تحت عنوان "كلنا للوطن" العبارة المستوحاة من النشيد الوطني اللبناني، أطل علينا الممثل ومقدم البرامج كارلوس عازار في برنامج جديد على قناة "الجديد"، يقوم على فكرة تعميق الثقافة اللبنانية وإكتشاف الآخر ومحيطه وبيئته.
من يتابع حلقات هذا البرنامج يجد فيه الكثير من المميزات غير المتوفرة في أي برنامج آخر، فالبرنامج بداية فيه مساواة بين ضيوفه، ففي حلقة الأمس تحديداً استقبل عازار في الستديو فريقين، يترأس الفريق الأول الإعلامي عماد مرمل "من قريه الطيبة"، ويترأس الفريق الثاني المخرج والكاتب شربل خليل من "حراجل"، والى جانب كل منهما أفراد من قراهم يشكلون مع كل منهما فريق، وهذه المساواة في مستوى الضيوف أمر لافت حالياً لأننا نرى في العديد من البرامج ان هناك تفاوتاً بين الضيوف، فرئيس هذا الفريق من غير اختصاص رئيس الفريق الآخر، وأحيانا من نفس الإختصاص لكنهم بمستوى وظيفي مختلف، وهذا ما يقلل من أهمية الضيف ومكانته.
وفي سياق حلقة الأمس من "كلنا للوطن" يزور رئيس كل فريق قرية خصمه في البرنامج، وهي خطوة تحمل في خلفيتها رسالة مهمة وهي كسر الحواجز الوهمية بين اللبنانيين، والتعرف على قرانا الجميلة بلسان أبنائها المشاهير، فزار خليل بلدة الطيبة وتعرف على رئيس بلديتها وقرر العودة قريباً لزيارتها والاضاءة عليها، بينما زار مرمل حراجل وأثنى على جمالها ورقي أهلها.
أما في ما يتعلق بالإعداد، فالبرنامج يقوم على جهد جبار في جمع معلومات على لبنان وفنه وثقافته، وهي معلومات دقيقة ومحكمة، فغالباً ما نرى في بعض البرامج أن الضيف يصحح خطأ الإعداد، لكن في "كلنا للوطن" كان فريق الإعداد في قمة الإحتراف، وتمكن من الوصول الى المعلومة والتأكد منها قبل طرحها ضمن صيغة سؤال على الضيف.
كذلك لا بد من الإضاءة على أسلوب كارلوس عازار في التقديم حيث لم يتعمد الصراخ ولا الصوت العالي لإثارة حماسة الفريقين، بل اعتمد على اسلوب آخر عنوانه الهدوء لكن مع بث روح التحدي بين الفريقين، ليصل الى هدفه الأسمى وهو كسر الحواجز الوهمية بين المناطق اللبنانية، كما يلفت عازار الأنظار بالأغنيات التي يقدمها بصوته المميز.
يذكر أن برنامج "كلنا للوطن" تم تصويره في استديوهات vmp، فكرة وتطوير وتنفيذ سنا قزي وكالين ناصيف، وإخراج سامر دادانيان.