شارك المجلس العربي للعلوم الاجتماعية في المؤتمر الثامن لأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي حول العلوم الاجتماعية وذلك بدعوةٍ من المجلس الأميركي اللاتيني للعلوم الاجتماعيّة ((CLACSO.
أقيم المؤتمر في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس من 19 تشرين الثاني الجاري حتى 23 منه، وشهد في جلسته الافتتاحية، التي حضرها أكثرُ من 40 ألف شخص، تكريمًا خاصًّا للمجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة.
حمل المؤتمر عنوان "الكفاح من أجل المساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية في عالم مضطرب"، كما اقترن بالمنتدى العالمي الأول حول "التفكير النقدي" وشارك المجلس العربي للعلوم الاجتماعية في سلسلة محاضرات ألقتها مديرته العامة الدكتورة ستناي شامي بالإضافة إلى ثلاثة من علماء الاجتماع العرب المشاركين في إنتاجات المرصد العربي للعلوم الاجتماعية هم: الدكتور مختار الهرّاس (وهو عضو في مجلس الأمناء)، الدكتورة أمينة مكاوي والدكتور هشام أيت منصور.
والمرصد العربي للعلوم الاجتماعية هو مشروعٌ رئيس من مشاريع المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، مكرّس لمعاينة نشاطات البحوث المرتبطة بالعلوم الاجتماعية في الدول العربية وتقييمها، فضلًا عن متابعة أجندات البحث الناشئة ومواضيعها.
وتناولت الجلسات التي شارك فيها المجلس العربي للعلوم الاجتماعية موضوعاتٍ وقضايا عدّة عابرة للحدود أبرزها: دمقرطة المعرفة الأكاديمية، التحديات لتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب في التشبيك الأكاديمي من أجل الوصول المفتوح إلى المعرفة، وحوار المعرفة بين إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية...
هذا وقرر المجلس الأميركي اللاتيني للعلوم الاجتماعية أن يكرّم المجلس العربي للعلوم الاجتماعية ركونًا إلى "الدور الذي يضطلع به في نشر الفكر الاجتماعي النقدي وتكريس حضور العلوم الاجتماعية في العالم العربي".
وأشار المجلس الأميركي اللاتيني في رسالة دعوته إلى أن "هذه المبادرة إنما تصبّ أيضًا في خانة تكريم المفكرين العرب الذين سعوا وناضلوا من أجل بناء عالم أكثر عدالةً وحريّةً وديمقراطيةً ووحدة". علمًا أنّ المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة هو المنظمة العالمية الثانية التي تحصد هذه الجائزة بعد منظمة كوبيّة، وبالتالي هو التكريم الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط والمنطقة العربية والثاني على مستوى العالم.
من جهتها، قالت المديرة العامة للمجلس العربي للعلوم الاجتماعية الدكتورة ستناي شامي: "يسرّ المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة ويشرّفه بأن يحصل على تقدير في غاية الأهمية من المجلس الأميركي اللاتيني للعلوم الاجتماعية". وأضافت: "هي فرصةٌ مهمّة لنا لنتعلّم من خبرةِ خمسين عامًا للمجلس الأميركي اللاتيني للعلوم الاجتماعية في نشر العلوم الاجتماعية وتعزيزها وإنتاج المعرفة في أميركا اللاتينية والعالم". وأكدت شامي أننا "نتطلّع إلى التعاون والحوار والتبادل الذي من شأنه إبراز الروابط التاريخية والمعاصرة المهمّة بين أميركا اللاتينية والمنطقة العربية".
بدوره، أكد رئيس مجلس أمناء المجلس العربي للعلوم الاجتماعية الدكتور رامي ضاهر أنّ "هذا التكريم يأتي في توقيتٍ مهمّ للمجلس العربي العربي للعلوم الاجتماعية بعد ستّ سنوات على تأسيسه، كونه يتزامن مع انتقالنا تدريجيًّا إلى مرحلة جديدة نكرّس فيها التركيز على إنتاج المعرفة والمنشورات".
وتابع: "نتطلع إلى التعلم من تجربة المجلس الأميركي اللاتيني في دعم وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلوم الاجتماعية في أميركا اللاتينية وأميركا الجنوبية، حيث إنّ أحد أهم أهدافنا هو دعم وتشجيع الحوار النقدي والبحث في العلوم الاجتماعية داخل العالم العربي وأبعد من حدوده".
إشارة إلى أنّ المؤتمر والمنتدى يستضيفان شخصياتٍ سياسية وأكاديمية معروفة من مختلف أنحاء العالم وعلمًا أن النسخة السابقة من الحدث استقطبت أكثر من 30 ألف حاضرٍ من بينهم 600 محاضر، فيما شارك في هذه النسخة من المؤتمر ما يلامس 40 ألف شخص من بينهم 800 ضيف ومحاضر عالمي.