عام رابع يمر بدون الشاعر والأديب سعيد عقل، سنوات غيبت الراحل جسداً لكنه كان حاضراً دوماً على الموائد الثقافية، في المناهج المدرسية، وفي أبيات الشعراء وكتابات المثقفين.
"لبنان إن حكى" والذي هو من أشهر مؤلفات عقل، يجب أن تكون المعيار الأساسي لتقييم مسار هذا الوطن الصغير بحجمه الكبير بكباره وقلاعه كالراحل سعيد عقل أو "عقل لبنان".
لبنان يا فيلسوف الحب والشعر والجمال سعيد عقل الذي يتخبط بالازمات ويراوح مكانه ويرزح أحياناً نحو الهاوية قبل أن تنجده أيادي المجتمعات الدولية ماذا يحكي؟، وكيف يبوح لك بوجعه؟
ماذا لو حكى لبنان لسعيد عقل ما حصل بعد وفاته بأربع سنوات، ما هي ردة فعله على تخبط لبنان سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً، تخيلوا سعيد عقل لو كتب مقالاً اليوم عن الوضع الحالي، ماذا سيتضمن وكم من رؤوس حامية ستهدأ وكم من ضمير نائم سيتحرك لإنقاذ هذا البلد؟.
"لبنان إن حكى" ماذا سيقول لك عن بلد يعاني أزمات إقتصادية لا حكومة فيها منذ أشهر خلت، والمواطن اللبناني يرزح تحت خطوط الفقر والعوز؟
"لبنان إن حكى" فناً يا سعيد عقل، فماذا سيقول لك بعد أن كتبته "عم بحلمك يا حلم يا لبنان"، ماذا سيقول عن تراجع الكلمة اللبنانية التي دافعت عنها وموسيقانا التراثية على حسابات لهجات وشبه لهجات مستوردة نرددها بدون عمق، بدون إحساس، بدون قضية؟
"لبنان إن حكى" حباً وخيراً ماذا يقول لك عن جرائم وحروب ترتكب بإسم الله ضحيتها الأبرياء.
لبنان إن حكى وحكى وحكى وفضفض عن همومه سيردد جملة واحدة، هي أن سعيد عقل عقله الذي فقدناه ليس عند موته، بل عندما هجرنا أدبه وكتبه ونقده ومقالات، وفيروز لسانه التي استعضنا بعظمة صوتها وأنغام موسيقى الرحابنة لنغمات دخيلة على مجتمعاتنا، وصباح جماله الذي لوثناه بنفايات مرمية في الطرقات، ووديع الصافي صخرته التي بدأ أبناؤها يهجرونها عنوة الى بلاد الغربة والهجرة.
عودوا الى سعيد عقل وفيروز وصباح ووديع الصافي والكبار، عودوا الى حب لبنان وجيشه وشعبه، تعود الحياة الى لبنان.