هو أخطبوط العود وموسيقار الجزيرة العربية، الفنان السعودي عبادي الجوهر أو (أبو سارة) كما يحب أن يناديه المقربين، وأطلق عليه الفنان الراحل طلال المداح لقب "أخطبوط العود"، كما أطلق عليه الأمير عبد الرحمن بن مساعد لقب "سفير الحزن".
عاش يتيم الأب في الطفولة وترك الدراسة من اجل الفن
عبد الله محمد الجوهر المعروف بالإسم الفني عبادي الجوهر، مواليد مدينة جدة في 24 نيسان/أبريل 1953، وقد نشأ طفلاً يتيماً للأب وربته والدته هو وشقيقه عبد الرحمن، وبسبب حبه للفن لم يستكمل دراسته الثانوية وقرر أن يحترف الفن صغيراً، متنقلا بين السعودية والقاهرة وبيروت.
تعلم العزف في الثانية عشر من عمره
فى سن الثانية عشر تعلم عبادي الجوهر العزف بنفسه، وكان في الوقت نفسه يرغب في أن يصبح عسكرياً إلا ان لقاءه بالفنان طلال المداح غيّر مسار حياته، فدخل الوسط الفني وبدا مشواره الفني في عام 1967 وكان ذلك بترتيب من الفنان لطفي زيني، الذي أصرّ على أن يأخذه إلى طلال مداح الذي سمعه وأعجب بموهبته، وقام بضمه لشركتهما "رياض فون" بعدها.
أشهر أغانيه تلك الفترة كانت أغنية "يا غزال" من ألحان طلال مداح عام 1968، كما قام بالغناء في حفل مع الفنانة هيام يونس في بيروت في مسرح التلفزيون في نفس السنة، وفي بيروت قام أيضاً بتسجيل أغنية "يا حلاوة" من كلمات لطفي زيني، وألحان طلال مداح عام 1969.
تكوينه كملحن عظيم
في عام 1970 بدأ عبادي الجوهر في التلحين لنفسه بداية بأغنية "أحبها"، ثم سافر إلى القاهرة عام 1971 لتسجيل أغنية من ألحانه وهي بعنوان "كأنك حبيبي"، من كلمات الأمير بدر بن عبد المحسن، ولحن مونولوج للفنان الراحل لطفي زيني بإسم (هذي السيارة) ، كانت انطلاقته الكبيرة في عام 1976 حينما شارك في حفل دورة الخليج الرابعة في قطر، حيث كان البث مشترك بين جميع الدول المشاركة، وقدم مجموعة من أهم أعماله مثل "رحال"، "الله معك"، "بنت الضحى"، "أنا أشهد".
وكانت أهم مرحلة في التلحين بالنسبة له عام 1978، عندما لحّن إحدى أشهر أغاني طلال المداح، وقدمها له بعنوان "طويلة يادروب العاشقين"، من كلمات الأمير بدر بن عبد المحسن.
50 ألبوماً في مشواره الفني و10 اسطوانات
في رصيد عبادي الجوهر الغنائي 50 ألبوماً غنائياً و10 أسطوانات و7 ألبومات ريمكس و12 ألبوماً مشتركاً، كما شارك في 5 أغنيات وطنية، ومن أشهر أغانيه "ياغزال ، ماقلتلك ، مشاوير ، مراسيلي ، مدري ، رحال ، سافروا ولا ودعوه ، حبر ورق ، هرجلي ، المزهرية ، على الميهاف ، مليت ، غريب"، كما قام بغناء تتر مسلسل "ساق البامبو" في رمضان 2016.
عود القصبجي صديقه الأقرب لقلبه
عشق عبادي الجوهر لآلة العود دفعه لمحاولة الحصول على عود الملحن المصري الراحل محمد القصبجي، وحتى الآن مازل الجوهر يحتفظ بالعود الذي أصبح عمره أكثر من 100 عام، وكان يفضل العزف المنفرد ويتمنى أن يصل لمستواه، يقول عن العود "إنه صديقه الوحيد والاقرب لقلبه".
عرض على نجاة الصغير أغنية "قد الحروف" ووديع الصافي طلب منه لحنا
قدم الفنان خالد عبد الرحمن له أحد قصائده وهي "قد الحروف"، التي لحنها عبادي الجوهر وكانت من أجل الفنانة نجاة الصغير إلا انها في هذا الوقت كانت قد أعلنت إعتزالها فطلب اللحن عدد من الفنانين، وفازت بها أصالة وحققت الأغنية ضجة كبيرة. وفوجئ عبادي الجوهري أثناء تواجده ضيفاً على احد البرامج بالفنان الكبير وديع الصافي يطلب منه لحناً في مداخلة هاتفية، وذلك لألحانه المميّزة التي جعلته واحداً من اهم الملحنين في العالم العربي بشهادة كبار الفنانين، منهم طلال مداح، سميرة سعيد، أصالة، رجاء بلمليح، ورابح صقر.
آخر ديو مع وردة الجزائرية ورأي محمد عبده في صوته
فى عام 2012، فاجأ عبادي الجوهر الجمهور بديو مع الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، بعنوان "زمن ما هو زماني"، والذي أحدث ضجة لأن وردة كانت بعيدة عن جمهورها في هذا الوقت.
ومعروف عن عبادي الجوهر بأنه فنان لا يميل للخلافات فرفض التعليق على تصريح الفنان محمد عبده، حينما قال عنه بأن حسه الموسيقي والتلحيني أكبر من إمكانياته الصوتية وبأنه ملحن أكثر من فنان، فدائماً ما يؤكد الجوهر على أن علاقته بالفنانين جيدة لا يوجد بها أي خلافات.
جوائز من كل العالم العربي
حصل عبادي الجوهر على العديد من الجوائز والدروع العالمية وأوسمة من الدرجات الأولى والثانية أيضاً، كما حصل أيضاً على الدكتوراة الفخرية من أكاديمية الفنون بمصر، وكرّم في اليوم الوطني السعودي مرتين، وحصل على جائزة أفضل فنان خليجي في مصر، وتم تكريمه بمهرجان الأسكندرية للأغنية، وحصل على أعلى وسام في سلطنة عمان تقلّده من السلطان قابوس، عندما قدم وصلة في مهرجان العود عام 2005، وأيضاً درع الإبداع "رمز الأغنية السعودية" من جمعية الثقافة والفنون 2018، وحصل على جائزة أفضل فنان خليجي في مهرجان الأغنية العربية المصورة في مونديال الإعلام العربي، في دورته الخامسة.
رحيل والدته أفقده كل شيء
عانت والدته من المرض وهو في سن الـ 20، وأصرّ عبادي الجوهر على عرض والدته على أطباء مصر إلا انها لم تشف، فعاد بوالدته إلى جدة حيث رقدت هناك، وفارقت والدته الحياة.
ويقول عن يوم فقدان والدته: "كانت والدتي بالنسبة إليّ كل شيء وكنت قريباً منها جداً، وفي العام 1974 توفيت والدتي وأثر فيني هذا الأمر وكانت هي أمي وأختي ومستشارتي، وعندما فقدتها شعرت أنني فقدت كل شيء".
أب لإبنتين والحزن يتجدد برحيل زوجته وغنى لها "الجرح ارحم"
في الثمانينات تزوج عبادي الجوهر من نورة سعد الحريقي ورزق منها بإبنتيه سارة ومي، وقد عانت زوجته من مرض السرطان في عام 2006 ودخلت العناية المركزة في لندن، لكنه نقلها بالإخلاء الطبي إلى المستشفى العسكري في جدة، حيث توفيت في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2006 في شهر رمضان، وقدّم أغنية "الجرح أرحم"، معبّراً فيها عن حزنه لفقدان زوجته، التي عاش معها سنوات طويلة.
عاشق الأهلي السعودي
الى جانب الغناء، لدى عبادي الجوهر العديد من الهوايات منه القراءة والمطالعة، خصوصاً كتب التاريخ والشعر العربي القديم، كما أنه معروف عنه عشقه لكرة القدم والنادي الأهلي السعودي، ويحب أيضا تنس الطاولة.