ما أجمل من كلمة صادقة نابعة من القلب، وما أجمل من لحن يعيدك معه إلى الأصالة، فكيف إذا إجتمعت هذه الكلمة بهذا اللحن في أمسية واحدة وأثمرت "نايات الشعر والمطر".
برعاية نقابة محترفي الموسيقى والغناء في لبنان وبلدية سن الفيل، أقام منتدى بيت النجوم الثقافي، برئاسة الأديبة حنان رحيمي، أمسية شعرية فنية بعنوان "نايات الشعر والمطر".
أحيا الأمسية الأديب جهاد شاهين، والأديب محمد سرور، المؤلف الموسيقي جوزيف كرم، الملحن أمير عيسى، وقدمتها الشاعرة إنعام فقيه، بمشاركة الرسام العالمي برنارد رنو الذي قدم لوحة جميلة من خلال الرسم المباشر.
الأمسية التي تغيّب عنها الشاعر الدكتور مهدي منصور بداعي السفر المفاجئ، إفتتحت بكلمة ترحيب بالحضور من رئيسة منتدى بيت النجوم الأديبة حنان رحيمي، تلتها كلمة للنقيب فريد بو سعيد، ومن ثم إستمتعنا بأجمل القصائد التي أبدع في أدائها الأديبان جهاد شاهين ومحمد سرور، وإنتقلنا مع عزف المؤلف الموسيقي جوزيف كرم والملحن أمير عيسى إلى حيث الفن الراقي والموسيقى الجميلة، في وقت كانت ريشة الرسام العالمي برنارد رنو تتنقل بين الألوان، لتكشف في النهاية عن لوحة رائعة.
وفي ختام الأمسية قدم منتدى بيت النجوم الثقافي درعاً تكريمياً للنقيب فريد بو سعيد، ودرعاً آخر لرئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة، تسلمه عنه الأستاذ جورج مغامس.
موقع "الفن" الذي حضر الأمسية، عاد بهذه التصريحات الخاصة.
الأديبة حنان رحيمي :"المنتدى تأسس منذ ثلاث سنوات، قمنا بنشاطات كثيرة بمناسبات وطنية وإجتماعية، وأقمنا أمسيات شعرية بحيث في كل أمسية كان هناك شيء من التراث مثل الآلات الموسيقية والأغنيات وغيرهما، وبعد أن كنا توقفنا لفترة صغيرة، عدنا لنستمر بإدارة جديدة، والمنتدى لا يقدم سوى الشعراء المهمين، نحن لدينا شعراء كبار وعمالقة في لبنان، ونشركهم في أمسياتنا.
جميل جداً أن نرى أن هناك أمسيات شعرية كثيرة تقام في البلد، ولكن يطل فيها بعض الشعراء الذين لا يجب أن يطلوا على المنبر، وأنا أسميت ما يحصل بـ"مجزرة المنابر"، بحيث يقدمون أشخاصاً ليس لديهم لغة ولا شعر، يأخذون الأشعار عن مواقع التواصل الإجتماعي من هنا وهناك، وفجأة يضعون قرب أسمائهم لقب شاعر".
وأضافت :"للأسف ليس لدينا جهة نناشدها، وزارة الثقافة لا تُعنى بهذه الأمور، ولكن فلتذهب وتوقف الألقاب التي يتم توزيعها، أنا عضو في إتحاد الكتّاب اللبنانيين منذ سبع سنوات ومن حقي أن أقول إني كاتبة، ولكن يأتي أحدهم يكتب كلمتين يصبح لقبه "كاتب"، فنصبح معاً في نفس المستوى، وهناك شهادات الدكتوراه الفخرية التي توزع عشوائياً، فهناك شخص يدرس كل حياته ليصبح دكتور، ويأتي شخص بمجرد أن يأخذ ورقة عن الإنترنت يصبح دكتور".
النقيب فريد بو سعيد :"نعتبر الأديبة حنان رحيمي كأنها عضو في النقابة معنا، الكلمة إن كانت ستُغنىّ يجب أن تُلحّن، فالموسيقى والشعر مترابطان ومتمازجان، وهذا ما تقوم به الأديب حنان رحيمي في هذه الأمسية بحيث تمزج بين الكلمة والأعمال الموسيقية، ونحن نتمنى أن تصبح العلاقة بين المواطن والدولة مثل العلاقة بين الشعر والموسيقى".
الأديب جهاد شاهين :"التردي الإجتماعي والوطني والضياع والتخبط ناتج عن خفوت صوت الثقافة، في السابق كان لدينا المسرح الرحباني والمنتديات المنتشرة في المناطق والأمسيات الشعرية، وأنا أتوقع أن يكون منتدى بيت النجوم الثقافي إنطلاقة لحلقة دفع بإتجاه الطفو على وجه الضوء".
وأضاف :"بين كل الأمور التي تقدم عبر الإعلام، نجد أن الثقافة محيّدة قليلاً، وهذا يتطلب حركة توعوية على مستوى الوطن، الكلمة لا تموت، ولكن هناك خطراً من خلال التعتيم عليها".
الأديب محمد سرور :"لا يجب أن نسكت، يجب أن تبقى المنابر توصل الصوت الأصلي والأصيل إلى كل المعنيين والى كل الناس من أجل أن يحصل شيء من النهضة، النهضة التغييرية، النهضة الحضارية، النهضة الإنسانية، نحن ينقصنا الكثير من الإنسانية، ولذلك علينا في هذه اللقاءات، وكحد أدنى، أن نلتقي إنسانياً ونعبّر إنسانياً".
وأضاف :"هناك من كل شيء في المجتمع، ولكن الأصوات التي تعبّر عن الإنسانية لازالت موجودة، وإن شاء الله ستبقى وستنتصر".
الرسام برنارد رنو :"أعتقد أن الرسم المباشر هو الذي يقربك من ربك، لأنك تدرك قيمة الملكة التي أعطاك إياها الرب، والتي أستخدمها اليوم للمرة 260، وأنا صنعت للوحة التشكيلية حضوراً على المسرح ووقفة عز، وأجبرتها على أن تدخل في كل الأحداث وبشكل مرتب، بعد أن كان الرسام يرسم لوحته في مشغله من دون أن يراه الجمهور".
وأضاف :"صعوبة الرسم المباشر تكمن في أنك ترسم أمام الناس موضوعاً جديداً وبجرأة، وفي كل مرة تقنية جديدة، وبوقت محدد، وهناك فنانون كثيرون يشاهدونك، وهناك مسؤولية كبيرة، لا تعلم ما هي اللوحة التي ستنتجها".
الفنانة سهام الصافي :"أنا سعيدة بوجودي هنا، والأديبة حنان رحيمي ليست بحاجة إلى دعم، هي الدعم لنا وفخر للبنان، الكلمة والشعر من هواياتي الأبرز، واللحن لا يكتمل من دون الشعر، ونحن كفنانين نبحث عن الكلمة الجميلة لنحلّق باللحن، وأنا لا أعتبر نفسي كاتبة، ولكني عضو في نقابة الفنانين المحترفين، وأكتب وألحن أعمالي".
وأضافت :"نحن بحاجة فعلاً لنشر الكلمة وتوعية اللحن، الكلمة هي الثقافة وحضارة، ويجب أن يكون لدينا دائماً مساهمة في توعية، ونحن بحاجة كثيراً إلى الثقافة، ولو كان بالفعل هناك ثقافة في وطننا مثلما يجب لم نصل إلى ما وصلنا إليه، نعيش بجهل كبير، وهذا ما يجعلني أتواجد دائماً في مجالس الشعر التي نرتقي بها الى السماء، والحمد لله أنه لازال لدينا هكذا لقاءات، وأنا أشد على يد كل الشعراء والأدباء".
المؤلف الموسيقي جوزيف كرم :"قدمت عزفاً إرتجالياً على مقامات عريبة قليلة الإستعمال مثل مقام الطرزنوين ومزجه مع مقام الراست ومقام الصبا، فأعطت اللحن الجميل الذي عزفته، وهذا الشيء مدون لدي كمقطوعات موسيقية ليستفيد منه الموسيقيون المتقدمون في العزف، لذلك أنا أقوم بتدوينها على الورقة والقلم ما يحيي تراثنا العربي والمشرقي، عبر المقامات الموسيقية العربية نادرة الوجود، للأسف".
الملحن أمير عيسى :"إجتمعت مع الأديبة حنان رحيمي في أكثر من عمل، حيث لحنت أغنية "تركني بسلام" التي غنتها الفنانة مايا يزبك من كلمات رحيمي، أبدعت مايا في أداء الأغنية، ولكنه لم يتم التسويق لها بالشكل الصحيح، واليوم غنيت لكم "ع باب القلب" من كلمات رحيمي وألحاني، ولم أقرر بعد لمن سأعطيها، وهناك عمل وطني للبنان، وعمل آخر عاطفي يجمعاني أيضاً بالأديبة حنان رحيمي".
وأضاف :"مشاركة الفنان في الأمسيات الشعرية هي بحسب إهتمامه بالثقافة والشعر والرسم، وأنا لدي شغف في الشعر والرسم، لذلك تجدني حاضراً دائماً في الندوات الشعرية والمعارض الفنية".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغط هنا.