زعيمة الكوميديا، ملكة الكوميديا، بسمة لبنان وغيرها من الألقاب، ولكن يبقى إسمها أكبر من كل التسميات، هي بكل بساطة ليليان نمري، الإسم المشرف في عالم التمثيل.
في الإذاعة والمسرح والتلفزيون والسينما، لم يمر إسمها مرور الكرام، ولن يمر كذلك، ممكن ألا تحبها، وأشكك بكلامي هذا، ولكن واجب عليك أن تحترمها، وتحترم مسيرة نصف قرن من العطاء، هي التي أحبت لبنان وناضلت من أجل البقاء فيه لأنها إبنة كبيرين من بلدنا، علياء نمري وشرنو.
لبينا دعوة ليليان لحضور مسرحيتها الجديدة "حلوة الدني" والتي هي برعاية وزارة الثقافة، وهي مسرحية عائلية، تحمل رسائل هادفة، تحاكي الإنسانية والضمير.
ليليان في "حلوة الدني" أرملة ولديها إبن وإبنة يتذمران من طريقة عيشهما، بسبب ظروف العائلة المادية، وشقيق زوج ليليان متسلط ومتحكم بمال شقيقه المتوفي، فتصر ليليان على الإحتفال بنجاح إبن جيرانهم المقعد بعد أن أصبح أستاذاً لكي يلمس إبناها الشجاعة والإندفاع لدى جارهم الأستاذ.
ما الذي سيحصل مع إبنَي ليليان؟ وماذا بالنسبة إلى زوج شقيقها وأموال زوجها؟ وكيف ستكون نهاية هذا العمل؟
أدعوكم لتروا بأنفسكم إبداع ليليان وكل العاملين معها، في مسرحية تحمل كل مقومات النجاح، فهي مسرحية تستحق المشاهدة.
رحبت بنا ليليان مع إطلالتها على خشبة المسرح، وتمنت أن نحب عملها المسرحي العائلي، وأشارت إلى أنها تلقت تهديداً من مجهول ينصحها بعدم تقديم هذا العرض في مسرح "بالاس" في الحمرا، وعبرت ليليان عن إستيائها وقالت :"أتمنى من البلديات والمناطق أن يحبوا أن نقدم لهم هكذا عمل، ومش بس يقدموا فنانات يتعرّينَ".
بعد إنتهاء المسرحية، وإقفال الستارة، إقتربتُ من درج المسرح بهدف دخول الكواليس لتسجيل لقاء مع ليليان، وإذ أتفاجأ بأن ليليان تنزل على هذا الدرج لتسلم علينا فرداً فرداً، فرأيت أن ركبتها لازالت متورمة جداً، فتعجّبتُ كيف أنها تقدم هذا العرض المسرحي بدلاً من أن ترتاح في منزلها، ليليان التي وقعت وتأذت ركبتها منذ أيام، رفضت أن تغيب عنا.
وبعد تهئنتي لها بالعمل، كان معها هذا الحوار.
تقدمين اليوم عرضاً لمسرحيتك "حلوة الدني" رغم أن ركبتك مازالت متورمة، هل جئتِ لتموتي على خشبة المسرح"؟
شنت حملة ضدي على موقع التواصل من قبل عدة حسابات وقالوا إني أكذب ولم أقع وأتأذى جسدياً، وإني ألغيت العرض المسرحي لأنه لم يكن هناك حضور، ولكن كان يجب أن أكون اليوم في المستشفى، والطبيب أكد لي أنه يجب تجبير صابونة قدمي لأنها زاحت من مكانها، وقمت بمجهود كبير لأقف على قدمي، وجئت وجهزت ديكور المسرح.
نعم جئت لأموت على خشبة المسرح، أو هناك إحتمال ثانٍ وهو في حال تمت الموافقة على هجرتي إلى كندا.
ليليان نمري التي تعطي الأمل لكثيرين، ونترقب منشوراتك على صفحات مواقع التواصل والتي هي مليئة بالتفاؤل، تنوين الهجرة إلى كندا بعد كل هذا العمر من العطاء؟
أنا تعبت، لم يعد لدي أمل، أنت تتأسف حين تعمل مع أشخاص لا يحترمونك، ويعتبرون كأنك كومبارس، تعمل من أجل تقديم مسرح فيه رسالة هادفة، وتجول على بلديات كثيرة لا يأخذون العمل، لتعود وتجد أنهم يقيمون مهرجاناً لفنانة تكشف عن فخذيها، هذا ظلم، أليس بإستطاعتي أن أقدم عمل شانسونييه؟ ولكني أريد أن أقدم رسالة، ورسالتي من هذه المسرحية هي أن لذوي الإحتياجات الخاصة عقلاً وفكراً، وهم أفضل منا ويعملون من قلبهم، يكفي إستهزاء بهم وقلة قيمة. تدخل إلى المطار فلا تجد مكاناً خاصاً لكي يدخل ويخرج منه ذوي الإحتياجات الخاصة.
من مزق أفيشات مسرحيتك؟
مزقوا الأفيشات الموجودة أمام مدخل المسرح، نزلوا بسرعة من السيارة مزقوا الأفيشات وفروا بسيارتهم.
ومن الذي هددك؟
تلقيت إتصالاً من دون إظهار رقم المتصل، وقالوا لي إنه من الأفضل لي ألا أحضر إلى المسرح اليوم.
ماذا عن عروض مسرحيتك "حلوة الدني"؟
عروض المسرحية جوالة بين عدة مسارح في مناطق بيروت، وبعدها نجول بالمسرحية في الضيع اللبنانية خلال فصل الصيف، أنا أريد أن يشاهد كل الناس هذه المسرحية، حتى لو لم أجنِ منها أرباحاً.
هل هناك من جديد على صعيد التلفزيون؟
أصور حالياً مسلسلاً سيتم عرضه قبل عيد الميلاد إسمه "أم البنات"، سيكون نقلة نوعية لي، وسيكشف لكل المنتجين الذين أجلسوني في بيتي، أنني أخطر ممثلة درامية، عدا عن أني ممثلة كوميدية، ستحبون دوري كثيراً، ولأول مرة سترون دموعي الحقيقية، المسلسل كتابة كلوديا مرشليان، إخراج فيليب أسمر، من بطولة كارين رزق الله، وجيري غزال لأول مرة، سيصدم المشاهدين لأن أداءه رائع جداً وهو قريب من القلب، أحبه كثيراً، وألتقي معه في المسلسل بعدة مشاهد، وهناك كيمياء بيننا.
كما كان لموقع "الفن" هذه الكلمات الخاصة من ممثلي المسرحية.
علاء شهيب الذي يلعب دور شقيق زوج ليليان، قال :"اليوم أعمل مع فنانة محترفة، لديها خبرة 52 عاماً في المسرح، الخبرة التي قدمتها لنا ليليان لم أشهد مثلها من قبل، وبعد أن كنت قدمتُ أعمالاً مسرحية وتوقفت عن التمثيل منذ العام 2014 لأني كنت أقوم بعمل سياحي في مدينة عاليه، عدت إلى التمثيل بهذا العمل لأنه مع ليليان نمري".
وأضاف :"ليليان تركز على كل شيء في مسرحها، وممنوع الغلط بأي شيء، ليس لديها غلطة صغيرة وغلطة كبيرة، الغلطة غلطة".
إيلي باسيلا الذي يلعب دور إبن ليليان، قال لموقع "الفن" :"قصة المسرحية مهمة، ومن معي مهمون، ولكن إذا لم يكن هناك كيمياء بين الممثلين لا يكون هناك نتيجة، ليليان هي الشخص الذي أتعاطى معه بسهولة على المسرح، فهمنا على بعضنا حتى من دون كلام، كنا نتكلم بعيوننا".
وأضاف :"عندما تتعرف على شخص مثل ليليان تفرح وترتاح، والعمل معها أضاف لي المزيد من الخبرة، وجعلني أعمل على أن أفرض نفسي من خلال وقوفي إلى جانبها على خشبة المسرح".
فضل مصلح الذي يلعب دور المقعد، جار أسرة ليليان، قال :"تجربة المسرح مختلفة كلياً عن تجربة التلفزيون والسينما، ليليان ممثلة قديرة ونتعلم منها أي شيء جديد في الثقافة والمسرح".
وأضاف :"ليليان أوصتني بأن أكون على طبيعتي وبألا أمثل على المسرح، وبأن أوصل الفكرة إلى الناس مثلما هي من دون زيادة أو نقصان".
روى نقولا بلطجي التي تلعب دور إبنة ليليان، قالت لموقعنا :"منذ أن كنت صغيرة أنا أرغب بأن أمثل، كان لدينا في الجامعة مباراة، وليليان كانت من أعضاء لجنة التحكيم، وسألتني عما إذا كنت أرغب بالتمثيل لأنها رأت أن شكلي يليق بالمسرحية التي تكتبها".
وأضافت :"أهم ما أوصتني به ليليان بالنسبة للمسرح هو الإلتزام بكلمتنا، وأن نتعامل كعائلة، وطلبت مني ألا أحمل هماً على خشبة المسرح، ففي حال أحد منا أخطأ يسانده الشخص الثاني".
مسرحية "حلوة الدني"
قصة وسيناريو وحوار ليليان نمري
ألحان الأغنيات الفنان علي أحمد
شارك في تلحين أغنيتين المؤلف والملحن طوني نمري
الأغنيات بصوت فرح العرب وعلي أحمد
شارك بصوته الفنان خضر أبو عقدة
مصمم الرقص ولغة الجسد جورج أويد
مخرج كليب "حلوة الدني" جورج أعرج
لوكينغ الفنان باتريك خليل
مهندس صوت علاء هلال.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغط هنا .