إستطاع الممثل السوري وائل شرف اكتساب محبة الناس في سوريا والعالم العربي سريعاً، خصوصاً أنه لم يتأخر في لعب أدوار البطولة المهمة، بل جاءت انطلاقته نارية متفوقاً بها على أبناء جيله.
ولد وائل شرف في 15 تموز/يوليو عام 1977، وتربى في عائلة فنية، ومارس التمثيل كهواية منذ الصغر، قبل أن يدرسه ويمتهنه في الكبر، معتبراً أن والده الممثل قدوته الأولى والأخيرة.
الانطلاقة الحقيقية
خلال السنوات الثلاث الأولى في الوسط الفني، شارك وائل شرف في 11 مسلسلاً دفعة واحدة بالفترة ما بين عام 2003 و2005، لكن انطلاقته الحقيقية جاءت في السنة الرابعة، في عمل غيّر مسار حياته الفنية.
ورغم أهمية الأعمال الأولى، إلا أن أدوار وائل شرف لم تحقق النجاح نفسه الذي حققه لاحقاً، هذه الأعمال هي "أبو الطيب المتنبي، الحجاج، أنا وعمتي أمينة، مرايا 2003، قتل الربيع، ليالي الصالحية، الخيط الأبيض، رجاها، الشمس تشرق من جديد، وشاء الهوى، القضية 6008".
وجاء الفرج عبر مسلسل " باب الحارة " الذي دخل كل بيت عربي، فأدى شخصية "معتز" عبر سبعة أجزاء، قبل أن يغيب في الجزأين الثامن والتاسع بسبب خلاف على الأجر بينه وبين الشركة المنتجة.
ومن خلال هذا الدور إستطاع وائل شرف ضرب عصفورين بحجر واحد، الأول كان من خلال رفع أجره عدة أضعاف بسبب الشهرة الواسعة التي حققها، أما الثاني فيتعلق بنوعية الأدوار التي قدمها لاحقاً من خلال تصديه لأدوار بطولة صُنف من خلالها كنجم صف أول، ولعل أهمها "لعنة الطين" و"طاحون الشر" و"هوا أصفر" و"رائحة الروح" "بيت جدي" و"مغامرات دليلة والزيبق".
وغاب وائل شرف عن الدراما لموسمين بسبب دراسته الإخراج السينمائي في بريطانيا، قبل أن يعود إلى دمشق بدور بطولة في مسلسل "هوا أصفر"، إلى جانب سلاف فواخرجي ويوسف الخال.
في السينما
رغم مشاركته في ما يقارب خمسين مسلسلاً، إلا أن وائل شرف يؤكد أن التلفزيون ليس فناً، بل السينما هي الفن، وقبل ذلك المسرح، وأن كثافة الأعمال التلفزيونية على حساب السينما والمسرح، لن تخدم الفن.
وإستكمالاً لدراسته السينمائية، يستعد لخوض تجربته الإخراجية الأولى في عالم الفن السابع من خلال فيلم قصير من تأليفه، وكان مقرراً أن يتم تصويره منذ عدة أشهر، لكن تم تأجيله لأسباب مجهولة.
بين الطب والتمثيل
بعيداً عن الدراما، لا يعرف كثيرون أن وائل شرف هو الاسم الفني الذي اتخذه في بداية مسيرته الفنية، واسمه الحقيقي وائل الرفاعي وهو ابن الممثل الراحل صبحي الرفاعي ، الذي توفي عام 2012.
عمل وائل شرف على وصية والديه، فدرس الطب في أوكرانيا، لكن هذه الدراسة لم ترق له، فقرر تركها والالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية والتفرغ للتمثيل أسوة بوالده، خصوصاً وأنه عمل في التمثيل منذ سنوات الدراسة الثانوية في عدة مسارح، منها مسرح الشبيبة والمسرح العمالي والمسرح القومي والمسرح المصري الاستعراضي.
لا للقاءات الصحفية
إتخذ وائل شرف قراراً بعدم إجراء أي لقاء صحفي والاكتفاء بنشر أخباره الفنية فقط، بعيداً عن حياته الشخصية التي كان ولازال يبعدها عن الأضواء، فيسجل له أنه لم يخرج في لقاء واحد في التلفزيون أو الإذاعة، بينما يخرج بين الفينة والأخرى ببعض التصريحات الصحفية المكتوبة فقط التي غالباً ما تكون نادرة.
وائل شرف متزوج ولديه ولدان "ليمار" و"وجود"، لكنهما بعيدان تماماً عن الأضواء بقرار شخصي من والدهما، علماً أنه كسر الروتين هذا العام بنشره صورة تجمعه بزوجته علق عليها :"مسا الخير يا حبايب مع شريكتي وصديقتي أم الجود الغالية.. عندما تتنفس الحياة تبدأ الهمسات تُسمع من بعيد، الله يديم المحبة".
كما إحتفل مؤخراً بالذكرى 14 لزواجه، ونشر صورة أخرى تجمعه بـ زوجته ، واصفاً إياها بأنها أجمل نساء الأرض.
شائعة بغيضة
لم يسلم شرف من الشائعات خلال الحرب في سوريا، فتعرض قبل أربعة أعوام لشائعة بغيضة وقاسية أفادت عن مقتله هو وأفراد عائلته على الحدود السورية والتركية، قبل أن يخرج بنفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لينفيها ويبدي إستياءه منها.