في الوقت الذي نعيش فيه رهان الحاضر المليء بالمشاكل اليومية، إن كان على الصعيد الإقتصادي أو السياسي، ربّما نسينا للحظة ان هناك الآلاف من العائلات التي تنام تحت سقف أكله الفقر، من دون أي غطاء يدفّي أجسادهم الرقيقة، ومن دون أي طعام يسكت قرقرة البطن، وعدم قدرتهم على شراء دواء قد يسكّن آلامهم، وغيرها من الأمور التي تسيّر أمورهم اليومية.
جاءت النائبة بولا يعقوبيان وصرخت من جديد "كفى.. حان الوقت لإطلاق حملة دفى".
فإستقبلت ساحة الشهداء الآلاف من الخيّرين الساعين إلى نشر الدفء في قلوب الآلاف من العائلات الأكثر فقراً في العديد من المناطق اللبنانية، وذلك تحت شعار "من خيرك ساعد غيرك".
وبتغطية خاصة لهذا الحدث السنوي، لاحظنا كمية السعادة المرسومة على وجه يعقوبيان، ووجوه المتطوعين، وحتّى على وجه كل شخص من أصحاب القلوب الخيّرة.
يعقوبيان قالت لموقعنا إن "حملة دفى" التي استطاعت أن تسعد حوالى المئة ألف عائلة، بدأت تكبر سنة بعد سنة، فحينما بدأت منذ 5 سنوات كانت يعقوبيان خائفة قليلاً من ردود الأفعال، لتكتشف العكس.
وأشارت في حديثها إلى موقع "الفن"، إلى أن الأهم هو أن المتبرعين لا يعرفون العائلات التي ستستلم تبرعاتهم، والعكس صحيح، ورسالة هذه الحملة هي أبعد بكثير من الدفى والغذاء، فهي رسالة محبّة.
ولفتت في المقابلة إلى أن هذه السنة تميّزت بإقبال العديد من المتطوعين، وعلى الرغم من المخاوف من أوضاع البلد، استطاعت أن ترى كمية متطوعين ومشاركين كبيرة، بالإضافة إلى مشاركات سياسية من الخارج، وبالتالي هذه الحملة تعكس صورة إيجابية عن لبنان بعكس ما يظنه البعض في الخارج أنه بلد الغضب والمشاكل.
وعن سبب رفضها إطلاق صفة نائب عليها، وإنما نائبة "نائبة باللغة العربية تعني مصيبة"، قالت يعقوبيان "تاء التأنيث لا تسقط إذا كانت الكلمة لديها أكثر من معنى، وأنا مصيبة على كل شخص يطرق مسامير بنعش هذا البلد، فأنا مصيبة على هؤلاء الأشخاص".
وكذلك شارك الفنان جوزيف عطية بهذه الحملة، وقال لموقعنا إنه بقدر ما يتكلّم عن هذه المشاركة سيبقى مقصّرا بحقها، لأن هذه الحملة التي نجحت عبر السنوات الماضية يجب أن يدعمها المشاهير، وأن يكون لهم دور فعال.
وتابع عطية قائلا إن الهدف أيضا هو مساعدة أشخاص من دون معرفتهم، وبغض النظر عن دينهم، مذهبهم، لونهم وجنسيتهم، الهدف هو مساعدتهم.
وعن سؤالنا عما إذا كان المشاهير يشاركون بهذه الحملة للحفاظ على صورتهم الإنسانية أمام المتابعين، قال عطية "الفكرة بايخة، لأننا دائما نتواجد في عدة نشاطات، وفي العديد من الأحيان تكون المساعدة بعيدا عن الإعلام".
الشيف أنطوان حضر أيضاً، وقال إن هذه المشاركة مهمة بمناسبة الأعياد، وهذه السنة استطاعت أن تترك حملة دفى بصمة جديدة، ومن المهم جدا أن تكون المساعدة من إنسان إلى أخيه الإنسان.
الفنانة ماريتا الحلاني قالت إن مشاركتها في حملة دفى هي بسبب إيمانها بهذه الخطوة الإنسانية والتي استطاعت أن تثبت أنه حينما نقرر ان نركّز على هدف معين يمكن الوصول إليه والتغيير، والدليل هو مشاركة العديد من المتطوعين الّذين شاركوا من قلبهم، كما شكرت الحلاني يعقوبيان، مشيرة إلى أنها تمثّلها كصبية لبنانية، وقالت "بولا هي صورة عن المرأة القوية والحنونة في الوقت عينه".
أما الـMakeover Consultant لمى لوند التي شاركت أيضا في هذه الحملة، قالت إن هذه الحملة تجمع كل لبنان، لأن الناس المشاركين هم من جميع المناطق، واستطاعت هذه الحملة أن تثبت نفسها، والتي تعتبر عالمية، وهذا ما أكده المشاركون من دول العالم.
واللافت في الحملة هو غياب الفنانة مايا دياب بداعي السفر، على الرغم من أنها شجعت المتابعين على المشاركة في هذه الحملة، وكذلك كان لـ سهام قصير حصتها في تفجير موهبتها أمام أعين المشاركين بسحب "كميون" بحبل واحد ربطته على خصرها.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملا اضغطهنا.