الأُذن تعشق قبل العين احيانا، هذا ما يفسر دخوله الى القلب مباشرة ومن دون سابق انذار، هو الذي دق ابواب الشهرة عبر اثير الاذاعة فلمع نجمه وعشقه الكثيرون قبل ان يروه وبعدما رأوه عشقوه بعد أكثر! له فتحوا قلوبهم ومعه ربحوا الملايين وتثقفوا بألف معلومة ومعلومة، معه عاشوا التحدي وعرفوا السماح وتسلقوا القمم، انه الإعلامي الكبير جورج قرداحي، الذي كان لنا معه هذا اللقاء:
اهلا بك عبر موقع الفن
فلنبدأ بالحديث عن أعمالك المقبلة، ما هو جديدك على شاشة الـ MTV؟
الحقيقة ان ليس هناك اي برنامج لي على الـ MTV، وقد حصل التباس حول الموضوع لانني كنت قد قدمت نوعا من ترويج لمسابقة جديدة اسمها مليونير العرب، وهو ليس برنامجا تلفزيونيا اسبوعيا بل سحبا خيريا، دوري فيه كان للتعريف عنه والترويج له، فاعتقد المشاهدون انني سوف أطل ببرنامج على هذه الشاشة، كما انني رئيس اللجنة المشرفة على توزيع الاعمال الخيرية على الجمعيات الخيرية في العالم العربي، وقد اقتصر دوري على هذه المهمات التي ذكرتها.وما عدا ذلك ليس هناك اي برنامج لي على الـMTV ، ولكن بالطبع تربطني بالقيّمين على هذه المحطة علاقة محبة واحترام وصداقة منذ زمن طويل.
هل من تحضير لاطلاق برنامج لك على محطة تلفزيونية اخرى؟
في الحقيقة انني منذ حوالي الشهر وقّعت عقدا مع تلفزيون on tv المصري، وسوف يبدأ برنامجي انشاء الله في اواخر شهر تشرين الاول او بداية تشرين الثاني، البرنامج مختلف الى حد ما عما سبق وقدمته، هو اجتماعي وقانوني، وقد أُعلِنَ عنه في الصحف المصرية وتمت الاضاءة عليه من قبل الاعلام، لم يتم التوصل بعد الى اسم نهائي له ولكن من الممكن ان يكون "الابواب المغلقة".
وأنتم سوف تتولون امر فتح هذه الابواب؟
نأمل ذلك.
هل انت مقلّ في برامجك حرصا منك في الحفاظ على مستوى معين من البرامج؟
بالطبع انا حريص في الحفاظ على المستوى الذي بلغته في البرامج وكذلك المصداقية التي تهمني مراعاتها في برامجي، وخصوصا كوني في موقع يسمح لي بأن اقبل او أرفض عملا ما، لذلك انا اتروى دائما في خياراتي ولا اقبل كل ما يعرض عليّ. علما انه وبصدق، لم تُعرض عليّ برامج رفضتها لأن من يعرض عليّ اي برنامج، يعرف مسبقا ما اقدمه والمستوى الذي يناسبني وطبيعة برامجي.
اي انك لا تقدم اي برنامج فقط للتواجد وعدم الغياب عن الساحة الإعلامية؟؟
بالطبع لا.
لماذا لم نعد نراك على شاشة الـ MBC، التي بينك وبينها لطالما كانت العلاقة مميزة؟
اطلالاتي على الـ MBC مقطوعة منذ العام 2012، حيث فسخوا عقدهم معي بسبب مواقفي السياسية وهذا الامر لم يخفَ على أحد! الجميع في العالم العربي يعلمون ان ذلك جاء بعد اتخاذي مواقف الى جانب المقاومة وسوريا والدولة السورية وعدم المساس بها وغيرها من المواقف، فطُلب من المحطة وقف تعاونها معي بقرار سياسي ! وحصلت المقاطعة.
وهل ما زال هذا القرار مستمرا حتى اليوم؟
لا، يمكن القول انه تغير في هذه السنة الاخيرة مع تغير الادارة في السعودية وانتقال الحكم الى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان، تغيرت النظرة ولم يعد هناك تأثر بالتحريض عليّ الآتي من لبنان! نعم التحريض ضدّي اتى من جماعات في لبنان كانت ضد مواقفي فحرّضت ضدي، كانت علاقاتهم جيدة مع النظام السعودي في ذلك الوقت وتمكنوا من التوصل الى هذا القرار ضدي. ولكن الحكم الجديد في السعودية اليوم لم يعد يتأثر بكل هذه الامور، حتى اننا كنا على وشك التوقيع على عمل مع محطة سعودية جديدة، الا ان اطلاقها تأخر. كما انني عرفت من مسؤولين سعوديين، ان العلاقة تجاهي لم تتغير ابدا وان محبة السعوديين لي هي بدورها لم تتغير لا بل مكانتي محفوظة لديهم على مستوى الشعب وعلى مستوى القيادة، وهذا في الحقيقة أثلج صدري لأنني في الحقيقة لم أرتكب اي خطا جسيم تجاه السعودية، كل ما قلته كان عن مصيرنا في لبنان اذا ما انهارت سوريا وخوفي على لبنان، وهذا موقفي الذي تم تفهمه اليوم في السعودية فيما لم يتم تفهمه في السابق لانهم كانوا يتأثرون بمن يحرضون ضدي من لبنان لانهم ضد هذا الخط.
ولكن لا يجب ان يلغي ذلك كل ما قدمته في برامجك لكل العالم العربي!
هذا صحيح، والحقيقة تقال، انني المس احترام ومحبة الشعب السعودي لي يوميا من خلال مراسلاته وتواصلي مع الناس ولقائي بهم في العواصم العربية، هم يقفون معي لالتقاط الصور ويعبّرون دائما عن اعجابهم بي ، وقد تم التحقق من قبلي ومن قبل المعنيين ان هناك من عملوا ضدي من لبنان لتقليب الآراء ضدي، ولكن في نهاية الامر لا يصح الا الصحيح.
في الحديث عن السياسة، لقد تخصصت في الحقوق والعلوم السياسية، لماذا توجهت الى الاعلام؟ وهل انت نادم على ذلك؟
كلا ابدا، الصدفة لعبت دورها في هذا الامر، وايضا تجري الرياح بما لا تشتهي السفن! كانت بدأت الحرب في لبنان في العام 1975، فاضطررت الى السفر الى فرنسا وهناك شاءت الصدف ان اعمل في اذاعة مونتي كارلو، ومن هناك بدأت مسيرتي في عالم الاعلام.
ولكنك ابتعدت لاحقا عن العمل الاذاعي؟
نعم صحيح، كانت اعمالي اكثر في التلفزيون.
هل يمكن ان نسمعك قريبا في اي عمل اذاعي؟
لا، ما من مشاريع اذاعية بين اعمالي، لا في لبنان ولا في الخارج!
تجعل الملايين يتابعونك على شاشات التلفزيون، ما هي البرامج التي تتابعها انت؟
بكل صدق انا لم اتابع اي شيء هذا الصيف! تهمني بالإجمال البرامج التثقيفية والتاريخية والوثائقية، لا اهوى المسلسلات، اهتم بالطبع بالاخبار التي باتت تصلنا على هواتفنا، كما اتابع احيانا ال talk show وخصوصا على المحطات اللبنانية، الا انها تغيب في الصيف.
ماذا عن علاقتك بالسوشال ميديا؟ هل هي جيدة؟
هي علاقة ضعيفة ولا اتقنها كثيرا، ويمكنني القول إنني اواكبها بما تيسّر!
لقد حللت الكثير من المشاكل في برنامج "المسامح كريم"، هل ما زال الناس يتواصلون معك في هذا الاطار؟
تصلني رسائل كثيرة في هذا الخصوص، ويعتقد الكثيرون ان البرنامج ما يزال مستمرا، الا ان محطة ال OSN، هي التي كانت تنتج هذا البرنامج وهي منذ عام توقفت عن انتاج اي برنامج عربي (كما قيل)، في ما يعتقد الناس انه ما يزال مستمرا، ومع وجود مشاكل كثيرة لدى الناس هم يسعون دائما وراء من يمكن ان يساعدهم في حلها!
ولكن من يعتقدون انني اتواصل مع ضيوفي سواء في من سيربح المليون او المسامح كريم بعد عرض الحلقات فهذا لم يحصل ابدا، ولا يتم اللقاء بيننا الا في اطار الاعداد وتقديم الحلقات.
هل انت راضٍ عن إعلام اليوم؟
هناك ما ارضى عنه وهناك ايضا ما لا ارضى عنه، على بعض الاعلام ان يحسن في اوضاعه ومن مستواه وان يخرج من اسلوب الاسفاف والشعبوية. وفي المقابل هناك الاعلام الجيد الحضاري الهادف، ولكن خصوصا في لبنان النوع الاول هو المسيطر أكثر!
اي الشاشات التلفزيونية هي الاحبّ الى قلبك؟
لا أُفضّل واحدة على اخرى فالشاشات اللبنانية مثلا تمثل بلدي واحبها كلها. قد أُفضل بعض البرامج على برامج اخرى ولكنني لا أُخلص لمحطة دون اخرى.
ماذا تقول في الختام؟
أشكركم وأحييكم كما أحيي كل متابعي موقعكم الكريم، مع تمنياتي لكم بالتوفيق الدائم.