من يعاشره يلتقط سريعاً خفة ظله وبديهته السريعة وثقافته الواسعة وحماسه الشبابي وتواضعه المبني على الثقة الكبيرة بالنفس، كل هذه الصفات لم تخب ولم تتبدل عبر الزمن.
إنه الممثل السوريرشيد عسافالذي عرف بتقمص الأدوار المتعددة والمتنوعة، التي دفعت به إلى الصفوف الأولى منذ بداية مشواره الفني الطويل الذي ناهز الثلاثين عاماً.
هو صاحب الشخصيات الخالدة في الذاكرة، من "ورد" في "البركان" إلى "خالد" في "الكواسر"، ومنهما إلى "مأمور غربستان" في فيلم "الحدود" مع دريد لحام، ووصولاً إلى "أبو نايف" في "الخربة"، وغيرها الكثير.
ومن المعروف عنه أنه يختار أدواره بعناية شديدة ولا يغره التواجد الدائم، بقدر ما يبحث عن الجودة والنوعية والتأثير.
بدايته الفنية
رشيد عسافمن مواليد حوران وجبل العرب "جنوب سوريا" عام 1958، ظهرت موهبته في مراحل دراسته الأولى حيث كان عضواً في فرقة المدرسة الفنية وشارك بمسرحياتها.
بداياته الحقيقية كانت في المسرح الجامعي في السبعينيات، والذي صار من أبرز نجومه، ثم انتقل للعمل في المسرح القومي وقدم مجموعة من المسرحيات.
فيلما "الأرجوحة" و"اللعبة" للمخرج هيثم حقي، كانا نقطة ارتكاز للدخول في عالم الشاشة، وأيضاً مسلسل "البيادر" للمخرج فردوس أتاسي ثم "الجذور الدافئة" للمخرج سليم موسى، ثم فيلم "الحدود" لدريد لحام، فمسلسل "دائرة النار" لهيثم حقي، بينما كان مسلسل "البركان" لمحمد عزيزية الأهم والأوسع انتشاراً.
مسلسلات الفانتازيا
يعدرشيد عسافمن أوائل الفنانين الذي مثلوا أدواراً في مسلسلات الفانتازيا، بدأها عبر مسلسل "البركان" ثم "الكواسر" و"الفوارس" و"البواسل"، وبتلك الفترة التي تم إنتاج هذه الأعمال كان لا بد أمام ضعف المساحة وضآلة الهامش المتاح، وضغط الرقابة من اللجوء إلى هذه الأعمال.
الدراما البدوية
إن انتماءرشيد عسافإلى حوران وهي منطقة تتحدث بلهجة بدوية، ساعدته كثيراً في تخطي صعوبات اللهجة، فاللهجة البدوية ليست بعيدة عنه حيث أن المسلسلات البدوية التي شارك فيها تحتاج لابن بيئة لا يتقن اللهجة فحسب، بل يعرف بيئتها ويعرف كيف يعيش ويتصرف كبدوي خالص، وهذا ما ميزه عن أبناء جيله وحقق من خلالها نجاحات كبيرة.
أهم أعماله
شاركرشيد عسافبين الدراما والسينما فيما يقارب 80 عملاً، ففي التلفزيون كانت بداياته مع المخرج والممثل سليم صبري الذي أسند له دور البطولة في مسلسله التلفزيوني "البسطاء" بداية الثمانينيات، ليقدم بعدها عدداً كبيراً من الأعمال المتميزة أهمها "تجارب عائلية" عام 1981، و"دائرة النار" 1988، و"البركان" 1989، و"العبابيد" 1997، و"الكواسر" 1998، و"الفوارس" 1999، و"آخر الفرسان" 2002، و"أبناء الرشيد: الأمين والمأمون" و"رأس غليص" 2006، و"قمر بني هاشم" 2008، و"معاوية والحسن والحسين" و"خربة" 2011، و"زمن البرغوت" 2012، و"طوق البنات" 2014، "أزمة عائلية" 2016، و"الغريب" 2017، و"الواق واق" 2018، و"الباشا".
وفي السينما شارك في العديد من الأفلام، منها "أمطار صيفية"، "الحدود"، "الأرجوحة" و"اللعبة".
لحظات مميزة
كانت عائلةرشيد عسافدون مستوى الوسط من الناحية المادية، لكنها ذات مستوى مرتفع من ناحية المحبة والإنسانية، ولم يكن يهتم أو يدرك أنه من أسرة فقيرة أو يتنبه للموضوع أساساً، وكان سعيداً عندما يعمل ويعود بالمال للمنزل.
كان يسكن في حي القيمرية بدمشق، وعمل في بيع العلكة والصحف والمجلات، وأمشاط الشعر وغيرها، برفقة أشقائه لمساعدة والدهم في مصروف المنزل.
وكان والده يعمل مصوراً على كاميرا قديمة، كان يرافقه دوماً، ولذلك شاهد الكثير من الأفلام حيث كان يدخل إلى السينما للبيع خلال أوقات الاستراحة، ولا سيما سينما الحمرا بدمشق، وعمل بائعاً هناك، لتمر الأيام ويقف على خشبة مسرح الحمرا ممثلاً، وفي تلك اللحظة تذكر كل التفاصيل وكانت لحظات مميزة، وبالتالي طفولته التي يقال عنها معذبة، هي بالنسبة له ذكريات جميلة ومميزة.
الدراما السورية
يرىرشيد عسافأن الدراما لا بد أن تتأثر بما يجري حولها من أحداث واضطرابات نظراً لغياب عامل الاستقرار، لكن الدراما السورية حتى الآن لم تتأثر ذلك التأثر الذي يدل على قرب سقوطها أو انهيارها كما يزعم البعض، صحيح أن المسلسلات أو الأعمال السورية انخفضت من ناحية الكم، لكنها واصلت التألق من ناحية الأفكار ومن ناحية الأداء من تمثيل وإخراج وغير ذلك.
معلومات لا تعرفونها عنرشيد عساف
دخل السجن في مرحلة مراهقته، حيث كان يعمل كمعقب معاملات في الهجرة والجوازات، وخلال عمله اختلف مع أحد الموظفين فقام بضربه، وتم إيداعه السجن لمدة أسبوع.
درس الأدب الإنكليزي، على حين أن والده كان قد وعده بدراسة الإخراج في إيطاليا، إلا أن حالتهم المادية لم تكن تسمح بذلك.
أول سيارة اقتناها كانت في العام 1994 بعمر 36 عاماً.
يعتبر أن الطائرة هي أعظم اختراع عرفته البشرية لأنه يحب التحليق في السماء.
بنظره أجمل النساء هي الواثقة من نفسها، وأن أول ما يلفته في المرأة هي نظرة عينيها.
متزوج ولديه ابنتان "سارة" و"أليسار.