هو اشهر عاشق في الدراما السورية، حيث اشتهر بقصة حبه الكبيرة لزوجته السوفياتية "ناتالي" التي تركت بلدها وأتت الى العاصمة السورية دمشق لتتزوج منها.
حسام تحسين بيك ،ممثل سوري ولد في العاصمة دمشق عام 1941، ودرس في مدارسها ونشأ على عادتها وتقاليدها وكان يحلم بأن يكون طياراً حربياً، من ثم اكتشف حبه الكبير للتمثيل، وقام باالإهتمام بموهبته وتطويرها رقم العقبات التي واجهته.
حسام تحسين بيك.. موهبة اكتشفها دريد لحام
بدأ تحسين بيك بمشوراه الفني بشكل جدي من خلال فرقة "أمية" للفنون الشعبية والاستعراضية حيث سبق وكان يعمل بفرقة رقص يلحن ويدرب اعضائها على الرقص والغناء رغم أنه لم يحترف الموسيقى والغناء أكاديمياً، من ثم دخل عالم الفن من خلال مشاركته الممثل السوري دريد لحام حيث شاركه في بطولة العديد من المسرحيات منها "كاسك يا وطن، شقائق النعمان، ضيعة تشرين.."، حيث اكتشف موهبتة لحام عندما كان يقدم تحسين بيك أحد أدواره مع فرقة "أمية" على المسرح القومي وارتجل مشهداً كوميدياً، وبعد انتهاء العرض قال له لحام بأنه ممثلاً موهوباً من ثم عرض عليه المشاركة في أعماله، فقبل تحسين بيك وبرز في مسرح دريد لحام.
حسام تحسين بيك من المسرح الى الكوميديا
بعد بروزه في أدواره بمسرحيات دريد لحام خاض أولى تجاربه الدرامية من خلال مسلسل "إيام شامية" الذي تم انتاجه في العام 1992، وبعد حصده النجاح في العمل استكمل مسيرة مشاركاته في المسلسلات السورية، الى أن صنع لنفسه خطأ كوميديا خاصاً بدأه من مسلسل في العام 1996، حيث أطل حسام تحسين بيك بأروع أدواره تحديداً في "عيلة ست نجوم" و"وعيلة سبع نجوم"و"عيلة ثمانية نجوم" حيث رسخ كل مجهوده في العمل، وأصبح بعده من أبرز الوجوه الكوميدية السورية، الى جانب الممثلة سامية الجزائري وباسم ياخور وأيمن رضا.
حرفية تحسين بيك بانت بشكل خاص في "عيلة سبع نجوم" حيث كانت مساحة دوره أكبر ونجح أن يجسد شخصية "أبو طمزي" بحرفية عالية رغم أن عمره لم يكن صغيراً، لكنه أجاد الدور بإتقان.
بعد "عيلة ثمانية نجوم" حسام تحسين بيك يستكمل النجاح
من خمس نجوم الى ثمانية نجوم كان حسام تحسين بيك حاضراً، بفكاهته رورحه الكوميدية، لكن فطنة ودهاء تحسين بيك تمكنت أن تظهر للمنتجين بقوة عندما انتقل من الكوميديا الى أحد أجمل الأدوار المركبة التي جسدها في مسيرته وهو دور "تحسين" في مسلسل "عودة غوار-الأصدقاء" الذي تم انتاجه في العام 1998، فظهر بشخصية الصديق الطيب والذي يملك نزعة لدخول عالم الكبار، فيستغل صديقه "غوار" ويشهد ضده زوراً ليصل الى نادي الكبار، وبالتالي يصبح رجل أعمال ذو سطوة ونفوذ.
نجح حسام تحسين بيك بأن يثبت بعد "عودة غوار" لجميع المنتجين أنه "الجوكر" أو الورقة الرابحة لكل الأعمال "الكوميدية، والدرامية، والشامية.."، فعاد مرة جديدة واستخدم ذكائه وأطل عام 2001 باشهر الأعمال التي تم انتاجها انذاك وهو مسلسل "يوميات جميل وهناء" الذي حقق نجاحات عربية كبيرة عند عرضه، وجسد تحسين بيك دوراً مميزاً فيه وهو صديق بطل العمل "أيمن زيدان" الذي يرشده للطريقة التي من خلالها يحقق حلمه بأن تصبح زوجته "نورمان أسعد" تغار عليه.
الخروج من باب الحارة.. وهجوم شرس على العمل واتهامات بالداعشية
وفي العام 2004 أطل حسام تحسين بيك في مسلسل البيئة الشامية الشهير "ليالي الصالحية" بشخصية "أبو الفضل" وهو من يهتم بإنارة الحارة ولديه هم وحيد هو كيفية التخلص من التدخين، وقدم فيه أغنيات على طريقة "التمتمة".
أما في العام 2006 فقد شارك تحسين بيك في الجزئين الاول والثاني من مسلسل "باب الحارة" وتألق بدور حارس الحارة، من ثم رفض المشاركة في الأجزاء الممتالية من العمل، وعن سبب تركه العمل اشار تحسين بيك الى ان السبب هو اعتقاد صنّاع العمل أن من يشارك في هذا المسلسل يكون مديناً لهم، ويعود إليهم الفضل في نجوميته.
وعاد وانتقد باب الحارة في تصريحات أخرى حيث شبه تحسين بيك صناعه بداعش، واعتبر أن أحداث باب الحارة ليست من البيئة الشامية، والعمل يستخف بعقول الناس.
تحسين بيك يرد على باب الحارة بتأليف "الكندوش" فيقع بمأزق كبير
بعد باب الحارة كتب حسام تحسين بيك مسلسلاً سورياً يحكي البيئة الشامية بعنوان "الكندوش" يقع في ستين حلقة، ويرصد البيئة الشامية الحقيقية خلال فترة 1983.
وعند كتابته للعمل كشف تحسين بيك أنه كتبه ليصحح المبالغات والمغالطات التي يراها الجمهور في الأعمال الشامية، وعرضه على شركة "قبنض" التي وافقت عليه، لكن الشركة لم تستطع إنجاز هذا المسلسل لفترة طويلة فدخل تحسين بيك بصراع مع الشركة لإستعادة العمل.
بعد مناوشات كلامية بين الاثنين بسبب مسلسل "الكندوش"، زار الممثل السوري حسام تحسين بيك المنتج محمد قبنض في مكتبه، لينهي الخلاف بشكل كلي، وليكون الصلح سيد الأحكام.
تحسين بيك في حديثه لموقع "الفن" حينها قال: "البعض نقلوا لقبنض إنني شت المنتج محمد قنبض عبر الفيسبوك، لكنني لم أشتمه ولا أمتلك صفحة على هذا المواقع أصلاً لأكتب فيه".
وأضاف :"لا يوجد خلاف بيننا وإنما اختلاف، وقبنض إنسان عفوي وطيب، ولا يوجد بيننا حقد أو كراهية".
وبعد اخذ ورد وصل الطرفان الى حل للموضوع حيث استعاد تحسين بيك "الكندوش" من شركة قنبض.
قصة حب خرافية بطلتها "ناتالي" التي تحولت لأغنية
الى جانب التمثيل، لم يهمل حسام تحسين بيك موهبته باللتلحين والغناء، حيث أصدر العديد من الاغنيات ولحن الكثير من الأعمال التي أثنى عليها الكثير من النجوم خاصة أغنية "غزالي" التي اثارت أعجات الفنان المصري سيد مكاوي.
ولعل أشهر اغنية قدمها تحسين بيك هي أغنية "ناتالي" التي كتبها ولحنها خصيصاً لزوجته، حيث كشف من خلالها عن قصة حبه الكبيرة لزوجته السوفياتية، التي تعرف عليها اثناء سفره للاتحاد السوفياتي (سابقاً) وطلب يدها من أهلها فلم يوافقوا، وعلى اثر ما حدث معه عاش فترة حزن كبيرة وكتب في هذه الفترة بالتحديد أغنية "ناتالي" وغناها بصوته وبُثت على اثير اذاعة دمشق، وعندما سمعتها ناتالي هربت من أهلها وأتت الى سوريا وتزوجت من تحسين بيك وانجبا الممثلة نادين تحسين بيك والممثل راكان تحسين بيك، وبعد سنوات قام تحسين بيك بتصوير الأغنية على فيديو كليب وأطل بها الى جانب زوجته ناتالي وابنته نادين تحسين بيك.
عاصي الحلاني يغني لحسام تحسين بيك
حققت أغنية "ناتالي" نجاحات كبيرة جداً، مما دفع بالعديد من الفنانين الى إعادة غنائها، ومنهم الفنان عاصي الحلاني، والفنانة ميادة بسيليس، وعن غنائه الحلاني وبسيليس للأغنية قال حسام تحسين بيك في تصريحات إعلامية حينها: "أستاذ عاصي ليس بحاجة لتزكيتي فهو فنانٌ مهم وله حضوره القوي على الساحة الغنائية العربية، لقد أرسل لي اسطوانة تحتوي على الأغنية ولقد سمعتها ونالت على إعجابي، عاصي غنى الأغنية بطريقته وأسلوبه الخاص وليس بإمكاني أن أحكم على الأغنية كوني صاحبها أو أن أقيمها، فالحكم الأخير يكون للناس إن أحبت الأغنية منه أم العكس، هذا وأتمنى لعاصي كل التوفيق فيها وأن يحصد معها كل النجاح الذي يتمناه".
وإن كان أداء عاصي لهذه الأغنية كان أفضل من أداء ميادة بسيليس لها قال تحسين بيك: "إحساس ميادة كان أقرب للإحساس الذي أديته، فيما عاصي أدى الأغنية بأسلوبه كرجل".
أبناء حسام تحسين بيك على خطاه
يعرف الجمهور نادين تحسين بيك عن كثب حيث سارت على خطى والدها وأطلت بالعديد من الأعمال، وهي اليوم من أبرز الأسماء السورية في عالم التمثيل، لكن الجمهور قبل سنوات قليلة تعرف على راكان تحسين بيك الذي دخل عالم التمثيل عن طريق المصادفة فكان يعمل في بداياته بالماكياج الدرامي، وانتقل بسعي من أصدقائه إلى عالم التمثيل من خلال سلسلة "كل شي ماشي" وعرف من خلال شخصّية "العجوز" الطريفة التي قدمّها خلال الأجزاء المتتالية من العمل.
من ثم قام راكان بالمشاركة بالعديد من الأعمال السورية، وبرز بالشبه الكبير بينه وبين والده.