هو الفنان وليد توفيق، صاحب تاريخ فني حافل بالنجاحات والانتصارات والاعمال الغنائية المميزة.
وخبرته الفنية تشكل مرجعية للفن الاصيل .هو من المخضرمين الذين عايشوا عمالقة الغناء في الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم، وهو النجم الآتي من عالم الاستعراض السينمائي. فنان مفعم بالاحساس، وصوت رومنسي فيه ابعاد من شرقطات الموهبة، سواء على صعيد الغناء او التلحين.
هو النجم العربي وليد توفيق الذي تطرق إلى موضوعات ساخنة فنياً خلال هذا اللقاء عبر موقع "الفن":
هل زمن وليد توفيق الفني إنتهى في عصر فني إلكتروني؟
لا يمكن لأي زمن فني ان يزول، بل العكس الفن الاصيل مثل السنديانة، كلما تجذرت جذورها بالارض كلما اصبحت أكثر متانة.
ما الذي تغير في الشارع الفني وتحديدا الغنائي اليوم؟
تغيرت البيئة، بدءاً من الاعلام وتوابعه، الى المسؤولية الفنية، الى عامل الاخلاص من قبل الفنان لفنه، وهذه العوامل أدت الى حدوث خلل او شرخ كبير في المجال الفني، وعالم الغناء هو الأكثر تضررا من هذا الخلل.
كلامك انذار خطير فيه اشارات عن مرحلة مقبلة من الفن قد تكون خطيرة جداً؟
اكيد لان الكثيرين ممن هم في موقع المسؤولية ليسوا مثقفين فنيا، تصور مثلا لو كان مسؤولا في رئاسة تحرير إحدى وسائل الاعلام لا يملك الخبرة الكافية والدراسة العميقة في مجاله كيف سوف يكون مصير جريدته؟.
أنت تطالب برقابة مشددة من وزارتي الإعلام والثقافة ونقابتي المحررين والصحافة؟
أكيد، وهذه الخطوة يجب إجراؤها بسرعة قصوى قبل إستفحال الامر وإنتشاره سرطانياً، فالإذاعات الخاصة أفسحت المجال بسبب المبالغ التي تتقاضها لدعم الاغاني، بنشر أعمال هابطة، والمسؤولية الفنية المختصة مهمشة، فالمنتج اليوم هو بائع خضار او جزار او دواليب "كاوتشوك" لا ثقافة موسيقية عنده، وهنا لا أعمم بكلامي، انما الاكثرية ممن يعملون اليوم في الفن لا يملكون الكفاءة الفنية، فتكون نسبة الاعمال هابطة عالية.
أنت مع مقولة "الجمهور عايز كدا"؟
أبداً، الجمهور اليوم والبارحة وغدا هو جمهور مثقف وعنده الفهم الكافي الذي يخوله الاختيار ما بين الصح والخطأ.
الموهبة لوحدها لا تصنع نجماً؟
هي الارض الخصبة، ولكنها تحتاج لإدارة فنية جيدة وذكاء وفطنة، فكل ما قاله اهلنا من حكم كانت دستورا لحياتنا، كانت والدتي، رحمها الله، تردد دوما :"عزّ نفسك تجدها ومن عاش مسايراً مات سقيماً".
هل ميزة الطيبة عند الانسان في الفن هي ضرب من ضروب السذاجة؟
بالعكس هي أسمى المشاعر الانسانية، انما البيئة الفنية كما قلت لك اليوم مضروبة، فالطيبة اليوم بنظر البعض هي نوع من الضعف.
هل يؤثر العمر على طاقات الصوت؟
الصوت عضل من نفس وهواء، فإذا حافظت عليه خدمك حتى آخر العمر، خذ هذا السكوب، عندما انطلقت في الغناء لم اكن مثقفا موسيقيا فدخلت المعهد للدراسة وسافرت الى باريس لدراسة أصول النوتة الموسيقية، ومازلت أتعلم حتى هذه اللحظات، كنت أقصد سيدة من بيت الرطل في القاهرة لأتدرب على اصول الغناء، فأجد عمالقة الغناء عندها مثل عبد الحليم حافظ وشادية وفايزة أحمد كل منهم ينتظر دوره ليمرن صوته.
برأيك الجيل اليوم لديه هذه الصيغة من الاجتهاد الفني؟
أبداً، لأنه لمجرد أن يشتهر يبحث عن الفساتين الضيقة والسهر والانجراف في متاهات الرغبة، للأسف لا يهتم للتمارين الصوتية، والحفاظ على نعمة موهبته.
لماذا لا يتواجد وليد توفيق في برامج الهواة التي تقدمها شاشة MBC؟
علاقتي قوية جداً بمالكي هذه الشاشة الكريمة، انما المشكلة ان غالبية وقتي بالقاهرة وغالبية النجوم اللبنانيين لديهم ادارة عائلية تهتم لشؤونهم الفنية، ناهيك عن ان لكل برنامج مدير انتاج، فالتعددية في الوسط الفني اللبناني تخول هذا المدير الاستعانة بمن هو من شلته، انما في مصر نجوم الغناء الكبار لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة.
أفهم من كلامك أن المنافسة في لبنان قوية جدا؟
أكيد ولدينا البديل فورا، بينما في الخليج لديهم ثلاثة فنانين من الاوائل مثل محمد عبده وأحلام وحسين الجسمي، وفي العراق عندهم كاظم الساهر، بينما في لبنان لدينا الكثير، لذا القيمون على لعبة الانتاج عندنا لديهم مساحة عريضة من الاختيار، الشيخ وليد الإبراهيمي صرح لي قائلاً "أنت من الاعزاء والغاليين على قلوبنا".
ما هي العبارة التي تزعجك فنياً؟
كنت أسمع دوماً عبارة "وليد توفيق خلص"، لكنها لم تؤثر على طموحي ولن تكون حجر عثرة في طريقي يوما.
وليد توفيق الحياة قدر أم إجتهاد؟
الاثنان معاً، انما الاجتهاد والمثابرة والادارة يحافظون على القدر فنياً.
لمن ينحاز وليد أكثر في العائلة للبنت أم الصبي؟
والله أتعاطف مع البنت لأنها عنصر حساس، أنا أشكر زوجتي جورجينا على تربية ولدينا لأنها زرعت فيهما روح المسؤولية والاجتهاد في سبيل تحقيق الذات، فإبني الوليد يدرس الموسيقى في الخارج، وإبنتي نورهان تخرجت وبدأت عملها.
هل حضور النجم العربي في حياتهما سهل لهما الامور؟
تصوّر أنهما لا يعرفان عن نفسيهما أنهما إبنَي وليد توفيق، ولا يستغلان شهرتي، بل إتّكلا على نفسيهما في إدارة أمورهما، ويحققان نفسيهما بمجهودهما.