الحديث عن مشواره من الصعب حصره في كلمات، فالفنان المصري فؤاد المهندس استطاع خلال مسيرة طويلة، أن يحقق معادلة من الصعب أن يحققها نجم آخر، فنجح في البطولة المطلقة مثلما نجح تماما في تقديم الأدوار الثانية.
نجح في السينما والتلفزيون وتألق في المسرح وكان من النجوم الذين ارتبط اسمهم بالفوازير.. حياة فنية طويلة جعلته يستحق لقب "الأستاذ"، وجعلت منه واحداً من أهم الكوميديين في العالم العربي وليس في مصر وحدها.
مولده ونشأته
في السادس من أيلول/سبتمبر عام 1925، ولدفؤاد المهندسفي حي العباسية وله شقيقتان أكبر منه هما الإعلامية صفية المهندس ودرية وأخ اصغر منه سامي المهندس. نشأ في اسرة عاشقة للغة العربية فوالده زكي المهندس كان عالم لغة حيث كان عميد كلية دار العلوم ووكيل مجمع اللغة العربية وهو الذي لقنه عشق اللغة العربية وفن الإلقاء، وقد ورث عن والده خفة الدم وسرعة البديهة. بعد دراسته الثانوية التحق فؤادس المهندس بكلية التجارة وفي هذه المرحلة قرر أن يلتحق بفريق التمثيل الجامعي.
هكذا أحرجه نجيب الريحاني لأول مرة
في حفل زفاف شقيقته صفية المهندس على الإذاعي المعروف بـ "بابا شارو" والذي كان صديقا للريحاني، ظل فؤاد المهندس يطارد الريحاني طوال الفرح فشعر الريحاني بالضيق وقال له "يابني حرام عليك مش عارف اتنفس منك روح في داهية"، فقام بابا شارو من مقعد العرس من اجل ان يشرح للريحاني شغف هذا الشاب بالتمثيل وبعدها بدأ فؤاد المهندس في حضور بروفات مسرحيات الريحاني، الا ان الاخير مات قبل مولد نجومية المهندس الذي كان يأمل ان يعمل معه ولكن انتقاله لفرقة ساعة لقلبك كان سببا بعد ذلك في شهرة ونجاح فؤاد المهندس.
سينما ومسرح وتلفزيون واذاعة وفوازير ولقب الأستاذ عن جدارة
بين المسرح والسينما تنوعت اعمال فؤاد المهندس الذي حصل على فرصة البطولة المطلقة في فيلم "بنت الجيران" عام 1954 ، إلا انه ظل يرحب بالدور الثاني وابدع في اعمال عديدة بطولة مشتركة ايضا مثل "عائلة زيزي" و"الأرض الطيبة" و"بين الاطلال" و"نهر الحب". وفي المسرح قدم "حواء الساعة 12 " و"السكرتير الفني" و"انها حقا عائلة محترمة"، وغيرها من المسرحيات التي حققت ولا تزال نجاحاً كبيراً.
ولُقّب فؤاد المهندس بالأستاذ، وكان صاحب مدرسة شهيرة في الكوميديا، وتتلمذ على يديه عدد كبير من الممثلين، كما اعطى فرصة للشباب وقتها مثل عادل إمام، وقدم أيضا سعيد صالح في فيلم "ربع دستة اشرار" عام 1970.
في الدراما التلفزيونية قدم فؤاد المهندس "احلام العصافير" و"الدنيا لما تلف" و"عيون". كما قدم ايضا مسلسلات اذاعية منها "انا وابويا على نص أخويا". وعلى مدار سنوات عديدة بدأها عام 1968 قدم تجربة "كلمتين وبس" في الاذاعة ومن خلالها كان ينتقد بعض الظواهر السلبية في المجتمع بطريقته الخاصة التي احبها الجمهور وظل يقدمه حتى وفاته.
شويكار حب العمر الذي أثمر عن أعمال فنية ناجحة
كان فؤاد المهندس وشريك نجاحه وصديقه عبد المنعم مدبولي يبحثان عن بطلة لمسرحية "أنا وهو وهي"، وحينها تقدمت شويكار للمشاركة وكانت لا تزال في بداياتها الفنية ولكن بعد نقاش تشاجرا مع بعض ليقع في حبها! وبعد هذه المسرحية، تحولا الى ثنائي فني شهير اذ قدما معا العديد من الاعمال خلدتها قصة الحب التي جمعتهما حيث طلب الزواج منها في احدى المسرحيات وعلى خشبة المسرح سألها: "تتجوزيني يا بسكوتة"؟ فقبلت على الفور.
شويكار وفؤاد المهندس قدما معاً حوالى 26 فيلماً من بطولتهما، ومنها "اقتلني من فضلك" و"اعترافات زوج" و"ارض النفاق" و"فيفا زلاطا" و"الراجل دا هيجنني". والعديد من المسرحيات منها "انا وهو وهي" و"سيدتي الجميلة". وعلى الرغم من الإنفصال بينهما بعد حياة زوجية، ظلّا يقدمان اعمالا فنية سويا وتعترف شويكار أنه وعلى الرغم من الإنفصال ظل الحب بينهما.
وكشف نجله محمد من زوجته الأولى، أن والده اخبره انفصاله عن شويكار اثناء مسرحية "سك على بناتك" وقال إن الإنفصال افضل حل للحفاظ على المودة بينهما. وبالرغم من الانفصال ظل فؤاد المهندس يأكل من يديها خصوصا وأنه كان عاشقا للطعام وبشدة.
شفي من جلطة بالقلب بسبب مسرحية وأحب الأطفال في اعماله
أثناء تقديمه مسرحية "إنها حقا عائلة محترمة" مع الممثلة المصرية أمينة رزق وشويكار، أكد له الأطباء بأنه اصيب بجلطة في القلب إلا انه شفي منها بسبب حبه للمسرح.
أيضاً كان فؤاد المهندس عاشقا للأطفال وهو ما ظهر جليا في اعماله، ففي مسرحية "أنا فين وأنتي فين" قدم اغنية "رايح اجيب الديب من ديله" وايضا قدم مسرحية "هالة حبيبتي" للأطفال ومن خلالها القى الضوء على المعاملة السيئة التي يتلقاها الأطفال في الملاجئ، كما قدم "فوازير عمو فؤاد" على مدار سنوات طويلة وكان يتابعها الأطفال في مصر والعالم العربي.
وعلى الرغم من أن المهندس لم يكن مطربا لكنه قدم العديد من الأغنيات في اعماله حيث كان رئيسا لفرقة الإنشاد وهو في المدرسة.
أحب بنت الجيران والسبب ام كلثوم
في بداية مشواره الفني، أحب الفنان فؤاد المهندس زوجته الأولى وأم ولديه أحمد ومحمد، وهي السيدة عفت سرور، وقد وقع في غرامها لأنها تشبه أم كلثوم، وقرر الزواج منها قبل أن يكتشف أن هذه الحياة لا تتناسب معه كفنان ومتقلب المزاج أحيانا وحياته مختلفة، فقرر الإنفصال عنها بهدوء، وإتفقا على أن يكون الولدان مع أمهما، لرعايتهما من دون أي خلافات.
وفاته
بهدوء تام وفي منزل، وبعد إصابته بأزمة قلبية، رحل فؤاد المهندس يوم 16 أيلول/سبتمبر عام 2006، ويتردد أن سبب هذه الأزمة القلبية هي المشاكل التي تعرض لها إبنه، الذي تورط في إحدى القضايا، وكان والده غير قادر على مساعدته، ما إدى في النهاية الى وفاته.