رحلة مليئة بالتفاصيل الفنية والشخصية عاشها الفنان والعازف والملحن والموزع السعودي رابح صقر ، خلال مشواره الفني الذي بدأه في عام 1983، بألبومه الغنائي الأول "يا نسيم الليل"، والذي كان انطلاقته نحو عالم الغناء والموسيقى.
الميلاد وبداية فنية صعبة
ولد رابح صقر في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر لعام 1964اسمه الحقيقي هو عيسى صالح الصقر في مدينة الأحساء شرق السعودية، وكانت بدايته صعبة خاصة وأنه لم يكن محظوظا مثل أغلب زملاءه، فلم يتنباه احد او يصقل موهبته كما حدث وقتها مع بعض من زملاءه بل اعتمد على نفسه تماماً، فكان شاباً موهوباً قادماً من الساحل الشرقي، يحاول أن يجد لنفسه الطريق بموهبته فقط ليلقب بموسيقار الخليج.
ألبومات مميزة وديو مع الشاعرة هتان
خلال مشواره الفني أطلق رابح صقر العديد من الألبومات، التي حققت نجاحاً كبيراً وبدأها بألبومه الاول "يا نسيم الليل" ليصدر بعدها ألبومه "صابرين"، وهو الألبوم الذي يعتبر بمثابة نقطة إنطلاقة له بعد إشادة من الفنان الراحل طلال مداح والفنان السعودي محمد عبده، بعدها قدم تجربته في ألبوم "أحبك" وقام بوضع ألحان الست أغنيات، التي يتضمنها الألبوم وغنى في هذا الألبوم أيضاً باللغة العربية الفصحى، من خلال أغنيته "يا بريق الماء"، والتي حققت نجاحاً كبيراً.
وكوّن رابح صقر ديو ثنائي مع الشاعرة هتان من خلال ألبوم "أنا والليل والقمرة"، والذي ضم ست أغنيات وهو الألبوم الذي ضم أغنية "صرخة ألم" التي يعتبرها عشاقه أهم اغنياته، وبالرغم من أن الألبوم عاطفي لكن ذلك لم يمنعه من ضم أغنية "جسر الخير"، بمناسبة افتتاح جسر الملك فهد وهي أغنية وطنية حرص على ضمها للألبوم.
وبعدها أطلق رابح صقر ألبومه الجديد "مغرورة" وضم 6 أغنيات، وقدّم لأول مرة آلالات غربية في التوزيع كما غنى العراقي بأغنية "ايش سوي"، والتي لاقت نجاحاً كبيراً.
نقلة في مشواره بأول عمل مصور ونجاح في الجلسات الطربية
وبأغنية "الهيد" في ألبوم "جرح" تعاون رابح صقر مجدداً الشاعرة هتان، في الألبوم الذي حمل إسم اغنيتها وقدّم خلاله ست أغنيات من ألحانه أيضاً، وكان الجديد هو تقديمه في هذا الألبوم لأول عمل مصوّر له يعرض على الفضائيات بأغنية "سرى الليل".
وقدّم بعدها رابح صقر العديد من الألبومات ومنها "اكتب لها حرف" و"قالوا خسوف" و"غاب القمر"، وحرص أيضاً على تقديم الجلسات الغنائية فكانت أولى جلساته بعنوان "سمرة 1"، والتي حققت نجاحاً كبيراً ولم تكن الجلسات الوحيدة في مشوار رابح صقر، وإنما أطلق أيضاً جلسات "سمرة 2" و"سمرة 3"ومن الجلسات أيضاً "عامين أحبك" و"احساس رابح" و"أصعب جرح".
أزمة إعتزاله و محمد عبده أقنعه بالعودة وغناءه باللهجة المصرية
في عام 1996 وبعد أن أطلق ألبومه "رابح 96"، بعدها لم يطرح أي ألبومات غنائية لمدة خمس سنوات، بسبب ظروف مر بها إضطرته في هذا الوقت للإبتعاد، إلا أن زملاءه أصروا على عودته خاصة محمد عبده، وبالفعل عاد رابح صقر إلى جمهوره مرة أخرى.
وفي هذا الوقت الذي إعتزل فيه الغناء فقد أشرف على العديد من الألبومات الغنائية، منها ألبوم نجوى كرم "ما حدا لحدا" وألبوم عبد المجيد عبد الله "غالي مرورا"، كما لحّن وقتها 5 أغنيات لنوال الكويتية.
وبعد عودته أطلق رابح صقر ألبومه "رابح 2002"، وطرح فيه 13 أغنية وبدأ بعدها بإطلاق البوماته بشكل سنوي، وما يميز أعماله هو حرصه على مزج الإيقاعات الغربية، في الأغنيات الغربية.
ويعد رابح صقر من أوائل نجوم الخليج الذين غنوا باللهجة المصرية، فحرص على تقديم أغنيات مثل "أرفضك" و"كان قلبي حبك"، كما قدم أغنيات منفردة مثل "ما عاد تسأل" و"ما في كلامي شي".
غنى لوردة على العود واعاد اغنية بعد ربع قرن
وكان رابح صقر حريص على تقديم أغنيات على العود، فأعاد أغنية وردة الجزائرية "خليك هنا" على العود ، كما قرر الإفراج عن أغنية "احساسي الخفي" وهى للشاعرة هتان ومن ألحانهـ وكانت حبيسة الأدراج 25 عاماً، وأصدرها بعد أن غناها على العود أيضاً.
خلاف مع عبد المجيد عبد الله
معروف عن رابح صقر علاقته الطيبة بزملائه في الوسط الفني، إلا ان خلافاً نشب بينه وبين الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله، فطالبه رابح صقر بضرورة إحترام من هم أقدم منهن وقال وقتها رابح صقر في تصريحاته بأن عبد المجيد عبد الله كان يصر الغناء من ألحانه وبأنه شوه التعاون بينهما، فيما رد وقتها عبد المجيد عبد الله قائلاً بأنه لا يصر على شيء وبأنه يجيد التلحين أيضاً وعلى رابح صقر أن يترك المساحة للآخرين، لكي يتعاون معهم في ألحانه.
حياته الأسرية واحضان ابنته على المسرح
"صقر" و"الوليد " ز"غلا" ثلاثة ابناء هم أغلى ما يمتلكه رابح صقر في حياته، خاصة إبنته التي يحبها بشدة حتى أنه في أحد حفلاته ناداها لتصعد على المسرح وتحتضنه، وسط تصفيق كبير من الحضور الذين تأثروا بالموقف، ويحرص دائماً رابح صقر على إصطحاب أولاده لحفلاته الغنائية، بالرغم من حرصه على أن تكون حياته العائلية بعيدة تماماً عن الإعلام والصحافة.