنانة هبة طوجي وهذه مفاجأة سارة للبنانيين، وليست بغريبة عن المنتج والمؤلف الموسيقي اسامة الرحباني، خصوصاً أنه تربى في هذه الأجواء، فلا شك ان الأخوين الرحباني هما من مؤسسي القداس الماروني، وبعدها إهتم الجيل الثاني من الرحابنة بالترانيم الخاصة بالميلاد مع رونزا وفاديا وأمال طنب، إضافة الى غسان الرحباني ووديع أبي رعد. وإستطاع اسامة أن يعيد هذه الأجواء الميلادية عبر ألبوم ميلادي سجله السنة الماضية وينتظره المؤمنون هذا العيد مع هبة طوجي في مغدوشة.
كارول سماحة تغني الميلاد هذه السنة ايضا لاول مرة في ضبية في رسيتال تنظمه مهرجانات الضبية الدولية، برئاسة السيدة كورين الأشقر، المشكورة على جهودها في نقل اجواء العيد، والخشوع بعيدا عن أجواء السهر التي يلجأ إليها شبابنا في هذه الفترة.
ماجدة الرومي كعادتها ستكون من اولى الفنانات اللواتي سيرنمن العيد، هي التي حاربها العديد من الأشخاص بسبب إلتزامها المسيحي، خصوصاً في فترة العيد، لم تتراجع عن قرارها في تقديم صوتها الملائكي للإحتفال بولادة المخلص. وتتعاون ماجدة مع جمعية "رسالة حياة"، هذه الجمعية الصادقة، ونشدد على صدقها ونزاهتها، فهي تساعد الفقراء والعائلات التي تسعى للتبني، وتعطي السماح القانوني لها الامر.
هناك اشخاص يقومون بمجهود كبير في هذا العيد من خلال الرسيتالات ويجب ان نلقي الضوء عليهم لانهم هم من يجعلونا نشعر بالعيد والفرح في جو الكآبة والتعاسة من وضع البلد، ومنهم الفنانة كارين رميا التي مثلت الى جانب الفنان عاصي الحلاني في مسرحية "من ايام صلاح الدين"، حيث ستحيي كارين رسيتالا في 22 من الشهر الجاري في كنيسة مار مخايل المارونية في منطقة "نابيه"قرب برمانا، وينتظره الكثير من المؤمنين. كارين التي نفتخر بها، تقدم الترانيم الميلادية بتقنيات عالية، خصوصاً أنها ثقفت صوتها لتصبح موهبتها أكاديمية محترفة بعد إلتحاقها بجامعة الروح القدس في الكسليك.
ومن الرسيتالات التي تعيد إلينا أجواء الفرح، رسيتال تنظمه والدة الفنان الراحل رامي الشمالي الذي عرفناه في برنامج "ستار اكاديمي" والذي نفتقده كثيراً. يحيي هذا الرسيتال شقيقاه ناجي وشادي الشمالي بمرافقة المرنم جان راضي والعازف نيكولا الدكاش، وذلك يوم الخميس 20 من الشهر الجاري في كنيسة القديسة رفقا في سهيلة. ندعو جميع محبي رامي ان يشاركوا في الصلاة لرامي، ونتمنى ان تكون نفسه في السماء، ويصلي عن نية لبنان.
ولا أنسى جمعية "نسروتو"، هذه الجمعية الوفية التي تعنى بمعالجة المدمنين على المخدرات، وهي من الجمعيات النادرة التي تجمع التبرعات من اجل المساعدة، وليست مثل بعض الجمعيات التي تجمع التبرعات من أجل ملء جيوب أعضائها الخاصة. وتهتم "نسروتو" بالكورال الخاص بها وبالاداء المحترف بقيادة المايسترو الاب مروان غانم المتخصص بالعلوم الموسيقية، والذي يعمل على الحفاظ على أصالة الموسيقى الكنسية، ويجمع عبر الكورال الترانيم التي تحمل الطابع البيزنطي والسرياني والغربي.
في النهاية لا بد من الاشارة الى ان كل انسان له ذوقه الخاص في عيش اجواء العيد، اما بالنسبة لي فكل فنان ومرنم يعطيني فرحا معينا في داخلي، لكن لا يمكنني ان انسى الفرح العظيم الذي اشعر به في كل مرة استمع الى الترانيم الميلادية بصوت السيدة فيروز، خصوصاً الـCD الذي اصدرته بالتعاون مع ابنها زياد والذي سجلته في لندن ويتضمن العديد من الترانيم مثل "اليلة ولد يسوع" وفيروز حين ترنم فيروز تشعرنا اننا في قلب الله وحين ترتل تصلي مرتين.