"ما في ميّ، ما في حياة".. بهذا العنوان تنطلق الدورة الرابعة من مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية "BAFF". منظمو المهرجان عقدوا مؤتمراً صحفياً للإعلان عن برنامج المهرجان بالأشرفية، بحضور السفير البلجيكي هوبير كورومان، المدير العام لوزارة السياحة ندى سردوك، نائب رئيس بعثة السفارة السويسرية إليزابيث جيلجن، نائب رئيس البعثة في السفارة الأميركية إد وايت، نائب رئيس بعثة السفارة الإسبانية غابرييل دو شينشترو، الملحقة الاقتصادية والثقافية لدى سفارة اليابان آي أودوريبا، مديرة المعهد الثقافي الإيطالي مونيكا زيكا، سناء حمود ممثلة وزارة التربية والتعليم العالي، مؤسسة المهرجان أليس مغبغب، أعضاء لجنة المهرجان ماريا شختورة ونادين مقدسي، وممثلين من رعاة المهرجان والشركاء الثقافيين ومدعوّين. وكان لافتاً غياب وزارة الثقافة عن دعم هذا المهرجان.
إختار المهرجان عنوان "ما في مي، ما في حياة" لهذه الدورة، بهدف رفع مستوى الإحساس بتدهور وضع الموارد المائية في لبنان. المهرجان سوف يستنهض الجميع في المدارس والجامعات والمراكز الثقافية، للمساهمة في إثارة إهتمام الرأي العام بهذا الموضوع الهام.
ومن 1 الى 30 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، سوف يذهب BAFF Extramuros (خارج الأسوار) لملاقاة الجمهور البعيد عن العاصمة بيروت، حيث سيعرض أكثر من 40 فيلماً في الجامعات والمدارس والمراكز الثقافية في كل المناطق.
وبين 20 و25 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، تتوالى فعاليات BAFF Intramous (داخل الأسوار) في متربوليس - أمبير – صوفيل، حيث سيعرض 60 وثائقياً حول مختلف مجالات الفن والثقافة.
وبعد إنتهاء المؤتمر الصحفي عُرض الفيلم الوثائقي "Niemeyer 4 Ever"، الذي يرسم صورة مؤثرة عن التحفة الهندسية المنسية "معرض رشيد كرامي الدولي" في طرابلس، وهو من تصميم Oscar Niemeyer. الوثائقي من إخراج وإنتاج نقولا الخوري.
وللحديث أكثر عن أهمية هذا المهرجان والمواضيع التي سيطرحها من خلال الأفلام التي ستعرض، كان لموقع "الفن" لقاء مع مؤسسة المهرجان أليس مغبغب، التي قالت إن المهرجان سيتمكن هذا العام من خلال شبكة العلاقات الكبيرة، التي نسجها مع الكثير من القطاعات خلال الدورات الماضية، في إيصال رسالة عن الخطر الذي يواجه المياه في لبنان، على الرغم من أنه ليس موضوعاً فنياً لكنه من أساسيات الحياة، وعندما نرى هذه الأفلام تستعرض جوانب مهمة من الحياة لا يمكن أن نغفل عنها.
وأضافت مغبغب "تحدثنا مع شركائنا وداعمي هذا المهرجان عن العنوان العريض لهذه الدورة من المهرجان، وكانت آراؤهم متطابقة مع رأينا بضرورة إطلاق هذه الحملة، التي ستواكب كل فعاليات المهرجان.
كما أشارت الى أن المهرجان وضع لبنان على السكة العالمية عبر الأفلام الوثائقية التي ستُعرض، وهو موعد كبير للمخرجين العالميين ونحن أصبحنا منصة لهذا النشاط الفني السينمائي في العالم.
وعن غياب وزارة الثقافة عن دعم المهرجان، قالت مغبغب إنها لا تعتبر ذلك تقصيراً من الوزارة، لكن إن لم يكن لديهم النية لدعمنا في مثل هذا النشاط فنحن لا يمكننا أن نطلب المساعدة من دون التجاوب معنا، خصوصاً أننا أفرادا متطوعين نقوم بهذا النشاط. كما أكدت أن وزارة الثقافة لها مكانتها ولا أحد يحل مكان الآخر، وقد تكون الوزارة هذا العام منشغلة بأمور كثيرة، لكننا نأمل دعمها لنا في العام المقبل.
وعن فيلم "Niemeyer 4 Ever"، تحدثنا مع المخرج نقولا الخوري، الذي قال إن هذا الفيلم يعكس صورة وقصة طرابلس، ونطرح أسئلة كثيرة عن الإهمال الذي يتعرّض له معرض رشيد كرامي الدولي، وهذا الفيلم لم يكن هدفه الحديث فقط عن التحفة الهندسية للمعرض، بل هو رسالة للتحرك والإهتمام أكثر بوضع مدينة طرابلس وحتى لبنان ككل، فالكثير من الناس تجهل الكثير عن المعرض ولا تعرف أهميته وأهمية ودور طرابلس.
وأشار الخوري الى أن الكثيرين من أهل طرابلس كانوا متحمسين لفكرة الفيلم، وإعادة الحديث عن أهمية المعرض، وهذا يبرز التناقض الكبير الذي نعيشه في لبنان.
وقال الخوري إن مهرجان BAFF ليست رسالته فنية فقط، بل يقوم بإبراز صورة المجتمع من خلال المواضيع التي تعرضها الأفلام، وأضاف أن الكثير من الجمهور في لبنان لا يتحمّس لفكرة الأفلام الوثائقية، على الرغم من أن إنتاج هذه الأفلام في لبنان ليس ضعيفا.
وأشار الخوري الى أن السينما اللبنانية بدأت تتطور أكثر في المرحلة الأخيرة، وقد عبّر عن إعجابه بفيلم "كفرناحوم" للمخرجة نادين لبكي، مؤكداً أنه يستحق الوصول الى الأوسكار.