يعتبر سليم صبري من أبرز نجوم الفن في سوريا، ولد في دمشق وقضى معظم فترات حياته فيها، ولم يكن طريق الفن مفروشاً بالورود فقد كانت المسألة صعبة جداً حيث أن محاولاته في الظهور على الساحة الفنية، أخذت وقتاً طويلاً جداً حتى بدأ نجمه يلمع.
يتميز بجودة تمثيله وبراعته في تأدية كل الأدوار التي توكل إليه، ورغم تقدمه في السن إلا أنه مازال يقدم للدراما أعمال كثيرة ستخلد اسمه كواحد من أعمدة الدراما السورية وعظمائها.
البداية من المسرح
ولد سليم صبري في دمشق في الأول من حزيران/يونيو عام 1941، بدأ الفن منذ الصغر عندما كان عمره ثماني سنوات من خلال الرسم، كما بدأ في مجال التمثيل كهاوٍ منذ عمر 17 عاماً، وعند التحاقه بكلية الحقوق عمل على تأسيس فرقة "تمثيل جامعي"، وبدأ العمل بالتمثيل والإخراج ثم انتقل إلى المسرح القومي وتابع.
ويعود أول عرض مسرحي إحترافي شارك فيه بعنوان "صرخة دمشق" عام 1958، بينما أول عرض مسرحي قدمه على خشبة المسرح الجامعي كان بعنوان "بيت الدمية"، عن نص مسرحي يحمل نفس الاسم للكاتب النرويجي هنريك إبسن.
واستمرت نشاطاته المسرحية الجامعية إلى أن سجل أول مشاركاته في المسرح القومي سنة 1962 بمسرحية "مروحة الليدي".
أخرج سليم صبري أول مسرحية سورية لصالح المسرح القومي بعنوان "البيت الصاخب" عام 1966، عن نص للكاتب السوري وليد مدفعي.
ومن العروض التي شارك فيها كممثل في المسرح القومي "مدرسة الفضائح" 1963 و"الأخوة كارمازوف" 1964 و"لكل حقيقته" 1965 و"عرس الدم" 1966 و"الرجل الرابع" 1968 و"التنين" 1968.
في السينما والتلفزيون
أولى إطلالات سليم صبري كانت خلال السينما، حيث شارك بفيلم "خياط السيدات" عام 1969 إلى جانب دريد لحام ونهاد قلعي، قبل أن يقتحم مجال الدراما التلفزيونية في الثمانينات، من خلال المشاركة بمسلسل "حرب السنوات الأربع" عام 1984.
ومن أهم مسلسلاته "خان الحرير" 1996 و"الثريا" 1998 و"الفصول الأربعة" و"الفوارس" 1999 و"الخوالي" 2000 و"أبناء القهر" 2002 و"ذكريات الزمن القادم" 2003 و"التغريبة الفلسطينية" 2004 و"أشواك ناعمة" 2005 و"وشاء الهوى" و"أسياد المال" 2006 و"رسائل الحب والحرب" 2007 و"شركاء يتقاسمون الخراب" و"حارة ع الهوا" 2008 و"عن الخوف والعزلة" 2009 و"زمن العار" و"تخت شرقي" 2010 و"بنات العيلة" 2012 و"زمن البرغوت" 2013 و"بواب الريح" 2014 و"باب الحارة"و"العراب" 2015 و"وحدن" و"رائحة الروح" 2018.
وفي عالم الفن السينما، له العديد من المشاركات أيضاً منها "نسيم الروح" 1997 و"فضاءات رمادية" 1999 و"رؤى حالمة" 2003 و"لكل ليلاه" 2009 و"رسائل في الهواء" 2010.
على صعيد الإخراج
إخراجياً، أخرج سليم صبري عدد من المسلسلات المهمة منها شجرة النارنج" 1989 و"جلد الأفعى" 1999.
وقال سليم صبري في لقاء قديم: "التمثيل يغريني إذا كنت أحب الدور ومقتنعاً به، وفي الوقت نفسه أحب الإخراج، ولكنني لا أملك الوقت للعمل فيه، وفي رأيي أن للفن أكثر من وجه واحد، لذلك أحاول أن أكون أنا كيفما اتجهت، سواء في الإخراج أم في التمثيل".
البيئة الشامية
يعتبر سليم صبري من أهم الوجوه في مسلسلات البيئة الشامية، لعل أبرزها "باب الحارة" و"عطر الشام" و"أهل الراية" و"الزعيم" و"زمن البرغوت" و"حمّام شامي".
وفي لقاء أجراه موقع "الفن" في وقت سابق تحدث سليم صبري عن هذه الأعمال، فقال: "بنظري من أهم الأعمال التي يقدمها أي بلد هي تلك التي تتحدث عنه، لذلك أحب المشاركة دائماً بأعمال البيئة الشامية، فهي صوت البلد الحقيقي وتستطيع أن تدخل في جوف الناس والبيوت والآراء والعقول، كما أنها تعتبر أحد أنواع الإرشاد، وبرأيي التقديم التلفزيوني يجب أن يكون واعياً يتناول الأخطاء والمشكلات ويعمل على تصحيحها، لذلك أرى أن البيئة الشامية هي البيئة الأكثر إصلاحاً".
وأضاف: "هناك مجموعة محاولات لملامسة الواقع الشامي رغم أنها لا تخلو من المبالغة في بعض الأحيان، وهناك بعض القضايا التي أنتقدها شخصياً، كمشاهد القتل والضرب والخناجر، ومن يعرف البيئة الشامية الحقيقية يدرك أن هذه المشاهد غير موجودة، وعلى العكس تماماً أهل الشام والسوريون بعامة يعيشون كعائلة واحدة الأمر الذي نلاحظه بكثرة في الحارات الشامية وأهالي هذه الحارات يعيشون كالأخوة ويمدون لبعضهم يد العون وهذا الأمر إيجابي، وأعتقد أن هذا ما يتم التركيز عليه في الأعمال الشامية".
عائلة فنية
قلائل الذين يعرفون أن سليم صبري متزوج من ممثلة قديرة أحبها منذ أيام المسرحيات القديمة والمسلسلات، التي كانت تذاع باللونين الأبيض والأسود فقط، هي ثناء دبسي وإبنتهما يارا صبري.
وتحدثت دبسي في أحد اللقاءات عن سر نجاح علاقتها بزوجها سليم صبري، مؤكدة أن العقلانية هي سر نجاح العلاقة الزوجية التي تجمعها به، وهي أساس حياتهم الهادئة والمستقرة، مضيفة أن العاطفة لا تكفي وحدها لبناء علاقة ناجحة، فلابد من التفاهم والاحترام وعدم التشبث بالرأي والعناد، فهي أمور كفيلة بتحويل الحياة الزوجية إلى رحلة ناجحة خاصة مع عدم ترك المشكلات تمتد إلى يوم آخر والسعي إلى حلها مباشرة.
وأكدت دبسي أنهما في حالة تشارك دائم للآراء بكل الأمور الحياتية وبالأخص أمور العمل التي قد يختلفان حول بعض تفاصيلها، ولكن غالباً ما يقنع أحدهما الآخر، مضيفة أن الاختلاف لا يعني الخلاف، والمرأة برأيها هي الأساس في نجاح الحياة الزوجية.
أما سليم صبري فقال لموقعنا إن زوجتي هي كل شيء بالحياة.. هي البداية والنهاية، وهي من الفنانات المتألقات في الدراما السورية.. آراؤنا دائماً متبادلة فهي واعية جداً، وأستشيرها بكل ما أفعله.
الثنائي شاركا معاً في أكثر من مسلسل، منها "بنات العيلة" و"قوس قزح"، وجسدا في هذين العملين دوري زوجين، وإضافة إليهما هناك مسلسلات "الزعيم" و"وراء الشمس" و"زمن العار" وغيرها.
معلومات قد لا تعرفونها عن سليم صبري
يعتبر سليم صبري من الممثلين السوريين الكثر الذي رفضوا مغادرة سوريا رغم الحرب، فبقي في منزله في دمشق، لكنه يسافر إلى الشارقة مرة واحدة كل عام ليجدد إقامته.
بعيداً عن العمل، يقضي وقته في قراءة أهم وأحدث الروايات العالمية.
اعتذر سليم صبري عن المشاركة في الجزء التاسع من "باب الحارة"، بسبب انشغاله بتصوير "عطر الشام"، قائلاً إنه من غير الممكن أن يعمل في مسلسلين بالوقت عينه.
يعتبر شخصية "مالك بيك الجوربار" في مسلسل "الفصول الأربعة"، من أهم الشخصيات التي قدمتها لأنها تتضمن جزء كبير من الواقعية.