إستطاعت المؤلفة السورية نور شيشكلي أن تخطف الأنظار في مصر في موسم رمضان الماضي من خلال مسلسل "الرحلة" الذي حقق نجاحاً كبيراً، ومازال يتم عرضه حاليا على الفضائيات، وهذا النجاح دفعها للإستمرارية، حيث تواصل كتابة عمل درامي جديد لا تريد الكشف عن تفاصيله حاليا.
وفي حديث نور لـ"الفن" تكشف لنا أسباب البدء في الكتابة من منطقة الذروة، ورؤيتها لحضورها على الدراما المصرية للمرة الأولى، ورؤيتها للمنافسة في رمضان، وأسباب إنتماء أعمالها للتشويق، وعن مسلسلها المؤجل "شوكولا"، وماذا قالت عن مصر، وتفاصيل كثيرة في هذا اللقاء.
في البداية.. بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "الرحلة"، لديكِ عمل جديد في مصر ماذا عن تفاصيله؟
مازال العمل في طور الكتابة ولم أنتهِ من كتابته حتى الآن، لذا لا أستطيع الإعلان عن تفاصيله، ولكنني سأتواجد في مصر للعام الثاني على التوالي بعد ما حققه مسلسل "الرحلة" من نجاح، وسعيدة بهذا الأمر للغاية، وكل ما أستطيع قوله في الوقت الحالي أن المسلسل الجديد بعيد كل البعد عن "الرحلة" وأي عمل آخر قدمته مؤخرا.
من أية نقطة تنطلقين في كتابة أعمالك الفنية؟
بالعادة أبدأ كتابة أعمالي من نقطة الذروة، وأترك فيما بعد للمشاهد أن يجد حلاً درامياً كي نعود لنفهمه تفاصيل كل شخصية من خلال الخط الدرامي.
وكيف وجدتِ حضورك للمرة الاولى على الدراما المصرية من خلال مسلسل "الرحلة" الذي تم عرضه في رمضان الماضي؟
هذه هي المرة الأولى التي أُقدم فيها مسلسلا مصريا خالصا يخاطب الجمهور المصري، ولكنها ليست المرة الأولى التي أدخل بها البيوت المصرية، فلقد سبق ودخلتها بـ"جريمة شغف" و "علاقات خاصة" و "مدرسة الحب"، وذلك لمشاركة الكثير من النجوم المصريين وتقديم حكاياتهم الدرامية للجمهور، فأنا أحكي عن حضور "الرحلة" لأن هذا المسلسل هو أنا والذي يمثلني، وأعتبره هويتي، وأطرح حالة من خلال ما أكتبه، والحمد لله ردود الافعال طيبة للغاية، وهناك وعي كبير، وأعتبره شريكاً بقلب اللعبة، وهذا جزء من أسلوب كتابة التشويق والغموض، وقد يمتلك بعض الأسرار التي يخفيها المؤلف وتجعله لا يمل من مشاهدة ثلاثين حلقة.
هل التعاون مع بطل المسلسل وهو باسل خياط ومن بلد واحد وتعاونتما من قبل، أفاد حضورك الدرامي بمصر؟
المشروع تم الإتفاق عليه مسبقا وتم بيعه للمنتجة مها سليم من قبل أن يكون باسل خياط موجودا في العمل، ومن ثم تم ترشيحه للعمل.
هناك تعليق كُتب عن أن من نفذوا "الرحلة" هم مرضى نفسيون كنوع من الدعابة من كاتبه.. كيف وجدتِ ذلك؟
لا اعرف صاحب هذا التعليق، ولكن هناك مجموعة من المنشوارت على السوشيال ميديا بخصوص "الرحلة" أصبحت "تريندات" ويتداولها الكثير من الناس، ومازالت ردة الفعل حول العمل مستمرة إلى الآن، والرسالة التي أحببت أن أقولها من "الرحلة" هي أننا جميعا مرضى نفسيون ولكن بدرجات متفاوتة سواء أنكرنا ذلك أو أخفيناه، فكلنا أسرى تراكم الأحداث التي عشناها في الطفولة، وظهور هذه الأمراض النفسية يكون حينما نتعرض لأحداث صادمة في حياتنا.
وكيف ترين المنافسة الدرامية في موسم رمضان؟
لا أحب الحديث عن غيري، فأنا حينما أكتب لا أفكر في منافسة الآخرين أو في فكرة السباق، ولكن إهتمامي الوحيد هو بالنظر لتقديم أعمال مختلفة وإنتقائية وبعيدة عما سبق وقدمته كي لا تمت للتكرار بأية صلة، وهل المشاهد سيشعر بذهابي إلى مكان مختلف أو أنني مازلت أتطرق إلى قصص موجودة بالفعل؟، ولكن كل التفاصيل الأخرى بمنافسة الآخرين وما إلى ذلك لا تعنيني.
أغلب أعمالك تنتمي للغموض والتشويق.. فما السبب؟
الفكرة أنني لا أنتمي لهذه المدرسة أو أحب العمل في هذا الجانب، ولكنه نوع من أسلوب الكتابة بالبداية بالذروة ومن ثم الكتابة بأسلوب تصاعدي تشويقي، فلا يمكن أن نبدأ من الذروة ومن ثم يسير المسلسل بشكل طبيعي ولكن لابد من التصاعد، وأسعى دوما لتوريط الجمهور مع كل الشخصيات والتفاصيل كي يشعر بلحظة من اللحظات أنه محل "أسامة" و "رانيا" و "ادم"، ودائماً أسعى أن أكون قريبة من المشاهد بالقصص الإنسانية، ولكن الإثارة والتشويق والغموض هي أول العناصر التي من الضروري وجودها بأي عمل درامي من دون أن نفقد المشاهد أو نجعله يمل، ومن الصعب للغاية بهذا الزمن أن تلقط الجمهور وتخطفه بسهولة، وخصوصاً أن وسيلة التنقل بين الاعمال أصبحت سهلة وبضغطة زر.
وماذا بخصوص مسلسل "شوكولا"؟
المسلسل مكتوب منذ سنوات، وتم توقيفه لظروف إنتاجية، ولكنني أعتقد أن تنفيذه سيكون خلال موسم 2019 المقبل، وأتمنى تنفيذ هذا العمل وخروجه للنور، وخصوصاً أنه يحمل قصة مختلفة وهو بعيد عن عنصر التشويق الذي حملته أعمالي الدرامية الأخيرة.
وفي النهاية.. هل نجاح "الرحلة" شجعك على الإستمرار في توجيه أنظارك إلى مصر؟
كلنا نعرف أن الحقيقة الثابتة هي أن مصر أم الفنون والدراما وحلم كل مبدع وفنان، والفكرة ليست رهن نجاح "الرحلة"، ولكن هل بالعمل القادم ستكون مصر بيئة حاضنة لفكرتي المقبلة أم سأنتقل الى مكان مختلف؟، وأنا يشرفني حجز مكان لي بالدراما المصرية، حتى ولو كان صغيراً، وأتمنى أن أكون إستطعت دخول البيوت المصرية بصدق، وطوال فترة وجودي بمصر وجدت تعاملا إنسانيا راقيا، ويشرفني بكل تأكيد.