افتتحت الجامعة الانطونية في بعبدا، الموسم الخامس من موسيقى الحجرة، هذا الاحتفال الذي بات احد ثوابت ومنابر الموسيقى العالمية الذي يضيء على هذا الفن الرفيع و على الدور الذي يلعبه في تثقيف النفس وتغذيتها بكل ما من شأنه تزويدها بالغنى والفرح الداخلي والامتنان والتمتع بأنواع الفنون الموسيقية التي تبث البهجة في النفوس.
برعاية وزارة الثقافة، كانت افتتاحية هذا الموسم بأمسية عزف على البيانو مع العازفة الفرنسية ليزدو لاسال، التي تعتبر اليوم من العازفات الشابات اللواتي يتمتعن بالنضوج والاحساس المرهف واللواتي صنعن أنفسهن بثقة وثبات، حتى باتت تعزف في اهم فرق الاوركسترا العالمية مثل اوركسترا شيكاغو، اوركسترا لوس انجلوس واوركسترا لندن وغيرها الكثير في بلدان العالم، اضافة الى العزف في اهم قاعات الحفلات الموسيقية في فرنسا والمانيا ولندن واميركا وغيرها من الاماكن المهمة في العالم.
في تمام الساعة الثامنة، إنطلق الحفل بعدما اعتلى الاب توفيق معتوق المنبر وقدم ليز، التي حيّت الحضور بإحترام كبير، لتبدأ عزفها لهذه المقطوعات الموسيقية الرائعة :
J.S. (1685-1750),Italian concerto
A.Roussel (1869-1937),Prelude and Fugue,Op.46
F.Liszt (1811-1886), Fantasy and Fugue on the Theme B-A-C-H
J.S./F.Liszt,Prelude and Fugue in A minor
J.S.Bac/W.Kempff(1895-1991),Sicilienne
J.S.Bac/F.Busoni(1866-1924),Chaconne
تخللت الحفل استراحة قصيرة، وخلاله، حيّت العازفة الفرنسية الحضور اكثر من مرة، وقد ظهرت بشكل واضح رقّتها وخجلها وتقديرها لمن قصدوها ليستمعوا الى عزفها، كما ظهرت للجميع مهنيتها الكبيرة التي تجلّت حين صارحت الحاضرين بانها لم تكن راضية عن عزفها احدى المقطوعات التي عزفتها من دون نوتة وانها سوف تذهب لاحضار النوتة! فَعَلا التصفيق الحاد ووقف الجميع تحية لها على مهنيتها وصدقها وشفافيتها، ومن ثم عادت وعزفتها بشكل رائع.
اكثر من مرة أعادها التصفيق الحار لتقديم التحية والشكر للناس مجددا، كما عادت وعزفت مقطوعة نزولا عند رغبتهم، لتُقدّم لها في الختام هدية تذكارية من الجامعة عربون شكر وامتنان وتقدير.
ومع مغادرة الحاضرين للحفل، بدت على وجوههم علامات الفرح والامتنان وكأنهم غرفوا من الفن ما يُثلج صدورهم ويجعل حياتهم اجمل وأكثر أملا وقبولا وفرحا.
موقع الفن الذي تواجد في هذه المناسبة، كانت له مقابلة مع عازفة البيانو البارعة والمميزة، ليزدو لاسال.
شكرا جزيلا لك على هذا العزف الرائع...
شكرا لك.
ما هي المتعة التي يمنحك إياها العزف على البيانو؟
الاجابة صعبة على هذا السؤال، انا اعشق ذلك وبدأ هذا العشق مذ كنت صغيرة جدا وكبرت كشخص يحمل معه هذه الالة، بدأت أعزف البيانو وانا في الرابعة من عمري، ولا اذكر حياتي ابدا بدونه، هو واكب حياتي من الطفولة الى المراهقة فالنضوج وصولا الى ما انا عليه اليوم وهو رفيق كل تلك المراحل، هو جزء من حياتي.
هل هناك من يعشقون الموسيقى من افراد عائلتك؟
الموسيقى هي جزء من العائلة ولكن الغناء اكثر من الموسيقى، فوالدتي كانت تغني ولكن لا احد لدينا امتهن العمل الموسيقي، انا احب ان اغني ولكنني لا امتلك صوتا جميلا، اغني وكما معظم الناس اثناء الاستحمام (وتضحك)، الا ان شغفي واهتمامي هو العزف على البيانو.
هل تجيدين عزف آلات موسيقية اخرى غير البيانو؟
كلا.
ماذا تقولين عن الجمهور اللبناني وخصوصا بعد هذه الامسية الناجحة؟
الحضور هذه الليلة كان رائعا وشعرت انني مرتبطة فيه للغاية وجعلني اشعر كم انني على اطلاع موسيقي كبير، الجمهور اللبناني يمتلك حسا موسيقيا كبيرا ومعرفة موسيقية، وعرف جيدا كيف يستمتع فيها ويتبعني ويتبعها بكل اهتمام وحس موسيقي رفيع، وهذا لا نجده لدى الكثيرين.
كم مضى على حضورك الى لبنان، والمعروف انك تزورين هذا البلد للمرة الاولى؟
أتيت امس الاول في وقت متأخر، وفي يوم وصولي لم تتسن لي فرصة الذهاب الى اي مكان بل زرت فقط "سيتي سنتر" وتناولت العشاء هناك، اما بالامس فاليوم بأكمله كان لي حيث ذهبت الى عدة اماكن وزرت مدينة جبيل واستمتعت بجمالها الرائع، واغادر لبنان غدا.
ألن تزوري مدينة بعلبك؟ هي مدينة رائعة يزورها المشاهير وتقام فيها مهرجانات ضخمة، الا يهمك ان تقيمي حفلا لك فيها؟
بالطبع يهمني وأتمنى ذلك واحبه كثيرا، آمل ان احقق ذلك في زيارة اخرى لي الى لبنان.
ماذا عن اصداراتك الجديدة؟
العام 2018 شهد اطلاق 2 سي دي لي، والعمل جار على اطلاق مشروع جديد.
متى تقولين "نعم، لقد تحقق حلمي المهني الذي يتعلق بالموسيقى"؟
الاجابة مختلطة على هذا السؤال، فمن ناحية اقول ذلك كل يوم ومن ناحية ثانية لا اقوله ابدا! حقا هذا هو شعوري، فأنا يوميا اشعر انني محظوظة جدا بالقيام بما اقوم به والسفر الى بلدان العالم واقامة الحفلات هناك والتفاعل مع الناس ومنحهم الشعور بالفرح والاستمتاع بالعزف وبث المشاعر العاطفية الجميلة والوقوف على المسرح، وها انا احقق اكبر واعظم احلامي ولقد اكتفيت. ومن ناحية ثانية لن اقول ذلك مطلقا لانك حين تعترف ان هذا كل ما تطمح اليه يتوقف الحلم وعندها ليس هناك ما تطمح اليه بعد، وانا لا اريد ان يتوقف طموحي عند هذا الحد، اريد ان احلم بعد وان اقدم المزيد. لهذا السبب اقول كل يوم نعم لقد حققت حلمي كما اقول في الوقت ذاته كلا لم احققه بعد!
ماذا تضيفين في الختام؟
لقد استمتعت كثيرا بوجودي في لبنان وبتقديم هذه الامسية الليلة التي هي الاولى لي في ربوع هذا البلد وآمل انها لن تكون الاخيرة. الناس هنا يحسنون الترحيب بالضيف وهم لطفاء جدا ووجودي هنا كان تجربة جميلة جدا استمتعت بها.
في الختام... نشكر القيّمين في الجامعة الانطونية- بعبدا، على اقامة نشاطات من هذا النوع تغذي النفس والروح وتبعث الامل في النفوس في زمن صعب لا يخفف من وطأته ومن ثقله على الناس الا الموسيقى وطَيفها الرقيق الغنيّ بالمشاعر والحب.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغط هنا.